وصلت تعزيزات قتالية عراقية خاصة ،اليوم الاربعاء، إلى محيط المدينة القديمة في الساحل الأيسر للموصل قبيل شن هجوم على آخر معاقل تنظيم "داعش"، في الوقت الذي نفذ التحالف الأميركي عملية إنزال استهدف خلالها مسؤول الشؤون المالية في التنظيم في قرية تقع في محيط "البوكمال" بين الحدود العراقية السورية، فيما كشف مصدر أمني رفيع، عن مشاركة طيران التحالف الدولي في عمليات شرق الانبار التي انطلقت قبل أيام للبحث عن مخابئ ومضافات تنظيم "داعش" في الصحراء.
وذكر المصدر في حديث صحفي: ان "طيران التحالف يراقب الأجواء باستمرار في الصحراء، ويرفد القوات الأمنية بالتقارير المطلوبة"، مبينا ان "القواعد الجوية المزمع انشاؤها في صحراء الانبار للقوات الاميركية يمكن ان تسهم في تكثيف المراقبة الجوية، وربما ضرب الأهداف المكشوفة للتنظيم المتطرف". واشار المصدر إلى أن "التقارير الإعلامية التي أفادت عن عدم جدوى العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمنية في مناطق عدة من الانبار غير صحيحة"، مبيناً ان "العمليات الأمنية أسهمت في تأمين 13 طريقاً رئيساً يربط بين مدن ومناطق الانبار المترامية، فضلا عن ارباك مخططات العدو، لاسيما في محاولاته تعكير الأجواء الامنة في كل من كربلاء واطراف بغداد". وفي ذات وقت لم يستبعد المصدر قيام قوات أمريكية بـ"عمليات برية لتأمين محيط قواعد عسكرية غير مأهولة في الانبار".
وأفادت قناة "الميادين" اللبنانية المقربة من "حزب الله" وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد ، بأن "التحالف الأميركي نفذ عملية إنزال الأربعاء انطلاقاً من العراق، استهدف خلالها مسؤول الشؤون المالية في تنظيم "داعش" في قرية تقع في محيط البو كمال بين الحدود العراقية السورية"، لافتاً إلى أن "المسؤول قد قتل خلال الإنزال مع مجموعة كانت ترافقه". واشارت إلى أن "المعلومات التي تحرك التحالف على أساسها تلقاها من الجانب العراقي".
وبحسب معلومات للميادين فقد استخدم المظليون سيارات خلال عملية الإنزال التي اشترك فيها عناصر من عدة جنسيات منضوية في التحالف الأميركي. وقبيل انتهاء العملية جرى قصف بالمدفعية الأميركية الموجودة في قاعدة "عين الأسد" غربي الأنبار.
وفي الموصل ، قال مصدر أمني في تصريح صحفي: أن "تعزيزات قتالية خاصة وصلت الى قوات الشرطة الاتحادية في محور المنطقة القديمة بأيمن مدينة الموصل آتية من الجانب الايسر". وأضاف أن هذه التعزيزات تأتي في إطار الاستعدادات الجارية لاقتحام المنطقة القديمة وتحريرها من سيطرة تنظيم "داعش". وأشار المصدر إلى أن التنظيم أخذ يتحصن في هذه المنطقة لاكتظاظها بالسكان وضيق شوارعها وبنائها المتهالك الذي لا يسمح بدخول العجلات العسكرية اليها. وفي تطور منفصل، قال المصدر إن "قوات شرطة نينوى المحلية القت القبض على أربعة من عناصر تنظيم داعش خلال محاولتهم الدخول الى الساحل الايسر المحرر من مدينة الموصل بعد فرارهم من معارك الساحل الأيمن والاختباء بين النازحين المدنيين".
