أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا، عبرت فيه عن الحزن وعميق الأسى في وفاة صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الذي وافته المنية اليوم.
وقالت الخارجية المصرية في بيانها: "لقد فقدت القضية الفلسطينية والعالم العربي بأسره مناضلاً ثابتًا لا يتزعزع، قضيته وأهدافه واضحة ومشروعة، أفنى عمره في الدفاع مخلصا عنها بشتى الوسائل الدبلوماسية والتفاوضية ساعيا دون كلل لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني على الرغم من كل العراقيل والظروف الصعبة التي تعرضت لها القضية الفلسطينية على مر العقود".
وتابع البيان: "إذ يتقدم وزير الخارجية سامح شكري بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد، والشعب والقيادة الفلسطينية في وفاة الأخ والمناضل صائب عريقات، يدعو المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يُسكنه فسيح جناته، وأن يُلهم ذويه الصبر والسلوان".
جامعة الدول العربية تُصدر بيانًا
نعى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وفاة صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقدم أبو الغيط العزاء لأسرة الفقيد الراحل ولزوجته وأبنائه وبناته، معبرا عن حزنه الشخصي "لوفاة صديق عزيز عرفه منذ أكثر من ثلاثين عاما، في إطار الانخراط في جولات التفاوض المختلفة مع إسرائيل، حيث لعب عريقات دورا محوريا ككبير للمفاوضين الفلسطينيين".
وقال أبوالغيط إن "خبرة عريقات الكبيرة ودرايته الواسعة بتفاصيل ملفات التسوية أهلته للقيام بدور رئيسي خلال العقود الماضية"، وتابع أنه "يشعر بحزن عميق لأن عريقات يغادر دنيانا قبل أن يرى حلم الدولة الفلسطينية النور"، مؤكدا أن "نضال عرفات وغيره من أبناء فلسطين المخلصين لن يذهب سدى، وأن الاحتلال الإسرائيلي إلى زوال لأنه يخاصم العصر ويسير عكس اتجاه التاريخ".
المبعوث الأميركي يُعزّي
أعرب المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، عن تعازيه الحارة على وفاة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات.
وقدم غرينبلات تعازيه الحارة لعائلة عريقات، عبر تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر"، متمنيا لهم "الصبر والقوة خلال هذا الوقت الصعب للغاية"، وأشار إلى أن وجهات النظر بينه وبين عريقات حول تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وكيفية حله كانت منفصلة، مؤكدا أن عريقات حاول جاهدا أن يمثل شعبه.
تُوفّي أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، الثلاثاء، متأثرا بإصابته بفيروس كورونا، عن عمر 65 عاما، وأعلنت حركة فتح في بيان نبأ وفاة عريقات، كما أكد أحد أقاربه ومسؤول فلسطيني وفاته.
وعُولِج صائب عريقات منذ أسابيع في مستشفى "هداسا" الإسرائيلي في القدس، الذي نقل إليه إثر تدهور حالته الصحية، وفي مطلع أكتوبر الماضي، أعلن إصابته بفيروس كورونا، ورغم أن وضعه كان مستقرا في البداية فإن حالته الصحية تدهورت، مما استدعى نقله إلى المستشفى، وخضع عريقات في أواخر أكتوبر الماضي إلى عملية جراحية دقيقة في المستشفى الإسرائيلي، وكان ينظر إلى حالته على أنها معقدة بشكل خاص، بالنظر إلى تاريخه الطويل من المشكلات الصحية، بما في ذلك عملية زرع رئة عام 2017.
كان عريقات كبير المفاوضين في المحادثات مع إسرائيل، ومستشارا للزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والرئيس الحالي محمود عباس.
وشارك عريقات، الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة، في كل جولة تقريبا من مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، بدءا من مؤتمر مدريد التاريخي في عام 1991، عندما ظهر مرتديا الكوفية الفلسطينية، وعلى مدى العقود القليلة التالية، كان لعريقات حضوراً مستمر في وسائل الإعلام الغربية، حيث دعا بلا كلل إلى حل الدولتين للصراع المستمر منذ عقود، ودافع عن القيادة الفلسطينية وألقى باللوم على إسرائيل في فشل التوصل إلى اتفاق.
ويعد صائب عريقات من الشخصيات السياسية الفلسطينية الرئيسة التي أمسكت بملف المفاوضات مع إسرائيل وأصبح كبير المفاوضين، وأحد كبار الشخصيات اللامعة على الساحة الفلسطينية، وُولد صائب عريقات في بلدة أبو ديس بالقدس يوم 28 أبريل عام 1955، وكانت المنطقة في ذلك الوقت تحت الإدارة الأردنية.
إلى سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، سافر صائب عريقات وكان له من العمر 17 عاما، حيث أقام والده لفترة طويلة بوصفه رجل أعمال، وفي الولايات المتحدة حصل صائب على الشهادة الجامعية، فيما نال درجة الدكتوراه في دراسات السلام من جامعة برادفورد البريطانية.
وحصل عقب ذلك على الجنسية الأميركية، وعمل أستاذا محاضرا للعلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وهي من أكبر الجامعات الفلسطينية وأعرقها، وتقول سيرته الذاتية إنه عمل أيضا صحافيا في صحيفة القدس الفلسطينية لمدة 12 عاما.
دخل صائب عريقات المعترك السياسي الرسمي بتعيينه وزيرا للحكم المحلي في السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الراحل ياسر عرفات، وفي مؤتمر مدريد عام 1991، كان هذا السياسي الفلسطيني الكبير، نائبا لرئيس الوفد، وكذلك خلال المباحثات التي جرت في واشنطن عامي 1992 و1993، بينما عين رئيسا للوفد الفلسطيني المفاوض في عام 1994.
وأصبح صائب عريقات في عام 1995 كبير المفاوضين الفلسطينيين، وانتخب للمجلس التشريعي الفلسطيني ممثلا عن أريحا عام 1996، ويوصف صائب عريقات بأنه كان أحد المقربين من الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات خلال اجتماعات كامب ديفيد عام 2000 والمفاوضات التي أعقبتها في طابا عام 2001.
واحتفظ هذا السياسي الفلسطيني اللامع بمقعده في المجلس التشريعي بالانتخابات البرلمانية في 2006 التي كسبتها حركة "حماس"، ولم تستطِع الحركة منافسته في أريحا، وانتخب في عام 2009 عضوا باللجنة المركزية في حركة فتح، واختير في وقت لاحق من نفس العام بالتوافق، عضوا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
قد يهمك ايضا
ردود فعل متباينة في إسرائيل على وفاة عريقات
وفاة صائب عريقات مُتأثّرًا بإصابته بفيروس "كورونا" عن عمر 65 عامًا
أرسل تعليقك