اشتبكت القوات العراقية مع مقاتلين من تنظيم "داعش" يتحصنون في المدينة القديمة في الموصل الأربعاء بعد أكثر من 36 ساعة من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر على المتشددين في معقلهم في العراق، فيما أعلنت لجنة الأمن والدفاع النيابية عن عدد المقاتلين الأجانب الذين دخلوا العراق مع تنظيم "داعش"،موضحا أنها تضم عناصر من شرق أسيا وأوربا وتونس والسعودية.
ومثل إعلان العبادي النصر على التنظيم المتشدد في الموصل الاثنين، أكبر هزيمة لـ"داعش" منذ إعلان قيام "دولة الخلافة" قبل ثلاث سنوات لكن لا تزال هناك جيوب غير مؤمنة في المدينة التي لحقت أضرار كبيرة بها بعد قتال دام نحو تسعة أشهر. وفر نحو 900 ألف شخص من القتال يقيم نحو ثلثهم في مخيمات خارج المدينة ولجأ الباقون إلى منازل أقارب وأصدقاء في أحياء أخرى. وعاد النشاط سريعا الى الموصل وبدأ العمل بالفعل على إصلاح التلفيات التي لحقت بالمنازل والبنية التحتية.
لكن اثنين من السكان المقيمين على الضفة الأخرى من نهر دجلة قالا إن القوات العراقية تبادلت إطلاق النار مع مقاتلين في آخر حصونهم قبيل منتصف الليل وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وقال السكان إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش مشطت المدينة القديمة وتصاعدت أعمدة دخان من انفجارات لم يتضح ما إذا كانت تفجيرات محكومة أم قنابل فجرها أعضاء التنظيم. وقال فهد غانم "مازلنا نعيش في أجواء الحرب رغم إعلان النصر قبل يومين".
وأرجع مسؤول بالجيش العراقي النشاط إلى "عمليات تطهير"، وقال إن مقاتلي التنظيم يختبئون في أماكن مختلفة وأضاف "يختفون من مكان ويظهرون في مكان آخر فنستهدفهم". وقال قائد القوات الأميركية بالعراق الثلاثاء إن عدد المقاتلين المتبقين في الموصل ربما يصل إلى مئتين. وقال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند "هناك مخابئ جرى تجاوزها. لم نقم بتطهير كل مبنى في هذه المدينة التي تعادل مساحتها مساحة فيلادلفيا. يتعين عمل ذلك وهناك أيضا عبوات ناسفة بدائية الصنع مخبأة".
وتابع "مازال من المتوقع سقوط ضحايا بين أفراد قوات الأمن العراقية مع مضيهم قدما في تأمين الموصل". ووصلت تعزيزات إلى جنوب المدينة لمساعدة القوات العراقية على إخراج أفراد تنظيم الدولة الإسلامية المسلحين بالرشاشات وقذائف المورتر من قرية إمام غربي.
وسيطر المتشددون على 75 بالمئة من مساحة القرية. والهجوم الذي شنه المتشددون على قرية إمام غربي الأسبوع الماضي هو نوع الهجمات المتوقع أن يشنها التنظيم الآن مع استعادة القوات العراقية سيطرتها على المدن التي استولى عليها المتشددون في هجوم خاطف عام 2014. وقالت مصادر عسكرية إن هجوما منفصلا على قافلة من حرس الحدود في محافظة الأنبار قرب الحدود السورية أسفر عن مقتل جنديين وإصابة أربعة امس الثلاثاء.
واعلنت حركة النجباء المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي العراقي، عن انتزاع السيطرة على مناطق وصفتها بالمهمة في المثلث الحدودي بين العراق وسورية والأردن من قبضة تنظيم داعش الذي خسر اكبر معاقله مدينة الموصل. وذكر بيان لاعلان حركة النجباء، انها قواتها تمكنت من تحرير قرى "أم الرحيل" و "أبو خشبة" و "بركة المياه" وأجزاء واسعة من صحراء جنوب شرق سوريا.
وكان القيادي البارز بالحشد الشعبي هادي العامري اعلن في ايار الماضي الوصول إلى الحدود السورية غرب نينوى. ويقول قادة الحشد ان الهدف من توسعة السيطرة على الحدود للحيلولة دون تسلل عناصر داعش بالتحديد من الجانب السوري صوب العراق.
