قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن الزلزال الذي ضرب بلاده من أكبر الكوارث الطبيعية في التاريخ، معلناً ارتفاع عدد القتلى إلى 3549 و22168 جريحاً. وأضاف في كلمة اليوم، الثلاثاء، أن الدمار في المنطقة يتسبب في إعاقة عمليات الإنقاذ، مشيراً إلى إنشاء 54 ألف موقع للإيواء في مناطق الزلزال.
كما أعلن تخصيص أكثر من 5 مليارات دولار لعمليات الإنقاذ، مؤكداً أن مختلف القوى الأمنية والعسكرية تشارك في عمليات الإنقاذ. وأوضح أن طائرات مسيرة تشارك في عمليات الإنقاذ، داعياً كل الدول لمساعدة تركيا بالمعدات اللازمة بغض النظر عن الوضع السياسي.
وأعلن 10 مدن متضررة من الزلزال كمناطق كوارث، وتنكيس الأعلام حتى يوم 12 فبراير حداداً على ضحايا الزلزال، وإعلان حالة الطوارئ 3 أشهر في المناطق المتضررة. كذلك قال إن 70 دولة عرضت المساعدة في البحث والإنقاذ بعد الزلزال. إلى ذلك، قال إنه سيتم ملاحقة من نشر أخبار كاذبة بشأن الزلزال على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلنت إدارة الكوارث التركية اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال حتى صباح اليوم إلى 3432 قتيلاً و21103 إصابة. وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي قد أفاد بوقت سابق أن عدد القتلى جراء الزلزال الذي كان مركزه جنوب شرقي بلاده ارتفع إلى 3419، وأن الظروف الجوية القاسية تعرقل توصيل المساعدات إلى المناطق المتضررة وعمليات الإنقاذ.
وقال أوقطاي، في تصريحات للصحافيين، إنه سيُسمح فقط لعربات الإنقاذ ونقل المساعدات بدخول ومغادرة خطاي وقهرمان مرعش وأديامان، وهم 3 من أكثر الأقاليم تضرراً، وفق رويترز. كما أضاف أن عمليات الإنقاذ تركز على الأقاليم الثلاثة وفي ملاطية.
أما في سوريا، فقد قُتل ما لا يقل عن 1621 وأصيب الآلاف في أعقاب عدد من الزلازل والهزات الارتدادية المميتة بتركيا المجاورة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. من جانبها، أفادت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية بأن 812 قتيلاً و1449 مصاباً سقطوا في محافظات حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس الخاضعة لسيطرة النظام، في حصيلة غير نهائية.
بدوره قال فريق الإنقاذ التابع للخوذ البيضاء إن ما لا يقل عن 790 شخصاً قتلوا في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة وأصيب 2200، وإن عدد القتلى مرشح للزيادة. يشار إلى أنه بذلك يتجاوز العدد الإجمالي لقتلى الزلزال في تركيا وسوريا 5000 قتيل. وهناك مخاوف من أن يستمر عدد القتلى في الارتفاع بهذه الوتيرة، خاصة وأن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن قرابة 20 ألف شخص لقوا مصرعهم.
وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا، قد يصل إلى 23 مليونا. وأوضحت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية، أديلهايد مارشانغ، أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة: "تظهر خريطة الأحداث أن عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا (بالزلزال) يبلغ 23 مليونا، بينهم نحو 5 ملايين في وضع ضعف".
وأضافت: "تدرك منظمة الصحة العالمية قدرة تركيا القوية على الاستجابة وتعتبر أن الاحتياجات الرئيسية التي لم تُلبَّ قد تكون في سوريا على المدى القريب والمتوسط".
وتسبب الزلزال، الذي تبعته عدة هزات ارتدادية قوية، بمقتل أكثر من 5 آلاف شخص في تركيا وسوريا وبإصابة وتشريد الآلاف في ظلّ برد قارس، لكن الحصيلة لا تزال أولية. وتابعت مارشانغ: "إيصال المساعدات عبر الحدود إلى شمال غرب سوريا من المرجح أن يواجه صعوبات بسبب الأضرار التي سببها الزلزال. وهذا بحد ذاته يمثل أزمة كبيرة بالفعل".
ودعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الذي وقف إلى جانبها، أولا إلى التزام دقيقة صمت حدادا على ضحايا الزلزال. ثمّ قال: "سنعمل في تعاون وثيق مع جميع الشركاء لدعم السلطات في تركيا وسوريا في الساعات والأيام الحاسمة المقبلة، وكذلك في الأشهر والسنوات المقبلة، على طريق تعافي البلدين فيما يعيدان البناء".
وأعلن إرسال "ثلاث طائرات إلى البلدين" حاملة معدات طبية بما فيها معدات لإجراء جراحات. وأضاف: "نقوم بحشد معدات الطوارئ وقمنا بتفعيل شبكة منظمة الصحة العالمية للفرق الطبية الطارئة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للجرحى وللأكثر ضعفا".
ولفت إلى أن المنظمة تمسح الأضرار لكي تتمكن من تحديد الأماكن التي يجب أن تركّز فيها معظم طاقاتها.وتابع: "إنه الآن سباق مع الزمن. مع مرور كل دقيقة وكل ساعة، تقل فرص العثور على ناجين أحياء"، مضيفا أنه "قلق خصوصا بشأن المناطق التي ليس لدينا معلومات عنها بعد".
وشدد على أن "الهزات الارتدادية وظروف الشتاء القاسية والأضرار التي لحقت بالطرق والكهرباء والاتصالات والبنى التحتية الأخرى لا تزال تعرقل الوصول وعمليات البحث والإنقاذ الأخرى".
يذكر أن الزلزال الأول وقع الاثنين عند الساعة 4.17 (01.17 بتوقيت غرينتش) على عمق نحو 17.9 كيلومتراً وفق المعهد الأميركي للمسح الجيولوجي وكان مركزه في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش التركية (جنوب شرق) على مسافة 60 كيلومتراً من الحدود السورية.
وأعقبت ذلك عشرات الهزات الارتدادية، قبل أن يضرب زلزال جديد بقوة 7.5 درجات عند الساعة 10.24 بتوقيت غرينتش جنوب شرقي تركيا على مسافة 4 كيلومترات من مدينة إكينوزو.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
انشقاق أراض في مدينة الإسكندرية المصرية ليس له علاقة بزلزال تركيا
أرسل تعليقك