عيد الفطر في ليبيا بدون حرب بين فرحة ومخاوف من حسابات السياسة
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

عيد الفطر في ليبيا بدون حرب بين فرحة ومخاوف من "حسابات السياسة"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عيد الفطر في ليبيا بدون حرب بين فرحة ومخاوف من "حسابات السياسة"

رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة
طرابلس - العرب اليوم

في الميادين والساحات الليبية، من شرق البلاد إلى غربها مروراً بجنوبها، تشابهت الأجواء الاحتفالية بعيد الفطر، لكنها لم تنفك أبداً عن الخوف من القادم، إذ فرضت سنوات الحرب على الليبيين النظر إلى المستقبل بشيء من التوجس لطالما ارتبط بتعقيدات السياسة و«حسابات السياسيين».

ورغم الانفراجة المالية التي أمر بها رئيس «حكومة الوحدة الوطنية» عبد الحميد الدبيبة لتشمل آلاف الأسر، فإن الشكاوى تتجدد بشأن تخوف المواطنين من انقطاع الكهرباء. كان الدبيبة قد أعلن في نهاية أبريل (نيسان) الماضي عن تسييل مليار و75 مليون دينار لحساب وزارة الشؤون الاجتماعية لصرف علاوة الزوجة والأبناء، كما أكد صرف زيادة المعاشات الأساسية عن شهور يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) ومارس (آذار) لمستحقيها.

وتحدث عميد بلدية طرابلس المركز إبراهيم الخليفي عن انعكاس قرارات رئيس الحكومة إيجابياً على تعزيز قدرة المواطن على شراء مستلزمات العيد والتمتع بالأجواء الاحتفالية. وقال الخليفي في تصريح لـه: «أجواء العيد هنا بالعاصمة تتسم بالهدوء والأريحية والبعد المطلق عن أجواء الحرب وأزماتها، فلا توجد أزمة سيولة بالبنوك أو نقص للوقود بالمحطات، كما أن السلع الغذائية أسعارها في متناول الجميع، حتى أسطوانات الغاز أيضاً متوافرة بسعر خمسة دنانير بعد أن كانت بمائة وخمسين ديناراً في ذات التوقيت من العام الماضي»، مشيراً إلى أنهم حرصوا على ضمان استمرار عمل شبكة الكهرباء «بكفاءة عالية خلال أيام العيد وبعده».

ودعا الخليفي المواطنين إلى عدم التغافل عن الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس «كورونا» خلال أجواء الاحتفال واللقاء مع الأقارب والأصدقاء، وقال إن البلدية استبقت العيد وأرسلت رسائل نصية على الهواتف للتوعية من الوباء، ونشرت عدداً كبيراً من عربات الإسعاف المزودة بالأطقم الطبية إلى الميادين الرئيسة خصوصاً ميدان الشهداء في وسط العاصمة، حيث أُقيمت صلاة العيد وفق هذا الإجراءات، كما تم نشر العربات بالمتنزهات والشواطئ و«لكن يبقى الرهان دائماً على وعي المواطن».

كما دعا عميد البلدية المواطنين لتجربة قضاء بقية أيام العيد بالمتنزهات التي أعدتها البلدية لهذه المناسبة خصوصاً متنزه طرابلس الرياضي الترفيهي بشارع عمر مختار والذي يتوسط قلب العاصمة ويتميز بقربه من البحر أيضاً. وأوضح أن المتنزه افتُتح مؤخراً ويضم ملاعب ومساحات خضراء وملاعب أطفال، وتتوافر فيه كل إجراءات الوقاية من تباعد اجتماعي وتعقيم.

