الخرطوم – محمد إبراهيم
طالبت حكومة دولة جنوب السودان نظيرتها السودانية، بإغلاق مكاتب المعارضة المسلحة التي يقودها نائب الرئيس السابق رياك مشار على أراضيها، وأقرَّت الخرطوم لأول مرة صراحة بمنع زعيم المتمردين الجنوبي رياك مشار من دخول أراضيها الأسبوع الماضي.
ووصف مراقبون خطوة الخرطوم بعدم استقبال مشار بأنها تحول مفاجئ في علاقات البلدين بعد أن استقبلته في ديسمبر/كانون الأول الماضي لاغراض انسانية كما قالت. وقد مكث مشار في السودان نحو شهر حتى شفائه من إصابة في قدمة لحقت به جراء مغادرته جوبا مشيًا حتى الكونغو عقب معارك في محيط القصر الرئاسي مع قوات سلفا كير.
وقال مستشار الرئيس للشؤون الأمنية في حكومة جوبا توت كيو جاتلواك في تصريحات صحافية، إن حكومته تأمل في قبول الخرطوم لطلب جوبا، منوهاً إلى أن الخطوة ستكون بمثابة دليل على التزام حكومة السودان بتنفيذ نتائج الاجتماع الذي عقد بين الرئيس عمر البشير والرئيس سلفا كير ميارديت في غينيا الاستوائية أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وتابع جاتلواك "إن الحكومة السودانية لها دور محوري لتلعبه في إحلال السلام في جنوب السودان، كما أن السودان عضو رئيسي في منظمة "الإيقاد" التي توسطت في السلام ما يجعل من الحكمة أن ينأى السودان بنفسه عن دعم أي جماعة تستخدم أراضيها لاستمرار الحرب في الجنوب".
وقال: "نظرًا لأهمية هذا الدور نعتقد أن السودان لن يسمح لأي مجموعة باستخدام أراضيه لممارسة أي أنشطة معادية". ولفت مستشار الأمن إلى أن حكومته طلبت من حكومة الخرطوم عدم استضافة أي مجموعة تسعى الى تغيير نظام جوبا عبر المقاومة المسلحة.
وتضاربت تصريحات لمصادر المعارضة الجنوبية في الخرطوم بشأن اعتقال جهاز الأمن السوداني لممثل حركة مشار في الخرطوم قاتبانق رير فوك. وأكد مصدر جنوبي أن الرجل معتقل منذ 10 أيام، بينما أوضح مصدر آخر في المعارضة أن ما حدث هو مجرد استدعاء من قبل سلطات الأمن لفوك عقب عقده مؤتمرًا صحفيًا. وأوضح المصدر قائلا: "تم تحذير الرجل بأنه غير مسموح بممارسة أي عمل سياسي أو عسكري ضد حكومة جنوب السودان انطلاقا من الأراضي السودانية، وأن عليهم الإقامة في البلاد كلاجئين فقط. ورجح المصدر أن يكون فوك متواريا عن الانظار في احدى ولايات البلاد بعيدا عن العاصمة الخرطوم.
وأفادت مصادر في وقت سابق باعتقال جهاز الأمن لممثل مشار بالخرطوم، فضلا عن إغلاق مكتبه ومصادرة جميع مستنداته واعتقال عدد من مؤيدي مشار وترحيلهم إلى جوبا للإيفاء بالتزمات الاتفاقات الأمنية الموقعة بين وزارتي الدفاع بالبلدين في أغسطس/آب الماضي.
وعزا وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور منع دخول زعيم المتمردين ريك مشار من دخول الأراضي السودانية لعدم حصوله على تأشيرة دخول. وكان مشار قد وصل الى الخرطوم على متن طائرة قادمة من أثيوبيا نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وامضى ساعات في المطار ، قبل ان تبلغه السلطات بعدم السماح له بدخول الأراضي السودانية أسوة بالسلطات الإثيوبية.
وقال وزير تصريحات السوداني في تصريحات لصحفية البرلمان إن "مشار لم يكن يحمل تأشيرة دخول كما علمت من الجهات المعنية".
أرسل تعليقك