الخرطوم - محمد إبراهيم
أكّد الرئيس السوداني عمر البشير، أنّه يتطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، فيما توقع مراقبون أن تشهد العلاقات بين الخرطوم وواشنطن خلال فترة الرئيس الأميركي المثير للجدل ترامب تحسنًا كبيرًا، نظرًا للعديد من القرائن ربما تثمر برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب ومن ثم التطبيع الكامل بين البلدين.
وذكر الرئيس السوداني عمر البشير، خلال خطابه، "الأحد" في حفل افتتاح مقر أكادمية الأمن العليا لتابعة لجهاز الأمن والمخابرات الوطني "إننا نتطلع إلى أن يكون قرار الولايات المتحدة الأميركية برفع الحصار الاقتصادي مدخلًا لتطور علاقات البلدين، في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، في المجالات كافة، خدمة للمصالح وتعزيز الأمن والسلام الدوليين".
وأشار البشير، في أول تصريح مباشر له بعد رفع العقوبات الإقتصادية الأمريكية عن بلاده، إلى نجاح بلاده من خلال جهود السودانيين في العمل السياسي والأمني والاقتصادي والدبلوماسي، في رفع الحصار الاقتصادي، وأعلن ترحيبه بالقرار، مؤكدًا أن حكومته ستعمل مع الإدارة الأميركية الجديدة لتعزيز السلام والأمن الدوليين.
وقضى القرار الأميركي الأسبوع الماضي، بفك حظر التحويلات البنكية من وإلى السودان، كما رفع الحظر عن الأموال السودانية المجمدة بقرار تنفيذي منذ عام 1997، كما قضى كذلك بتجميد العقوبات الإقتصادية فيما يتعلق بالاستيراد والتصدي. وكشف "البيت الأبيض" أنّ الولايات المتحدة الأميركية شرعت قبل ستة أشهر في حوار شامل مع الخرطوم يهدف إلى انهاء العمليات الهجومية العسكرية للحكومة وتمكين توصيل المساعدات ووضع حد لزعزعة الاستقرار في دولة جنوب السودان وقال المتحدث باسم البيت لأبيض "منذ ذلك التاريخ التزم السودان بمعاييرنا في هذه الأهداف ونتيجة لذلك قررت الولايات المتحدة رفع العقوبات المفروضة على التجارة والاستثمارات وفي السودان".
وذهبت الخبيرة في الشؤون الدولية "وجد وقفي"، خلال مداخلة لها من واشنطن مع قناة "الجزيرة" الإخبارية إلى أن علاقات البلدين متوقع لها تحسن كبير في عهد الرئيس ترامب، وأشارت إلى أن السودان ظل متعاونًا مع أميركا في محاربة الإرهاب منذ عام 2006 ونوهت إلى أن إدارة الرئيس جورج بوش الجمهورية أثنت على السودان وقالت إنه شريك مهم وأساسي وفعال فيما يعرف بمحاربة ظاهرة الإرهاب، وقالت إن ما يُعضد تنامي علاقات الخرطوم وواشنطن خلال الفترة المقبلة أن إدارة ترامب جاءت على وعد داخلي للأميركان وهو تحسين الاقتصاد وأوضحت أنها وافقت على رفع العقوبات وتماهت مع إدارة أوباما في رفع العقوبات عن السودان خاصة وأن الإدارات الجمهورية المُتعاقبة ترى تعاون السودان في ملف الإرهاب وهو الذي يؤرق الأميركيين أكثر من أي ملف آخر.
وأشارت الخبيرة في الشؤون الدولية وجد وقفي، إلى أن ترامب قطع وعدًا لناخبيه بتسويق المنتجات الأميركية في الأسواق السودانية وتحديدًا السيارات الأميركية وقطع الغيار وسوق الزراعة والتقنية الزراعية والتكنولوجيا الطبية، ويعتبر الأميركيون، السودان سوقًا كبيرًا وغنيًا لبيع منتجاتهم.
ولم يستبعد المفكر والمؤرخ السوداني د. عبدالله علي ابراهيم، تحسُن العلاقات السودانية مع أميركا في عهد ترامب وأكد أن النظام الحاكم في الخرطوم ظل مقبولًا للسياسة الأميركية منذ فترة طويلة, وقال إبراهيم في مقابلة مع "العرب اليوم" تُنشر لاحقًا إن الحكومة السودانية نفذت كل ما طلب منها من قبل "المؤسسات الأميركية" في الفترة الماضية لا سيما, البنك الدولي, وصندوق النقد الدولي.. مشيرًا إلى أن حكومة "المؤتمر الوطني" ظلت منذ عام "1999" متواصلة مع الحكومة الأميركية في ملف الإرهاب وتمكين الأميركان من معلومات مهمة فى هذا الشأن، وأضاف إبراهيم "علينا أن نفرق بين الحكومة الأميركية واللوبي في الولايات المتحدة لأن النظام الحاكم في الخرطوم ظل يتعاون مع الحكومة في ملف الإرهاب".
أرسل تعليقك