من جهته، أكد رئيس المجلس التسييري لبلدية طرابلس صقر بوجواري، عدم وجود أي أزمات قبل وخلال أول أيام العيد، وبخاصة السيولة، حيث تمكن كثير من الموظفين بالدولة من صرف رواتبهم لدى وصولها إلى البنوك. ودعا بوجواري سكان مدينته للأخذ بجميع الإجراءات الاحترازية فيما يتعلق بالفيروس، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «في كل المتنزهات التي قمنا بإعدادها لاستقبال المحتفلين وكذلك بالمساجد حرصنا على التذكير بضرورة الالتزام بتلك الإجراءات تجنباً لحدوث زيادة بمعدل الإصابات خلال فترة العيد، وبالتالي عززنا من الوجود الشرطي والمروري بمختلف المواقع، ولكن بالطبع لن نستطيع مراقبة الزيارات العائلية للأهل والأقارب».

غير أن الكاتبة الليبية سليمة بن نزهة، أشارت، من جهتها، إلى وجود حسابات سياسية لأفرقاء الحرب، منوهةً إلى حادث الاحتشاد والتجمهر داخل بهو فندق «كورنثيا» الذي يتخذ منه المجلس الرئاسي مقراً له بالعاصمة من قبل بعض قادة محاور عملية «بركان الغضب». وقالت إن هذه الواقعة «برهنت على استمرار وجود أذرع وتشكيلات عسكرية خارجة عن سيطرة حكومة الوحدة الوطنية التي تتولى مهام المسؤولية منذ شهرين تقريباً، مما أزعج الجميع وانتقص من شعور المواطن بالأمان وبالتالي قدرته على الاحتفال (بالعيد) بدرجة ما». وأضافت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «عدم انتظام التشكيلات العسكرية هذه خصوصاً الموجودة في العاصمة تحت سيطرة السلطة، يوحي بأن مثل هذا الحادث بما تضمنه من اعتراضات وتذمر على تصريحات وزير بعينه، قابل للتكرار في مواقف آخر ولأسباب وذرائع وبمدن مختلفة»، مشيرة إلى أن «انتشار السلاح من دون ضوابط أو بالأدق عدم ظهور أفق وملامح واضحة للخطط التي سيتم اللجوء إليها لحصر وجمع هذا السلاح، يجعل الجميع يشعر بالخوف من تجدد الحرب في أي لحظة كنتيجة لتراكم حوادث الفوضى المرتبطة به وبالتالي فالجميع يعوّل على توحيد المؤسستين العسكرية والأمنية لحل هذه التعقيدات».

من جهته، قال الناشط المدني جعفر الأنصاري إنه رغم توقف القتال فعلياً منذ قرابة العام، والسير عملياً في تنفيذ خريطة الطريق للحل السياسي، إلا أن «القلق والترقب لا يزالان يسيطران على الذهنية الليبية وبخاصة عند التفكير في مرحلة ما بعد الانتخابات». وأوضح الأنصاري في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع لا يساوره قلق كبير بالمرحلة الانتقالية الراهنة والتي ستنتهي بإجراء الانتخابات نهاية العام الجاري... تخوفهم ينحصر فيما بعد إجراء الاستحقاق والاعتراف بنتائجها ومن سيرفضها من الأفرقاء الليبيين، ومن غير المستبعد أن يلجأ الطرف الخاسر لاستخدام السلاح بحجة أن الانتخابات جرى تزويرها».

وتابع الأنصاري: «كل هذا بالطبع سيؤدي لزعزعة الاستقرار مجدداً، ولن يؤدي كما يردد البعض إلى معركة أخيرة فاصلة تُحسم لصالح أحدهما، فهذا مستبعَد تماماً في ظل تحصن وسيطرة كل طرف على موقع جغرافي بعينه».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

المجلس الرئاسي الليبي يعلق على اقتحام مقره في طرابلس

المنفي ونائباه يصلون سرت للمشاركة فى اجتماع اللجنة الليبية المشتركة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد الفطر في ليبيا بدون حرب بين فرحة ومخاوف من حسابات السياسة عيد الفطر في ليبيا بدون حرب بين فرحة ومخاوف من حسابات السياسة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab