وصل رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي، إلى مدينة الموصل الشمالية التي تشهد الساعات الأخيرة من المعارك فيها لتحريرها من قبضة تنظيم "داعش" بالكامل، حيث بارك بالنصر هناك، في وقت ألقى مقاتلو التنظيم بأنفسهم في نهر دجلة يوم الأحد في محاولة للفرار من معركة الموصل حيث يواجهون هزيمة وشيكة على أيدي القوات العراقية التي تقاتل لطردهم من آخر جيب لهم في المدينة.
وأعلن قائد العمليات العسكرية أن قواته تتقدم حاليًا نحو منطقة القليعات آخر أهدافها في الموصل القديمة بعدما تمكنت من تحرير منطقة الميدان اليوم، ووصلت إلى حافة نهر دجلة، ورفعت العلم العراقي عليه، وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله الأحد، في بيان أن "قوات مكافحة الإرهاب حررت منطقة الميدان في مدينة الموصل القديمة، ووصلت الى حافة نهر دجلة، وهي تتقدم حاليا باتجاه منطقة القليعات اخر الأهداف لقوات مكافحة الإرهاب ولا يزال التقدم مستمرا"، والقليعات هي آخر منطقة لا يزال تنظيم "داعش" يقاتل فيها ضمن المدينة القديمة بالساحل الأيمن للموصل.وبالترافق مع ذلك فقد تمكنت قوات مكافحة الإرهاب من الوصول الى حافة نهر دجلة ورفعت العلم العراقي على عليها.
في مؤشر إلى إمكانية إعلانه النصر النهائي هناك في وقت لاحق اليوم.
ووصل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء إلى الموصل اليوم للاطلاع على آخر المعارك العسكرية للقضاء على تنظيم "داعش" وقال مكتب العبادي في بيان تابعه " العرب اليوم" ان رئيس الوزراء "وصل إلى مدينة الموصل المحررة ويبارك للمقاتلين الأبطال والشعب العراقي تحقيق النصر الكبير"، فيما تقوم القوات العراقية حاليا بعمليات تمشيط وتطهير للاحياء المحررة في المدينة القديمة بحثا عن مسلحي "داعش" المختبئين في الأنفاق والسراديب، وأظهرت صور للتلفزيون العراقي الرسمي العشرات من العائلات التي اتخذها التنظيم دروعًا بشرية وقد خرجت من بين الأزقة المحاصرة وهي تسير على ضفاف نهر دجلة.
وأوضحت مصادر أمنية أن تأخر الإعلان الرسمي للتحرير الذي كان منتظرا السبت، جاء بسبب اتخاذ تنظيم "داعش" لمئات من المدنيين دروعا بشرية في الجيوب الأخيرة التي مازال يسيطر عليها، حيث تتقدم القوات العراقية بحذر حفاظا على ارواحهم، فيما يكثف التنظيم من تفجيرات عناصره الانتحاريين واستهداف قناصيه للقوات، واليوم أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية عن حصيلة خسائر "داعش" خلال معركة المدينة القديمة مؤكدة مقتل أكثر من ألف متطرف .
وأشار قائد الشرطة الفريق رائد جودت، في بيان صحافي إلى أن "معركة تحرير المدينة القديمة أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 إرهابي، وتدمير 65 مركبة مسلحة، و20 عجلة مفخخة، إضافة إلى تدمير 24 دراجة نارية، وأوضح أن "المعركة أسفرت أيضا عن تدمير 38 مضافة و5 أبراج اتصالات و8 أنفاق إضافة إلى تفكيك 71 حزامٍا ناسفٍا و310 عبوة ناسفة و181 صاروخا".
وقد رفعت قوات الشرطة الاتحادية العلم العراقي وسط شوارع الموصل القديمة استباقا للإعلان الرسمي بتحرير المدينة بالكامل حيث يؤكد القادة العسكريون أن ما تبقى على انجاز هذه المهمة هو 250 مترا فقط للوصول إلى ساحل نهر دجلة والتقاء القوات التي تقاتل هناك من ثلاثة محاور، وهي الشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة، فقد رفع الفريق رائد جودت العلم العراقي وسط المدينة القديمة المحرر، مؤكدا أن عناصر تنظيم "داعش" قبل هزيمتهم فجروا عددا من المنازل المفخخة في منطقة النجفي التي حررتها قواته، وأشار في بيان الليلة الماضية الى ان الشرطة الاتحادية سارعت إلى إنقاذ المدنيين من تحت الأنقاض.
وفي محاولة للنجاة من الموت بعد إحكام الحصار عليهم في جيب صغير في أيمن الموصل يحاول عناصر تنظيم "داعش" التسلل إلى أيسر المدينة عبر نهر دجلة، لكن القوات العراقية تصدت لهم اليوم، وقتلت 30 منهم، بينما قالت خلية الإعلام الحربي للقوات العراقية المشتركة إن قطعات عمليات نينوى قتلت 30 مسلحا حاولوا الهروب من الساحل الأيمن إلى الساحل الأيسر من الموصل عبر نهر دجلة، في حين يترقب العراقيون الإعلان رسميا عن انتهاء معارك الساحل الأيمن، وشرعت منظمات عراقية بالإعداد لبرامج احتفالية تتزامن مع الإعلان الرسمي لطرد التنظيم من المدينة.
