بغداد – نجلاء الطائي
دخلت معارك الموصل أسبوعها الرابع ولا تزال القوات العراقية تواصل تقدمها نحو قلب المدينة، وخاضت يوم امس السبت معارك عنيفة ضد عناصر "داعش" في الأحياء الشرقية للموصل. وقد اقتحمت تلك القوات حي السلام في الساحل الأيسر للموصل بعد معارك عنيفة مع داعش، قتلت خلالها العشرات من المتطرفين، بالإضافة إلى تدمير سيارات مفخخة للتنظيم وأسلحة ثقيلة.
وقال قائد في جهاز مكافحة الإرهاب، إن القوات العراقية تبعد حاليا 3 كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر "دجلة" الذي يقسم مدينة الموصل إلى جانبين، وذلك ضمن عملية استعادتها من تنظيم "داعش". وألقت طائرات القوة الجوية منشورات وصحفا على الموصل تتضمن توصيات للمواطنين، وأخبارا عن الانتصارات التي تحققت.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان لها إن "المنشورات تضمنت أيضا مطالبة الأهالي بالاستعداد للانقضاض على "داعش" الذي يحتضر تحت ضربات القوات العراقية". كما سيطرت وحدات من جهاز مكافحة الإرهاب على منطقة الأوربية وحي القادسية الثانية شرق الموصل، بحسب ما أعلن قائد العمليات الخاصة اللواء معن السعدي. وأسفرت المواجهات بين التنظيم والجهاز عن خسائر كبيرة في عدة "داعش" وعديده، بالإضافة إلى تدمير تجمعاته ومنصات صواريخه من قبل طائرات التحالف الدولي.
وأشار اللواء السعدي إلى تقدُّم وحدات خاصة من قواته إلى حي البكر المتاخم للحيين بهدف غلق المنافذ وإجلاء المدنيين ومن ثم اقتحامه. وفي المحور الجنوبي، أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر أن مقاتليه وقوات عمليات نينوى أصبحوا على مشارف منطقة البو سيف في انتظار أوامر الاقتحام، وأن دفاعات "داعش" هناك قد دمرت تماماً، مضيفاً أن القوات قد أصبحت على بعد حيين فقط من المباني الحكومية.
أما على صعيد ملف النازحين، فقد أعلن محافظ نينوى نوفل العاكوب، عن تشكيل لجنة حكومية لإعادة النازحين إلى المناطق التي استعادت القوات الأمنية السيطرة عليها في مناطق محيط الموصل. ووسط تقدم القوات العراقية واستعدادها للاقتحام جنوباً، برزت عدة تحذيرات من إمكانية لجوء "داعش" إلى أساليبه الاجرامية منها استعمال "الكيماوي" لا سيما بعد أن أفاد عدد من السكان جنوب الموصل، لا سيما في منطقة القيارة بتعرضهم للأسلحة الكيميائية. فقد أفاد سكان ناحية القيارة بتعرض المنطقة لقصف بالأسلحة الكيمياوية ثلاث مرات على الأقل من قبل تنظيم داعش مع اقتحام القوات العراقية للمنطقة، وهو الأمر الذي أكدته منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير لها يوم الجمعة.
إلى ذلك، ظهرت على أجساد عدد من السكان المحليين في القيارة أعراضًا مشابهة لتلك التي تتسبّب بها الصواريخ السامة، بسبب تعرُّضهم بشكل مباشر أو تواجدهم في مكان تعرض لقصف من قبل تنظيم "داعش". وتتزايد المخاوف أكثر مع اقتحام القوات العراقية أحياء داخل الموصل، حيث أكد تقرير للأمم المتحدة امتلاك تنظيم "داعش" كميات ضخمة من مادتي الأمونيا والكبريت، يعتقد بأن التنظيم يخطط لاستخدامها كأسلحة كيمياوية في مناطق مدنية داخل مدينة الموصل التي لايزال يسكنها عشرات الآلاف من العائلات.
أرسل تعليقك