في المقابل طالب رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي ، اليوم الاربعاء ، القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، بالاسراع في تحرير تلعفر والحويجة ومناطق غربي الانبار، محذرا من محاولات لدعم تنظيم داعش في تلك المناطق من خلال ايصال المساعدات لهم من قبل بعض الاطراف. وقال الزاملي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان بحضور اعضاء اللجنة وعدد من المقاتلين الجرحى ، ان "اللجنة اختارت نخبة من المقاتلين الجرحى الذين يمثلون ثاني جهة لها الفضل بتحرير الموصل والمناطق التي كانت مغتصبة من قبل الزمر الارهابية بعد الشهداء"، مبينا اننا "ندعو لتقديم كل من تسبب بسقوط الموصل الى القضاء ومحاكمتهم ومنح الثواب للمضحين من اجل تحرير المناطق المغتصبة بغض النظر عن مناصبهم واحزابهم واعادة النازحين وادامة زخم الانتصار وصولا الى الحويجة والقائم وعنة والشرقاط وتلعفر".
وطالب الزاملي القائد العام للقوات المسلحة "بتكريم جميع المقاتلين الذين ساهموا بالتحرير بمنحهم قدم سنة اضافة الى منح رتبة عسكرية واحدة للشهداء وقطع اراضي لهم وللجرحى والمقاتلين"، لافتا الى اننا "ارسلنا كتاب الى رئيس الوزراء منذ ستة اشهر نطالبه بتكريم المقاتلين لكنه حتى اللحظة لم يتم تنفيذ الامر ونستغرب تاخيره وقد نضطر ملزمين لتشريع قانون بتكريم الشهداء والجرحى والمقاتلين".
واكد "ضرورة ادامة زخم الانتصارات التي حققتها قواتنا البطلة والاستمرار بتحرير المناطق المغتصبة ابتداء من تلعفر وصولا الى الحويجة والقائم ومسك الحدود بشكل محكم والعمل الحثيث لانهاء الخطاب الطائفي التحريضي وتجفيف منابع الفكر التكفيري". واوضح الزاملي، ان "سقوط الموصل كلفنا 50 مليار دولار ونحتاج الى 100 ملياردولار لاعادة الاعمار، ولانريد تكرار نفس المشهد من جديد، بالتالي فعلى الحكومة التوجه لتحرير تلعفر قبل غيرها لان بقاءها سيسمح بعودة داعش الى الموصل"، مشيرا الى ان "الخرق الامني الذي حصل في امام غرب وشرقي كان نتيجة للفساد الذي حصل بسبب بعض الفاسدين الذين كانو يهربون كيس السكر بخمسة ملايين دينار والطحين بمليون دينار والشاي ب100 الف دينار للكيلو غرام وسعر الصابونة الواحدة بـ25 الف دينار وبعد ان اصبحت لدى هؤلاء الفاسدين علاقات بالمهربين وعناصر داعش قاموا بتهريب قذائف الهاون والاربي جي ونفس الحالة تتكرر اليوم بايصال الاسلحة والمواد الغذائية الى تلعفر والمناطق الاخرى التي يسيطر عليها داعش مما يعطيهم دعم للهجوم مرة اخرى".
ولفت الزاملي إلى ، ان "عدد المقاتلين الاجانب الذين دخلوا العراق ضمن تشكيلات داعش كانوا 30 الف مقاتل تم قتل 28 الف منهم ويعبر شهريا الى العراق من تركيا الفي مقاتل من تركيا، قسمت على تسعة الاف مقاتل من شرق اسيا وثمانية الاف مقاتل من اوربا وستة الاف مقاتل من تونس وثلاثة الاف مقاتل من السعودية والمعلومات لدينا بان الذين هربوا منهم عادوا الى مناطقهم الاصلية".
واكد الزاملي ضرورة "ادامة زخم الانتصارات التي حققتها قواتنا البطلة والاستمرار بتحرير المناطق المغتصبة ابتداء من تلعفر وصولا الى الحويجة والقائم ومسك الحدود بشكل محكم والعمل الحثيث لانهاء الخطاب الطائفي التحريضي وتجفيف منابع الفكر التكفيري"، مطالبا القائد العام للقوات المسلحة "بتكريم جميع المقاتلين المشاركين بعمليات التحرير بمختلف صنوفهم وتشكيلاتهم العسكرية ومنحهم قدم لسنة واحدة فضلا عن ترقية الشهداء من الضباط والمراتب رتبة واحدة ومنحهم قطع اراض".
أرسل تعليقك