الدار البيضاء - رضى عبد المجيد
التقى وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بنظيره الفلسطيني رياض المالكي في مقر وزارة الخارجية في رام الله، حيث أجرى الجانبان محادثات ومشاورات معمقة بشأن آخر المستجدات السياسية والميدانية على الساحتين الفلسطينية العربية.
وأوضح بوريطة أن بلاده تولي اهتمامًا كبيرًا للتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية، وأن المغرب يرغب في تطوير علاقاته مع فلسطين، كما أن المملكة مهتمة بدفع عملية السلام قدمًا من أجل تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة، واعتبر أن زيارته لدولة فلسطين تأتي في إطار توجيهات مباشرة من الملك محمد السادس من أجل التأكيد على المواقف الداعمة والثابتة والمتضامنة مع القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
من جهته، قدم رياض المالكي شرحًا تفصيليًا للوفد المغربي عن آخر مستجدات الوضع الميداني والسياسي والاقتصادي في فلسطين وأهمية رفع الحصار المفروض على الشعب والدور المغربي البارز في دعم الحقوق الوطنية الفلسطينية وعملية السلام القائمة على مبادرة السلام العربية، معتبرًا زيارة الوزير ناصر بوريطة جاءت تلبية لدعوات ونداءات الرئيس لزيارة فلسطين والقدس، لأن في ذلك زيارة للسجين والتخفيف عنه ومن معاناته، وليس زيارة للسجان وجبروته.
ووضع وزير الخارجية الفلسطيني نظيره المغربي في الصورة بشأن آخر الانتهاكات والممارسات التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة ومستوطنيها في حق المسجد الأقصى وما يتخلله من اقتحامات يومية لتغيير الوضع القائم، كما استعرض الجانبان برامج التعاون الثنائي المغربي الفلسطيني، حيث تقدم المالكي بالشكر للمملكة المغربية على استمرار دعمها لفلسطين في الميادين ولا سيما التعليمية من خلال المنح الدراسية.
وشدد الجانبان على ضرورة عقد اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة قبل نهاية هذا العام، أكد المالكي على استعداد دولة فلسطين لاستضافتها. وتم الاتفاق على مواصلة التنسيق السياسي ثنائيًا وعربيًا وفي المحافل الدولية، موضحين الأهمية التي توليها قيادتا فلسطين والمغرب لتعزيز آفاق التعاون، كما أبرزا الحرص على مواصلة التشاور والتنسيق فيما يتعلق بمجمل الأوضاع في المنطقة العربية عمومًا والقضية الفلسطينية خصوصًا، وتطرقا أيضًا إلى الإعداد للقمة العربية المقبلة في الرياض والملفات الرئيسة المطروحة أمامها، والتحديات التي تواجهها، آملين أن ترقى القمة ومقرراتها إلى تطلعات وطموحات كل الشعوب العربية، متمنين أن تكون قمة الوفاق والاتفاق والمصالحات العربية.
ويذكر أن زيارة بوريطة لفلسطين تضمنت، زيارة المسجد الأقصى في القدس المحتلة، والمركز الثقافي المغربي "بيت المغرب" للإطلاع على أوضاع مدينة القدس ومقدساتها عن كثب، بما يتناسب ورئاسة المغرب للجنة القدس في مجلس التعاون الإسلامي، ودور المملكة المغربية المهم في دعم القدس والحفاظ على المقدسات.
وكان قد أدى بوريطة، صلاة الظهر في المسجد الأقصى، وقام بجولة حول المسجد برفقة وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، والشيخ عزام الخطيب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية ثم مدير المسجد الأقصى، عمر الكسواني، حيث أكد الشيخ الخطيب أن الزيارة كانت فرصة لإطلاعه على اعتداءات اليمين الإسرائيلي المتطرف على المسجد الأقصى. ونقل عن الوزير المغربي قوله إن الملك محمد السادس هو من أمره ببداية زيارته إلى فلسطين من المسجد الأقصى قبل اللقاء بالرئيس محمود عباس وباقي المسؤولين.
فيما سيرحل بوريطة عشية الثلاثاء إلى مدينة رام الله من أجل اللقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، ووزير الشؤون الخارجية، رياض المالكي، وستنتهي الزيارة بإقامة الرئيس الفلسطيني لمأدبة عشاء على شرف الوفد المغربي، ليتوجه بعد ذلك إلى العاصمة الأردنية عمان حيث سيحظى باستقبال من طرف الملك عبدالله الثاني، كما سيجري مباحثات مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي.
أرسل تعليقك