أعلن قائد عمليات قادمون يا تلعفر الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله، تحرير 40 % من ناحية العياضية، فيما حذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم الأربعاء، من العودة إلى المربع الأول والتنكر لـ"دماء الشهداء"، مؤكدًا رفضه لأي اتفاق من شأنه أن يعيد تنظيم داعش إلى العراق أو يقربه من حدوده.
وقال يار الله بحسب بيان لخلية الإعلام الحربي إن "قيادة الفرقة الخامسة عشر تحرر قرية قولاباش غرب العياضية بمسافة 6 كم من الجهة الغربية". وأضاف "كما تم تحرير 40% من ناحية العياضية من قبل الشرطة الاتحادية والرد السريع بعد اقتحامها من الجزء الشرقي للمدينة والفرقة المدرعة التاسعة التي اقتحمت المدينة من الجزء الغربي" مؤكدا ان "التقدم لا زال مستمراً".
ويؤكد نواب تركمان، التقوا وزير الخارجية التركي خلال زيارته الاخيرة الى بغداد، أن أنقرة غيرت من موقفها جراء التطورات الاقليمية، مؤكدين أنها مهتمة بوضع حزب العمال الكردستاني. ويتحدث مسؤولون تركمان من الموصل عن استعداد بعض المافيات لنقل المسلحين من العياضية الى تركيا من دون وجود ترتيبات إقليمية.
وانشغل مراقبون بما حدث أخيرًا في تلعفر، وسر الانهيار السريع لمسلحي التنظيم خلافاً للتوقعات، وترددت تسريبات عن "دور غامض" لتركيا في ذلك. وفي غضون ذلك، يترقب الجميع ما سيحدث في ناحية العياضية، البلدة التي يعتقد أن تنظيم داعش لجأ إليها بعد أن قرر الانسحاب من تلعفر من دون قتال.
وتتضارب الترجيحات فيما إذا كان التنظيم يحضّر لمعركة المؤجلة، أم أنه سيقرر الفرار هذه المرة، لكن هذه المرة الى أين؟ وبحسب تقديرات مسؤولين محليين فإن نحو 1000 مسلح أو أقل من هذا العدد بقليل، وصل الى العياضية بعد أوامر صدرت عن قادة التنظيم بالهروب الى هناك.
وسلك الفارون طريقين، الاول باتجاه البلدة الواقعة في شمال تلعفر، والآخر الى مناطق تواجد قوات البيشمركة، المتمركزة في شمال غرب تلعفر قرب سنجار. وأكدت قيادة البيشمركة، أمس، أنها قتلت أكثر من 100 مسلح خلال محاولتهم الهروب من تلعفر، وأنها تبحث عن جثث أخرى لعناصر التنظيم المقتولين.
واستغرقت معركة استعادة تلعفر أسبوعاً واحداً. وأعلن قائد الحملة العسكرية الفريق الركن عبدالامير يارالله، يوم الاحد الفائت، تحرير جميع أحياء مركز القضاء. ولم تسجل في المعركة أرقام واضحة عن ضحايا بين المدنيين ومنتسبي القوات المشتركة، كذلك لم يؤشر وقوع خسائر في الممتلكات. ويؤكد محمد البياتي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، الأنباء التي تحدثت عن صدور أوامر لمسلحي داعش بالانسحاب الى العياضية.
وقال مصدر مقرب من مسرح العمليات، "لم تجر معارك حقيقية في تلعفر، فأغلب المسلحين قد "انسحبوا قبل ساعات من الهجوم". وأكد أن "قيادات داعش" اجتمعت في ليلة الهجوم وقررت الانسحاب الى العياضية وترك الخيار للمسلحين بالقتال أو المغادرة". وشاغل بعض المسلحين القوات المشتركة في بداية انطلاق العمليات. ويرجح ان يكون هؤلاء المسلحون ممن لم تصلهم قرارات الاجتماع، أو ممن انشقوا عن التنظيم.
ولا يقطن العياضية سوى عوائل داعش بعد ان غادرها المدنيون، بحسب محمد البياتي. واشار الى وجود خطة اخرى تنتظر المسلحين لنقلهم الى مكان آخر. ويؤكد المسؤول المحلي، وهو تركماني ضمن التحالف الشيعي في نينوى، ان "مافيات تعمل مع مخابرات دولية ستقوم بإخراج عناصر داعش الى تركيا".
وكان داود جندي، عضو لجنة الأمن في مجلس نينوى، أكد أن "أنقرة سحبت بعض قيادات داعش من تلعفر الى تركيا، باتفاق مع أطراف دولية أخرى". ويلفت البياتي الى "وجود ثغرات في العياضية تسمح للمسلحين بالهروب"، لكنه ينفي ان يكون ذلك قد جرى ضمن ترتيبات إقليمية.
وربط مسؤولون في نينوى بين سرعة الحسم في تلعفر والاجتماع الذي جرى بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الأركان الإيرانية، قبل أسبوع من انطلاق معركة تلعفر. ويعتقد المسؤولون ان اللقاء الذي استمر زهاء ساعة، مهّد لاتفاق جرى على ضوئه نقل المسلحين الى تركيا مقابل السماح بدور الحشد الشعبي الى تلعفر.
وكان الصمت التركي لافتًا إزاء مشاركة 12 فصيلا تابعا للحشد الشعبي ضمن عمليات تحرير تلعفر. ولم يتطرق وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، خلال زيارته الى بغداد التي جرت بعد ايام من انطلاق عمليات تلعفر، الى فيتو بلاده التي وصلت الى حد التلويح بالتدخل في حال مشاركة الحشد في تحرير المدينة التركمانية. وتعليقاً على الموقف التركي، يقول النائب التركماني نيازي معمار أوغلو إن "تركيا مهتمة بأمن العراق وسيكون لها دور كبير بعد القضاء على داعش بشكل نهائي".
