قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف دخول جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية إلى غزة اعتباراً من صباح الأحد، في الوقت الذي أعلنت فيه هيئة الدفاع المدني في غزة عن قصف مدفعي إسرائيلي بالقرب من مدينة خان يونس جنوبي القطاع، أودى بحياة أربعة فلسطينيين.
وصرح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بأن هناك "كميات هائلة من المساعدات الإنسانية" في غزة، "ربما في أيدي حماس"، وأن إسرائيل لن تستمر في السماح بدخولها، ولا مواصلة المفاوضات مع الحركة الفلسطينية "مجاناً".
ووصف ساعر التحذيرات المتكررة من خطر المجاعة في غزة بأنها "كذبة"، وذلك في مؤتمر صحفي في القدس رداً على سؤال حول ما سيحدث إذا بدأ أهل غزة يتضورون جوعاً.
وقال مكتب رئيس الوزراء إن القرار اتُخذ، لأن حماس رفضت قبول الاقتراح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي انتهت السبت.
وهددت إسرائيل حماس بـ"عواقب أخرى" إذا أصرت على رفضها، مضيفة أنها لن تقبل وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن.
ارتفاع عدد القتلى بعد قصف إسرائيلي
على صعيد آخر، قالت هيئة الدفاع المدني في غزة في بيان لها إن قصفاً مدفعياً لدبابات إسرائيلية، استهدف مناطق حدودية في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بمقتل أربعة فلسطينيين وإصابة ستة آخرين "نتيجة استهدافات الاحتلال في مناطق متعددة من القطاع".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الأحد أنه قصف "مشتبهين زرعوا عبوة ناسفة"، يقول إنهم كانوا يعملون بالقرب من قوات الجيش شمال قطاع غزة، قبل أن تستهدفهم طائرة تابعة لسلاح الجو.
ويرتفع بذلك عدد الضحايا الفلسطينيين في غزة منذ وقف إطلاق النار إلى 116 قتيلاً، وأكثر من 490 مصاباً، بحسب الإحصاءات الرسمية في القطاع.
وأعلنت إسرائيل موافقتها على اقتراح صاغه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بتمديد الهدنة في غزة لستة أسابيع، خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، بحسب ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فجر الأحد.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل تعتمد خطة المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان"، الذي ينتهي بنهاية مارس/آذار، وخلال عيد الفصح اليهودي الذي يوافق منتصف أبريل/نيسان.
"محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق"
سيارة إسعاف على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، بين مصر وقطاع غزة، في رفح، محافظة شمال سيناء، مصر، 24 فبراير 2025. كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025.
أكدت مصادر فلسطينية في غزة أنه جرى صباح اليوم إرجاع شاحنات المساعدات كافة، التي كان من المفترض أن تدخل القطاع، ومن بينها شاحنات وقود، فيما أفاد شهود عيان بمغادرة الدفعة الـ30 من مرضى غزة عبر معبر رفح البري لتلقي العلاج في الخارج.
وقال سلامة معروف رئيس المكتب الإعلامي لحكومة حماس إن مجموع ما دخل لقطاع غزة في الآونة الأخيرة من مساعدات لا يكفي لسد إحتياجات السكان لأسبوع واحد، وذلك لأن إسرائيل لم تلتزم بما نص عليه البروتوكول الإنساني بإدخال ما يكفي قرابة مليونين وأربعمائة ألف مواطن.
ووصفت حماس قرار نتنياهو الأخير بأنه "ابتزاز رخيص، وجريمة حرب، وانقلاب سافر على الاتفاق"، محملاً نتنياهو "المسؤولية الكاملة عن تعطيل المضي في الاتفاق"، بما يؤثر إنسانياً على الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بحسب الحركة.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة حماس، للتلفزيون العربي، إن إسرائيل تحاول الضغط على فريق المفاوضات، لكنها لن تفلح حتى لو واصلت عدوانها، بحسبه.