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، اليوم الاربعاء، : إن "قواتنا الأمنية في فرقة 17 تمكنت من تنفيذ عدد من الواجبات الامنية ضمن مناطق (العكيدات، والبو حمزة، والكيلو/12)، جنوب بغداد خلال الـ 24 ساعة الماضية"، مبينا انه "تم العثور على عبوة ناسفة". واضاف، "فضلا عن العثور على 3 ركائز وقنبرتي هاون مع قاذفة RBG7 واحدة". واشار البيان الى، انه "تم رفع المواد بدون حادث"، لافتا الى "القاء القبض على عدد من المطلوبين وفق مواد قانونية مختلفة ضمن قاطع المسؤولية".
وفي سياق متصل، قال الناطق باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان له ان قوة من المديرية "ألقت القبض على متهم لقيامه بسرقة محل تجاري مبلغ من المال قدره (٧٥ مليوناً دينار و٢١ الف دولار أميركي) في منطقة باب الشيخ". وأضاف أنه "تم القبض على متهم آخر لدخوله دار وسرقة مبلغ من المال قدره (٢٨ مليون دينار) في منطقة الدورة وعلى سارق لوحات العجلات في منطقة الحبيبية".
وأكدت مملكة أسبانيا، دعمها العراق في الحرب على الأرهاب. وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية وردت الى "العرب اليوم" نسخة منه، أن "وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ألتقى نظيره الاسباني ألفونسو داستيس في العاصمة الاسبانية مدريد، في اطار تعزيز العلاقات الثنائية بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين". وبحث الجانبان "التطورات الأمنية والسياسية وجهود العراقـيين وانتصاراتهم ضد عناصر "داعش" المتطرف بدعم من التحالف الدولي، ووقـعا مذكرات تفاهم بشأن تعزيز استمرار المشاوَرات السياسية بين البلدين، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم تخص عمل معهد الخدمة الخارجية وتبادل الخبرات وتدريب الكوادر الدبلوماسية".
وأكد الجعفري خلال اللقاء، أن "العراق يتطلع لإقامة أفضل العلاقات الثنائيَّة مع اسبانيا وزيادة حجم التبادل التجاري والتنسيق في المجالات كافة،" مشيرا الى أنَّ "البُعد الجغرافيّ لم يعد يمثل عائقاً امام إقامة العلاقات بين الدول لأنَّ العلاقات اليوم تقوم على أساس تعزيز المصالح المُشترَكة ومُواجَهَة المخاطر المُشترَكة". وأضاف: نتطلع لتفعيل عمل اللجان الفنيّة والتهيئة والإسراع في عقد اجتماع اللجنة المُشترَكة العراقـيَّة-الاسبانيَّة لما له من أثر كبير في تعميق العلاقات الثنائـيَّة بين بغداد ومدريد، واستمرار دعم الدول الصديقة للعراق ماليّاً وإنسانيّاً وخدميّاً والمُساهَمة في إعادة إعمار البنى التحتية للمُدُن العراقية بعد القضاء على إرهابيِّي داعش".
ودعا إلى "أهمية تسهيل منح سمات الدخول (فيزا) للطلبة ورجال الأعمال العراقيين الراغبين في زيارة اسبانيا وهو ما سيعزز الجهود المبذولة لفتح خط طيران جوي بين بغداد ومدريد، مثمناً في الوقت نفسه مواقف اسبانيا الداعمة للعراق في المحافل الدولية والمساندة في الحرب ضد عناصر التنظيم المتطرف".
من جانبه أكد وزير خارجية اسبانيا، أن "اسبانيا دولة صديقة للعراق ووقفت إلى جانبه في ظروفه الصعبة وتسانده في حربه ضد الإرهاب وبإمكان العراق الاعتماد على اسبانيا في مختلف المجالات،" موضحاً "نحن في خندق واحد لمواجهة التطرف وسيكون لنا دور فاعل في إعادة إعمار البنى التحتية للمدن العراقية وعودة العراق لأخذ دوره الكبير في المنطقة والعالم". وختم ألفونسو داستيس بالقول: "سنحث الشركات الاسبانيَّة على الاستثمار والمُساهَمة في دعم المشاريع والبنية التحتـيَّة في العراق، وسنبحث آلية جديدة لتسهيل منح سمات الدخول (فيزا) للعراقيين الراغبين في زيارة اسبانيا".
أرسل تعليقك