وينفي أوغلو، أن يكون لأنقرة دور في نقل المسلحين. ويضيف "خلال لقاء النواب التركمان بوزير الخارجية التركي في بغداد، تأكدنا ان تركيا لديها مشكلة مع قوات حزب العمال الكردستاني وليس مع الحشد".
وكانت النائبة التركمانية نهلة الهبابي، التي تنحدر من تلعفر، قد رهنت، قبل انطلاق معركة تحرير القضاء بـ4 أشهر، تحرير تلعفر بموافقة أنقرة. وقالت "إذا وافقت أميركا على العملية العسكرية فتركيا لن تعترض لأنهما حليفان"، معتبرة ان "تركيا من أبرز الجهات التي تعرقل تحرير المدينة".
ويعتقد نيازي أوغلو أنّ "المصالح المتجددة في المنطقة غيرت السياسة التركية"، لافتا الى ان "المسلحين مازالوا في العياضية بعد أن هربوا من تلعفر، لكنهم لن يخرجوا من هناك أحياء".
وبحسب النائب التركماني فان "رحلة الهروب من تلعفر جرت باتجاهين الاول باتجاه العياضية، والآخر باتجاه مناطق تواجد البيشمركة".
وقالت قيادة البيشمركة، أمس الثلاثاء، بأن قواتها قتلت 130 مسلحاً من داعش حاولوا الهروب الى سوريا بعد معارك قوية دامت 72 ساعة.
وأكدت القيادة، في بيان رسمي بالقول "بعد تعرض مسلحي داعش في معركة تلعفر والعياضية وآفكني للهزيمة والاندحار، حاولوا الهروب الى داخل الأراضي السورية"، مشيرة الى ان "قوات البيشمركة تصدت لهم بقوة في منطقة شمال تلعفر وآفكني والعياضية". وأكدت ان "قوات البيشمركة مازالت تبحث عن جثث أخرى للمسلحين".
ويؤكد نيازي أوغلو، وهو عضو لجنة الامن البرلمانية، أنه عاد للتو من تلعفر، وسمع من القيادات العسكرية بتواجد ما بين 800 الى 1000 مسلح في العياضية.
وتقوم القوات الآن، بحسب النائب التركماني، بتطويق "العياضية" بـ360 درجة. ويضيف قائلا :"سنرى مقتل او اعتقال كل المسلحين هناك".
وفي وقت لاحق من يوم امس، بدأت قيادة القوات المشتركة اقتحام ناحية العياضية بعد فرضها طوقا محكما على مركز المدينة. وأعلنت تحرير جبل ساسان جنوب الناحية، والسيطرة على وادي الوشاش شمال شرق المدينة، بالاضافة الى قرية (قولو باش) الواقعة الى الشرق.
وبشأن نقل سوريا وحزب الله اللبناني نقل تنظيم داعش الى الحدود العراقية حذر رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، اليوم الأربعاء، من العودة إلى المربع الأول والتنكر لـ"دماء الشهداء"، مؤكداً رفضه لأي اتفاق من شأنه أن يعيد تنظيم داعش إلى العراق أو يقربه من حدوده.
وأضاف في بيان أن العراق لن يدفع ضريبة اتفاقات أو توافقات تمس أمنه واستقراره. ودعا الحكومة الاتحادية لاتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل مواجهة تداعيات هذه الصفقة.
كما وجه لجنة الأمن والدفاع بالتحرك السريع لتقصي الحقائق وتقديم تقرير مفصل يوضح لمجلس النواب تداعيات الاتفاق المبرم بين حزب الله وتنظيم داعش الإرهابي وانعكاساته على أمن واستقرار البلد.
بدورها وصفت رئاسة إقليم كردستان، اليوم الأربعاء، اتفاقية نقل عناصر داعش لبنان مع حزب الله برعاية الحكومة السورية صوب الحدود العراقية بالمثيرة للشك.
وذكر بيان لرئاسة الاقليم "تداولت وكالات الأنباء خبر نقل قوة إرهابية كبيرة من لبنان إلى الحدود العراقية، بموجب اتفاقية مثيرة للشك. فان جلب هذه القوة من لبنان إلى شرقي سوريا والحدود العراقية، محل شك ونحن نراقب الوضع ونحقق فيه بجدية بالغة، ونرى أنه تكرار للسيناريو الذي نفذ عام 2014 وأصبح سبباً في حدوث مأساة بالعراق والمنطقة".
واضاف "ومن هنا نعلن أن قوات بيشمركة كردستان ستتعاون وتنسق بشكل كامل مع الجيش العراقي لمواجهة أي احتمالية أو مستجد".
ورفض امس وبشدة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، الصفقة التي أبرمت بين حزب الله وتنظيم داعش برعاية النظام السوري، والتي قضت بنقل عناصر التنظيم من الحدود اللبنانية السورية إلى الحدود العراقية السورية.
ووصول المزيد من عناصر داعش إلى الحدود العراقية من الذين تم نقلهم من الجرود اللبنانية بالاتفاق مع حزب الله، سيسمح لتنظيم داعش بإعادة ترتيب صفوفه في المحافظة الاستراتيجية وربما تخوله من شن هجمات انتقامية ضد العراق انطلاقا من سوريا، خاصة أن المسافة من مركز دير الزور إلى الأراضي العراقية هي حوالي مئة كيلومتر فقط.
أرسل تعليقك