أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، أن روسيا لن تجري مفاوضات بناء على شروط الآخرين، مشددا على أن أي مقترح سلام يجب أن يعترف بضم المناطق الأربع. وقال بيسكوف للصحافيين، يوم الاثنين: "كنا ننطلق دائما من شروطنا والتفكير السليم"، وذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت موسكو مستعدة للتفاوض بشروط كييف.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، قد صرح بأن السلطات الأوكرانية تسعى لعقد "قمة سلام" في الأمم المتحدة مع أمينها العام أنطونيو غوتيريش بصفة الوسيط المحتمل.
وطرحت أوكرانيا في وقت سابق، عددا من الشروط للتفاوض مع روسيا، علما بأن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقع في أوائل أكتوبر الماضي مرسوما عن عدم إجراء أي مفاوضات مع سلطات روسيا الحالية.
بدورها، أكدت روسيا انفتاحها على المفاوضات. وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أن كل النزاعات تنتهي بالحلول الدبلوماسية عاجلا أم آجلا.
يذكر أن بوتين قال في مقابلة أجراها مع التلفزيون الرسمي، يوم الأحد، إنه مستعد "للتفاوض مع كل من يشارك في هذه العملية حول حلول مقبولة"، بحسب ما نقلت وكالة "تاس" الروسية الرسمية للأنباء.
وهدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يوم الإثنين، أوكرانيا، قائلا "إنه يجب عليها أن تفي بمقترحات موسكو بشأن المناطق الأوكرانية" التي أعلنت روسيا ضمها "وإلا سيتخذ الجيش الروسي إجراءات".
وفي سياق منفصل أفادت صحيفة "نيويورك تايمز"، اليوم الأربعاء، بأن الإدارة الأميركية تبذل جهودا واسعة النطاق للحد من قدرة إيران على إنتاج وتسليم الطائرات المسيرة إلى روسيا، التي تستخدمها بدورها في عمليتها العسكرية ضد أوكرانيا.
وقال مسؤولون في المخابرات والجيش والأمن القومي خلال مقابلات أجرتها معهم الصحيفة في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، إن هناك برنامجا أميركيا موسعا يهدف إلى التضييق على قدرة إيران على تصنيع الطائرات بدون طيار، مما يصعب على الروس تنفيذ هجمات باستخدامها. وأشاروا إلى أنه في حالة فشل ذلك فسيتم تزويد الأوكرانيين بالدفاعات اللازمة لإسقاطها.
كما أوضحت الصحيفة أنه بات من الجلي اتساع هذه الجهود في الأسابيع الأخيرة، حيث سرعت الإدارة من تحركاتها لحرمان إيران من المكونات غربية الصنع اللازمة لتصنيع الطائرات بدون طيار التي تبيعها لروسيا بعد أن تبين من فحص حطام الطائرات التي تم اعتراضها أنها مزودة بتكنولوجيا أميركية الصنع.
وتشير التقارير إلى أن طهران زودت القوات الروسية حتى الآن بنحو 1700 طائرة بدون طيار هجومية، وتخطط لتزويدها بـ 300 أخرى في المستقبل القريب.
وقالت مصادر في الخارجية البريطانية، الأسبوع الماضي، إن الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع التي زودت بها روسيا لعبت "دورًا مركزيًا" في الهجمات على أهداف مدنية في أوكرانيا.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وكالة المخابرات المركزية (CIA) إن روسيا تتطلع أيضًا إلى مساعدة إيران، مما قد يشكل تهديدًا لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال ويليام بيرنز، رئيس وكالة المخابرات المركزية، في مقابلة: "ما بدأ في الظهور هو على الأقل بدايات شراكة دفاعية كاملة بين روسيا وإيران، حيث يزود الإيرانيون الروس بطائرات بدون طيار تقتل المدنيين الأوكرانيين كما نتحدث اليوم".
قد يهمك أيضا
الكرملين يُعلن إجراء مفاوضات روسية أمريكية في أنقرة
الكرملين يعلق على البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين
أرسل تعليقك