وحاول مقاتلون لـ"داعش" السبت أيضا الفرار من آخر مواقعهم في المدينة القديمة بالموصل عبر نهر دجلة، غير أنهم قتلوا بيد القوات العراقية. وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي أن عددا من مسلحي التنظيم حاول العبور إلى الساحل الأيسر، لكن عناصر قوة عراقية متمركزة هناك أطلقوا النار عليهم وقتلوهم وبقوا في المياه.
من جهته أكد قائد عمليات "قادمون يا نينوى" عبد الامير رشيد يار الله تحرير قوات الجيش لمنطقة "دكة بركة" وجامع شيخ الشط "بكر أفندي" في مدينة الموصل القديمة، وكبدت عناصر تنظيم "داعش" خسائر كبيرة، وأضافت قيادة عمليات نينوى ان قطعات شرطة نينوى تمكنت من قتل احد قيادات "داعش" الملقب ابو حفصة السعودي أثناء محاولته الهروب من الساحل الأيمن إلى الأيسر عبر نهر دجلة، فيما أشارت إلى محاولة سبع نساء متطرفات تفجير أنفسهن بواسطة أحزمة ناسفة على جهاز مكافحة الإرهاب خلال عملية إجلاء بعض العوائل.
وتدور المعارك في جيب صغير على ضفة نهر دجلة، وهو كل ما تبقى للتنظيم في الموصل، بعد معارك ضارية متواصلة منذ تسعة أشهر، حيث تحاول القوات العراقية حسم الجزء الأخير من معركة تحرير الموصل بأقل الأضرار الممكنة بالنسبة للقوات والمدنيين على حد سواء، وأعلن مصدر امني الأحد، أن معظم عناصر التنظيم في المدينة القديمة هم من جنسيات أجنبية، وخاصة من الشيشان والروس إضافة إلى آخرين من جنسيات عربية خليجية إلى جانب ليبيين وتونسيين.
والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق، وقد سيطر عليها "داعش" في العاشر من يونيو عام 2014، لكن القوات العراقية تمكنت خلال حملة عسكرية بدأت في 17 أكتوبر الماضي من استعادة النصف الشرقي الأيسر للمدينة في 24 يناير الماضي، ثم بدأت في 19 فبراير الماضي عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على القسم الغربي الأيمن من المدينة.
بالمقابل ألقى مقاتلو تنظيم "داعش" بأنفسهم في نهر دجلة يوم الأحد في محاولة للفرار من معركة الموصل حيث يواجهون هزيمة وشيكة على أيدي القوات العراقية التي تقاتل لطردهم من آخر جيب لهم في المدينة.
ووصلت قوات جهاز مكافحة الإرهاب اليوم إلى ضفة نهر دجلة بالموصل القديمة مما يشير إلى أن آخر معقل للمتشددين بالمدينة على وشك السقوط، وبعد ثمانية أشهر من القتال الذي دمر أجزاء من المدينة وأزهق أرواح آلاف المدنيين وشرد نحو مليون نسمة يقول مسؤولون عراقيون إن النصر قريب، وفر المتشددون من كل أنحاء مدينة الموصل باستثناء رقعة من الأرض على الضفة الغربية لنهر دجلة الذي يقسم المدينة حيث تمركزوا في الأزقة الضيقة في المدينة القديمة، وارتفعت أعمدة الدخان فوق المدينة القديمة يوم الأحد وتناثرت الجثث المتحللة لمقاتلي التنظيم في الشوارع. وترددت أصداء زخات متفرقة من الرصاص ونفذت طائرات عدة غارات جوية.
وأكد العميد يحي رسول المتحدث باسم الجيش العراقي للتلفزيون الرسمي في وقت سابق يوم الأحد إن 30 متشددا قتلوا وهم يحاولون الفرار بالسباحة في نهر دجلة، وفي وقت لاحق كتبت قناة العراقية الإخبارية على الشاشة "قوات مكافحة الإرهاب ترفع العلم العراقي على حافة نهر دجلة في المدينة القديمة بالموصل".
ولجأ المتشددون المحاصرون في منطقة آخذة في التقلص بالمدينة لدفع انتحاريات لتنفيذ تفجيرات بين آلاف المدنيين الذين يفرون من ميدان المعركة وهم جرحى يعانون الخوف وسوء التغذية، بينما لا تكشف الحكومة العراقية عن حجم الخسائر في صفوف قواتها لكن طلب تمويل من وزارة الدفاع الأمريكية قال إن قوات مكافحة الإرهاب التي تقود المعركة في الموصل بلغت خسائرها 40 في المئة.
وطلبت وزارة الدفاع الأميركية 1.269 مليار دولار من الميزانية لعام 2018 لمواصلة تقديم الدعم للقوات العراقية، وبعد انتزاع الموصل ستقتصر الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية في العراق بالأساس على مناطق ريفية وصحراوية إلى الغرب والجنوب من المدينة حيث يعيش عشرات الآلاف من السكان.
أرسل تعليقك