وأضاف أن إسرائيل تعود إلى سياسة "التجويع وابتزاز المواقف السياسية"، مندداً بغلق معابر القطاع الذي وصفه بأنه "انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار"، و"جريمة جديدة تضاف إلى انتهاكات الاحتلال".
وفي بيان نشرته على حسابها على تليغرام، قالت حماس إن اعتماد إسرائيل على مقترح أمريكي لتمديد المرحلة الأولى بما يخالف اتفاق وقف إطلاق النار، "هو محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية منه."
وأوضحت حماس أن إسرائيل تخالف بوضوح ما ورد في البند 14 من الاتفاق، الذي ينص على أن جميع الإجراءات الخاصة بالمرحلة الأولى تستمر في المرحلة الثانية، وأن الضامنين سيبذلون قصارى جهدهم لضمان استمرار المباحثات حتى التوصل إلى اتفاق بشأن شروط تنفيذ المرحلة الثانية.
وشدد البيان على ضرورة أن يتحرك الوسطاء والمجتمع الدولي للضغط على إسرائيل، ووقف ما وصفتها بالإجراءات "العقابية وغير الأخلاقية" بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة.
ورفضت حماس المقترح الأمريكي، مؤكدة أن السبيل الوحيد للمضي قدماً هو استئناف المفاوضات وتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الحالي، الذي يهدف إلى ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن.
وكان مصدر مصري قد ذكر لبي بي سي أن هناك طلباً إسرائيلياً بتمديد المرحلة الأولى، دون الانسحاب من القطاع أو التعهد بوقف الحرب، وهو ما ترفضه حماس بصيغته المعروضة.
وقال مسؤولان إسرائيليان، الجمعة، إن نتنياهو يعقد مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية ووزراء، بعد عودة وفد إسرائيلي من القاهرة دون التوصل لاتفاق بشأن تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه وقّع على تصريح بتسريع تسليم مساعدات عسكرية إلى إسرائيل بقيمة 4 مليارات دولار، مستخدماً سلطة الطوارئ.
وقال روبيو في بيان إن إدارة ترامب، التي تولت السلطة في 20 يناير/كانون الثاني، وافقت على مبيعات عسكرية أجنبية كبرى لإسرائيل بقيمة 12 مليار دولار، مضيفًا أنها "ستستمر في استخدام جميع الأدوات المتاحة للوفاء بالتزام أمريكا طويل الأمد بأمن إسرائيل، بما يشمل وسائل مواجهة التهديدات الأمنية".
وقال البنتاغون يوم الجمعة إن وزارة الخارجية وافقت على بيع محتمل لقنابل ومعدات هدم وأسلحة أخرى بقيمة تقارب 3 مليارات دولار لإسرائيل.
وأخطرت الإدارة الأمريكية الكونغرس بتلك المبيعات المحتملة للأسلحة على أساس طارئ، متجاوزة بذلك ممارسة قائمة منذ فترة طويلة تتمثل في منح مجلسي النواب والشيوخ الفرصة لمراجعة الصفقة وطلب المزيد من المعلومات قبل تقديم إخطار رسمي إلى الكونغرس.
وتعد هذه المرة الثانية في الأسابيع الأخيرة التي أعلنت فيها إدارة الرئيس دونالد ترامب استخدام سلطة الطوارئ لسرعة الموافقة على مبيعات الأسلحة لإسرائيل، الأمر الذي حدث سابقاً في عهد إدارة جو بايدن.
يوم الاثنين، ألغت إدارة ترامب أمراً صدر في عهد بايدن يلزمها بالإبلاغ عن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي، في إطار الأسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لحلفائها، الأمر الذي كان من شأنه أن يفرض قيوداً على المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
نتنياهو يؤجل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين ضمن الدفعة السابعة من الاتفاق
أزمة الـ602 أسيرا تهدّد اتفاق وقف النار في غزة يساوم عليها نتانياهو والقاهرة تتوسّط لحلّها
أرسل تعليقك