حققت القوات المشتركة، مع انطلاق المرحلة الثانية للمعارك في الموصل قبل أيام، تقدمًا ملحوظًا، على حساب تنظيم "داعش" في ثلاثة محاور، تضم أحياءً مهمة تمثل خطوط دفاعاته ومنطلقا لهجماته الانتحارية. وتمكنت القوات العراقية المشتركة، الأحد، من استعادة حي الكرامة في الموصل ليعزز مكاسبه على حساب تنظيم "داعش" المتطرف.
وأوضحت خلية الإعلام الحربي، في بيان ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أنّ "قطعات جهاز مكافحة التطرف حررت حي الكرامة الجنوبي، من تنظيم داعش". وأضافت أنّ "القوات العراقية رفعت العلم العراقي فوق مباني الحي "بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
وأفاد قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، الأحد، بمقتل عدد من تنظيم "داعش"المتطرف بينهم قيادي والسيطرة على شارع استراتيجي حيين جنوب شرقي الموصل. وقال الفريق جودت، في بيان له، إنّ: "قطعات الشرطة الاتحادية تسيطر على شارع 60 الاستراتيجي الذي يفصل حي يونس السبعاوي عن حي الانتصار جنوب شرق الموصل وقتلت 15متطرفًا بينهم القيادي المتطرف المُكنى أبوحمزة خلال عمليات التطهير".
وكانت الشرطة الاتحادية، وقوات عسكرية أخرى، تقدمت تحت غطاء جوي في أحياء كانت عصية في السابق وهي السلام والانتصار والشيماء جنوب شرق المدينة، بعد تدمير دفاعات التنظيم المتطرف.
وأكدت قيادة العمليات المشتركة، إحباط محاولة للهجوم على محافظة النجف الأشرف، مبينة أن" الهجوم نفذ عجلة مفخخة وعدد من الانتحاريين الانغماسيين تم تصفيتهم جميعًا.
وذكر بيان للقيادة ورد لـ"العرب اليوم" نسخة منه، أنّ "عناصر داعش المتطرفة حاولت صباح الأحد، تنفيذ عملية متطرفة من خلال عجلة مفخخة وعدد من الانتحاريين الانغماسيين، باستهداف محافظة النجف الأشرف، حيث كانت القوات الأمنية بالمرصاد وبجاهزية عالية فتصدى أبناء القوات الأمنية بكل بسالة وقدموا أنفسهم فداءا للوطن لمنع المتطرفين من تنفيذ مخططاتهم الإجرامية ". وأشار إلى أن " الهجوم أسفر عن استشهاد ضابط وعدد من منتسبي الشرطة أثناء أدائهم الواجب"، مضيفة بهذا يثبت" أبناؤكم من القوات الأمنية أنهم بالمرصاد لكل من تسوّل له نفسه العبث بأمن المواطنين ".
وأعلنت قيادة عمليات بغداد، تطهير منطقة العرسان الواقعة ضمن قضاء أبو غريب غربي العاصمة من العبوات الناسفة. وذكر بيان مقتضب لإعلام القيادة، الأحد، أنه "استمرارًا لتأمين المناطق المحررة نفذت آمرية هندسة ميدان الفرقة السادسة واجب تطهير منطقة العرسان ضمن قضاء أبو غريب حيث تم رفع أكثر من 45 عبوة ناسفة وصاروخ قاذفة". وأضاف أن "العمل مستمر لحين تطهير وتأمين المناطق السكنية وعودة العوائل النازحة".
ودعا زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، التحالف الوطني إلى تغيير وجوهه السياسية "شلع قلع"، وذلك في أعقاب حديث عن رفض المرجعية العليا استقبال وفد خاص لمناقشة التسوية السياسية. وكان وفد من التحالف الوطني في العراق برئاسة زعيمه عمار الحكيم قد توجه الخميس إلى مدينة النجف والتقى المراجع هناك باستثناء المرجع الأعلى السيستاني، إذ رفض الأخير لقاءهم لما اتخذه من موقف سابق بعدم لقاء الشخصيات السياسية والمسؤولين في الحكومة بالعراق.
وذكر ممثل المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، حامد الخفاف، الأحد، أن الأخير لم يبد أي موقف بشأن مشروع التسوية السياسية لكنه لا يرى مصلحة في زجه بالمشروع المطروح من قبل التحالف الوطني.
وقال الصدر في بيان، "بعد أن رفضت المرجعية العليا في العراق استقبال وفدكم الأعلى.. فعليكم بنظر وتدقيق في أسباب ذلك الرفض، والذي أتوقع أن يكون لأسباب معينة.. يمكنكم رفعها ولو تدريجيًا من خلال المقترحات التالية: " تغيير وجوهكم السياسية ((شلع قلع))وتغيير سياساتكم الخاصة والعامة بالاضافة الى محاسبة المفسدين المحسوبين عليكم بلا استثناء".
ودعا الصدر، إلى " النزول إلى الشعب ومعاناته وترك التحصن خلف الجدر"، مشددًا على " وقف التدخلات الحزبية والمليشياوية في عمل الحكومة فضلًا عن دعم الجيش العراقي والقوات الأمنية والمجاهدين بما يحفظ للدولة هيبتها وقوتها". ودعا أيضًا: إلى " نبذ الخلافات وترك الصدامات الطائفية ليس من خلال التسوية السياسية المجهولة بل من خلال توحيد الصف المجتمعي ووفق أسس شرعية وقانونية مدروسة وممنهجة والحفاظ على هيبة الدولة المرجعية في العراق وأوامرها وقراراتها ونصائحها وتوجيهاتها وتوجهاتها وترك الخطابات الانفرادية والتصعيدية التي لا جدوى منها".
وطالب بـ"وضع استراتيجية مرضية من قبل المرجعية حتى يكون التحالف تحت خيمة المرجعية وأن المرجعية هي الممثل الأكبر للشعب وبالتالي رفض لقائكم يعني رفض الشعب لكم فتداركوا أمركم". وقال:ليكن عملكم من أجل رفعة العراق ودعم دولته دومًا لا لأجل انتخابات أو أمور دنيوية أخرى لعلنا وإياكم نبني عراقًا آمنًا وموحدًا تحت غطاء المرجعية وأنظار الشعب المظلوم ولقد أبديت تعاوني سابقًا من أجل بناء تحالفكم بصورة أخرى وثوب جديد.. فإن شئتم ذلك فأنا على أتم الاستعداد... على الرغم من إنني خارج التحالف.
وتبنى التحالف الوطني، الذي يقوده عمار الحكيم، منذ نحو شهر، طرح مبادرة ضمن مشروع "التسوية السياسية" الهادف إلى تصفير الأزمات الداخلية والخارجية، وتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد طرد تنظيم "داعش" المتطرف.
ويأتي طرح ملف التسوية، بعد تحذيرات أطلقتها أطراف داخلية وخارجية من خطورة مرحلة ما بعد طرد تنظيم “داعش” من الموصل، مركز محافظة نينوى، بسبب غياب التوافق السياسي على قضايا أساسية تتعلق بالمدنية، ومنها طبيعة الإدارة في ظل التعددية السياسية والقومية والطائفية في المحافظة التي تشهد عملية عسكرية ضد داعش منذ 17 أكتوبر/ تشرين أول الماضي.
أرسل تعليقك