المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين مدينتي تاورغاء ومصراتة
آخر تحديث GMT04:30:18
 العرب اليوم -

بعد مساعدة قوات الرئيس السابق معمر القذافي خلال أحداث الثورة الأخيرة

المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين مدينتي تاورغاء ومصراتة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين مدينتي تاورغاء ومصراتة

سكان نزحوا من تاورغاء يتأهبون للعودة إلى مدينتهم
طرابلس - فاطمة السعداوي

فشل القادة والمسؤولون في ليبيا، في وقف مشاعر العداوة بين مدينتي تاورغاء ومصراتة ولا في إزالة الرغبة في الثأر بينهما، فرغم مرور 7 سنوات على أحداث الثورة الليبية، تستمر مدينة مصراتة في منع آلاف الأشخاص المهجرين من العودة إلى بيوتهم، انتقاماً لوقوف مدينتهم في صف معمر القذافي خلال أحداث الثورة الليبية، وتاورغاء هي المدينة الوحيدة التي تقع على الساحل الليبي ويتسم سكانها بسواد البشرة. وبدأت المدينة بترميم وتأهيل نفسها هذه الأيام لاستقبال أهاليها، بعد أن تعرضت للحرق والدمار من قبل ثوّار مدينة مصراتة، غير أن هذه الأخيرة ما زالت تفرض عليها عقابا جماعيا، والتهمة "مساندة كتائب نظام القذافي ضد مدينة مصراتة".

ورغم البدء في تطبيق الخطة التي تقودها حكومة الوفاق الوطني والتي توصلت إليها بعد مفاوضات طويلة مع مسؤولي مدينة مصراتة، والتي تقضي ببدء عودة سكان تاورغاء إلى مدينتهم بدءا من مطلع الشهر الحالي، يبدو أن أهالي مصراتة غير مستعدين لنسيان الماضي ولعقد مصالحة مع التاورغيين والمضي بحياتهم معا إلى المستقبل، ولم تمض الأمور على ما يرام خلال عودة أهالي تاورغاء، فاعترضت جماعات مسلّحة من مدينة مصراتة موالية لحومة الوفاق، طريقهم وسدّت منافذ العبور إلى البلدة. وتطالب جهات في مصراتة بتأجيل عودتهم إلى حين تحقيق المصالحة، وتسليم المطلوبين للعدالة واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة والتهيئة العمرانية والتعويضات.

ويعتبر منصف الشويهدي، الناشط في جماعة محلية بمصراتة، أنه "من الصعب على العائلات في المدينة التي تضررت من الحرب ودفعت ثمنا باهظا بفقدان أبنائها ومصادر عيشها، أن تسمح بعودة التاورغيين أو تقبل العفو عنهم بكل بساطة ودون محاكمة"، وأوضح أنّ "لقد وضعت تاورغاء اليد في اليد مع نظام معمر القذافي ضد أناس كانوا خير جيران لهم، وانضم الشباب إلى كتائبه وقاموا بمهاجمة المدينة وتدميرها وقتل وجرح الآلاف من سكانها الأبرياء وسرقة محلاتها التجارية، هناك إجماع داخلي على نفيهم بعيدا عنّا، لأنهم ليسوا محل ترحيب، الأمر ليس بسيطا مثلما يتصوره البعض".

وبدأت معاناة أهالي تاورغاء منذ شباط/فبراير 2011 تاريخ اندلاع الثورة الليبية، عندما اتخذت كتائب القذافي من مدينتهم منطقة عسكرية للهجوم على مدينة مصراتة، عندها قام عدد من شبابها بالانضمام إلى هذه الكتائب ومساندتها ضد ثوار مصراتة، واستمرت الحرب بين المدينتين إلى غاية أغسطس/آب 2011، عندما نجحت قوات مصراتة في هزيمة كتائب القذافي ودخلت إلى مدينة تاورغاء، وقامت بطرد سكانها وتدمير المدينة وحرق المنازل عقابا لهم على وقوفهم جنبا إلى جنب مع القذافي وتسببّهم في قتل المئات من المصراتيين.

ونزح ما يقدر بنحو 40 ألف شخص عن البلدة الواقعة على بعد 38 كيلومترا جنوبي مدينة مصراتة الساحلية، وتوزعوا للسكن في عدة مخيمات بعدد من المدن على أطراف العاصمة طرابلس، وفي مدينة بنغازي في الشرق، أو مشتتين في أنحاء البلاد في ظروف مأساوية، لكن عبدالله بن عمران، من مدينة تاورغاء ومقيم بتونس، يقول إن مدينته "مظلومة"، ويستحضر كيف تم التغرير بسكانها خلال اندلاع الثورة من قبل كتائب القذافي، بدعوى أن "بقاءهم مرتبط ببقائه، وبأن مصراتة ستقوم بترحيلهم إلى إفريقيا والاستيلاء على أراضيهم لأنهم مواطنون سود"، وأضاف أنه بالنظر إلى أن القذافي ساعد سكان مدينة تاورغاء على الاستقرار بالمدينة، وأقام لهم عدة مشاريع سكنية ووفر لهم مصادر دخل ومنحهم أراضي، فإن هذا الأمر "شجّع العديد منهم للانضمام إليه ردا للجميل ودفاعا عن مصالحهم".

وأضاف بن عمران، أن مصراتة لا ترغب بعودة أهالي تاورغاء بسبب "الحقد الذي تحمله تجاههم، ورغبة سكان مصراتة في الاستحواذ على مدينة تاورغاء وأراضيها التي تحولت على امتداد السنوات الماضية إلى معسكرات تدريب بين مختلف ميليشيات مدينة مصراتة"، مضيفاً أنه لا يجب أن يتم معاقبة مدينة بشكل جماعي، بسبب ميول البعض السياسية"، وفي ظل هذا الواقع، لا تزال عشرات العائلات من نازحي بلدة تاورغاء عالقة في العراء بين المناطق التي عادت منها وبلدتهم وبالتحديد في منطقتي "بوابة العشرين" شرق سرت و"قرارة القطف" غرب بني وليد.

واعتبر مقرر شؤون النازحين والمهجرين بالبرلمان صالح فحيمة في تصريح لـ"العربية.نت" أنه "يجب على كل الليبيين تحمل مسؤوليتهم في مؤازرة أهالي نازحي تاورغاء في استيفاء حقهم المشروع بالعودة إلى ديارهم، وذلك بعد أن عجزت السلطة التي أعطت الوعود في الوفاء بوعودها والتزاماتها تجاه تاورغاء"، وعبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها عن "عميق أسفها إزاء منع أبناء تاورغاء وعائلاتهم من العودة لمنازلهم"، مندّدة بـ"التهديدات التي طالتهم أثناء محاولتهم العودة". كما انتقدت بشدة "محاولات ابتزازهم مالياً للسماح لهم بالعودة الآمنة إلى ديارهم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين مدينتي تاورغاء ومصراتة المسؤولون في ليبيا يفشلون في وقف مشاعر العداوة بين مدينتي تاورغاء ومصراتة



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين
 العرب اليوم - العاهل الأردني يلقي خطاب العرش في افتتاح مجلس الأمة العشرين

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:03 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
 العرب اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025

GMT 14:12 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

هند صبري تكشف سر نجاحها بعيداً عن منافسة النجوم

GMT 07:39 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 20 فلسطينياً في وسط وجنوب قطاع غزة

GMT 18:37 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت التعليق على الطعام غير الجيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab