الاتحاد الأوروبي يحثُّ الخرطوم على ضبط النفس وغوتيريش يتابع التطورات بقلق
آخر تحديث GMT18:05:44
 العرب اليوم -

إدانات دولية لمقتل محتجين في العاصمة السودانية ووزارة الصحة تعتذر

الاتحاد الأوروبي يحثُّ الخرطوم على ضبط النفس وغوتيريش يتابع التطورات بقلق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الاتحاد الأوروبي يحثُّ الخرطوم على ضبط النفس وغوتيريش يتابع التطورات بقلق

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش
الخرطوم ـ جمال إمام

أقرَّت الشرطة السودانية، بمقتل ثلاثة متظاهرين، على الأقل في احتجاجات مدينة "أم درمان"، التي واجهتها بترسانة مسلحة، مستخدمة الرصاص الحي، أصيب جراءه اثنا عشر شخصا آخرين بجروح، وهو ما دفع مراقبين إلى وصف تلك الأحداث بـ"الأربعاء الدامي".

وأعلن الأطباء إضراباً شاملاً عن العمل، احتجاجاً على اقتحام الأجهزة الأمنية لمستشفاهم، وإطلاق الرصاص، والغاز المسيل للدموع داخله، مما دفع وزارة الصحة للاعتذار. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس، أنه يتابع بقلق أعمال العنف التي أدت إلى سقوط قتلى بين المتظاهرين في السودان، داعياً إلى ضبط النفس» وإجراء تحقيق واف في ما جرى، بينما ازدادت المخاوف من تأثير الأحداث على المساعدات الإنسانية التي ترسلها المنظمات الدولية لملايين المحتاجين في كل أنحاء البلاد.

ورداً على سؤال "الشرق الأوسط" في شأن المظاهرات التي تشهدها مناطق ومدن عدة في السودان وإطلاق الذخيرة الحيّة ضد المحتجين، أجاب الناطق باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتابع بقلق التطورات في جمهورية السودان، بما في ذلك ما يفاد عن العنف والقتلى، داعياً إلى الهدوء وضبط النفس ومطالباً السلطات بإجراء تحقيق واف في خصوص القتلى والعنف. وعبر عن تعازيه إلى جميع أولئك الذين فقدوا أحباء لهم في أعمال العنف. وشدد على ضرورة صون حرية التعبير والتجمع السلمي في البلاد.

أقرأ يضًا

- إدانات دولية وأممية لجرائم اغتصاب واسعة في جنوب السودان

وفي شأن المساعدات التي توزع على المحتاجين في بعض الولايات، أفاد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بأنه حتى تاريخه، لم تحصل مظاهرات كبرى، تعيق العمليات الإنسانية الكبرى، مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. غير أنه أشار إلى أن تردي الوضع الاقتصادي الذي أشعل هذه الاحتجاجات، والارتفاعات الحادة في أسعار المواد الغذائية، أثرت على قدرة الناس على شراء ما يكفي من الأغذية... فضلا عن وجود نحو 5.5 مليون شخص يحتاجون أصلاً إلى المساعدة الإنسانية. وأكد أن الوضع الاقتصادي أدى أيضاً إلى نقص متقطع في الوقود والنقود، مما أثر على قدرة المنظمات على إيصال المساعدات إلى المجتمعات الضعيفة.

من جانبه، حث الاتحاد الأوروبي الحكومة السودانية على منح المواطنين حق التظاهر، معرباً عن قلقه من وقوع ضحايا في وسطهم، مؤكداً أنه يتابع عن قرب الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة وعدداً من مدن الولايات المختلفة، وتوقيف قيادات سياسية ونشطاء، مشدداً على ضرورة ضبط النفس.

وقال الاتحاد الأوروبي في بيان أمس، إن "الاحتجاجات الشعبية المستمرة بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في السودان تثير القلق خاصة الأعداد المتزايدة في أوساط الضحايا". وأضاف: "من المهم إظهار ضبط النفس والعمل ضمن القانون"، داعياً الحكومة إلى احترام حق المواطنين في التعبير عن مخاوفهم والاستجابة لشكاويهم، وقال البيان: "يجب على جميع الأجهزة إنفاذ القانون بما يتفق مع التزامات السودان الدستورية والدولية". وأكد بيان الاتحاد الأوروبي أنه سيثير هذه القضايا في إطار الحكومة السودانية ومع الخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان.

وكانت دول الترويكا "المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج"، إضافة إلى كندا، قد أعربت عن شعورها بالقلق العميق إزاء تعامل الحكومة السودانية مع الاحتجاجات التي تشهدها العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى واحتجاز عدد من السياسيين والناشطين والمتظاهرين، وحثت الحكومة على إطلاق سراح المعتقلين فوراً وإجراء تحقيق كامل وشفاف ومستقل في أقرب وقت بشأن مقتل كثير من المتظاهرين.

واعترفت الشرطة من جهتها، بمقتل ثلاثة متظاهرين، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سونا" عن الناطق الرسمي هاشم عبد الرحيم، تلقي ثلاثة بلاغات بحالات وفاة وعدد من الإصابات في أحداث شغب بأم درمان ويجري التحقيق حولها تحت إشراف النيابة العامة، دون أن تحدد طريقة وسبب قتلهم.

وقال مصدر طبي، طلب حجب اسمه، إن نحو 5 أشخاص أصيبوا بالرصاص مباشرة في أحداث أم درمان إلى جانب القتلى، إضافة إلى 7 أصيبوا بالرصاص في احتجاجات أخرى، ما يزال بعضهم طريح المستشفيات.

وأوضح أن هناك ثلاثة مصابين بالرصاص في مستشفى "فضيل" أجريت لهم جراحات وأوضاعهم حرجة، إضافة إلى مصابَين إصابتهما خفيفة، تم تقديم العلاج لهم وخرجوا من المستشفيات، وفي مستشفى أم درمان أجريت عمليتان جراحيتان لاثنين، أحدهما الناشط هشام الشوالي، وثلاثة مصابين بطلق ناري في مستشفى الأربعين أجريت لهم جراحات وأوضاعهم مستقرة.

ويرجح المعارضون أن يكون الرصاص الذي قتل وجرح المتظاهرين السلميين، أطلق استجابة لتوجيهات مبطنة أطلقها النائب الأول السابق للرئيس علي عثمان محمد طه، بزعمه أن هناك قوات خاصة بالنظام تعرف كودياً باسم "الأمن الشعبي"، وتدافع عنه حتى الموت، حين قال في مقابلة تلفزيونية، إن "الإنقاذ نظام تحميه كتائب ومجموعات يعرفونها، حتى ولو أدى الأمر للتضحية بأرواحهم".

الحكومة السودانية اعترفت على استحياء بمقتل 19 شخصاً في الاحتجاجات، مرجعة القتل إلى عمليات تخريب وعنف، وبقتلى أم درمان الثلاثة يكون عدد القتلى الرسمي 22، لكن قتلى أم درمان لم يقتلوا في أحداث عنف أو تخريب، بل جاء العنف غير المبرر من القوات النظامية نفسها، في الوقت الذي تقول فيه المعارضة إن القتلى تجاوز عددهم الأربعين قتيلاً حتى الآن.

وبحسب الشهود، واجه المتظاهرون الرصاص بصدورهم العارية، وقتل جراه كل من صالح عبد الوهاب، ومحمد الفاتح، والحذيفة محمد، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية، التي تابعت القول إن أجهزة الأمن لم تكتف بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، بل اعتدت على المستشفيات، وأطلقت داخلها الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع. وبحسب بيانها، فإن سلطات الأمن لم تراع حرمة المكان وقدسيته، وحرمة الأطفال والمرضى، والأطباء والعاملين بالمستشفيات، والتجاوز اللامحدود باعتقال طبيب امتياز واقتياده من مكان عمله.

وبسبب الاعتداء على المرضى في المستشفيات، قرر الأطباء الدخول في إضراب مفتوح، مشترطين للعودة إلى ممارسة عملهم أن يلاحق المعتدين، وإطلاق سراح زميلهم، وإيكال حراسة المستشفيات لرجال الجيش، واعتذارا مكتوبا من وزارة الداخلية وجهاز الأمن مع التعهد بعدم تكرار ذلك.

بيد أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم، أدانت على لسان وزيرها مأمون حميدة، اقتحام قوات الأمن مستشفى أم درمان لمطاردة محتجين، ووصفت دخول القوات الأمنية للمستشفى بأنه غير مقبول، وأعلنت فتح تحقيق حول ملابسات الأمر مع الجهات المعنية، وأكدت نشر عناصر شرطة لحراسة المستشفيات وتأمين الأطباء والكوادر الصحية والمرضى.

وينتظر أن تتواصل الاحتجاجات في البلاد، وتتزايد وتيرتها، وأعلن "تجمع المهنيين السودانيين"، عن ترتيب خطوات لاحتجاجات منظمة قادمة، وقال في بيان صادر أمس: تجري المشاورات من دون كلل ولا راحة، للترتيب لخطوات قادمة، تشبه أحلامنا وتطلعاتنا، فصبراً... إن موعدنا الحرية والتغيير.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- الشرطة السودانية تستخدم القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين

- البشير يكشف عن تلقيه نصيحة للتطبيع مع إسرائيل وسلفا كير يعلن دعمه له

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاتحاد الأوروبي يحثُّ الخرطوم على ضبط النفس وغوتيريش يتابع التطورات بقلق الاتحاد الأوروبي يحثُّ الخرطوم على ضبط النفس وغوتيريش يتابع التطورات بقلق



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab