موسكو - حسن عمارة
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن خطط روسيا متوسطة الأجل في سورية تشمل تحسين قدرة الجيش السوري لكي يتمكن من تحقيق أهدافه بنفسه، مشيرًا الى أن موسكو تحرص على إطلاق عملية تسوية سياسية في سورية بين جميع أطراف النزاع، مؤكدًا أن التسوية في سورية مستحيلة بدون تعاون روسي أميركي بناء وجدي. وقال بوتين خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع مواطنين روس: "نهدف إلى التأسيس لعملية تسوية سياسية في سورية بين كل الأطراف المعنية". وأضاف أن الطيران الروسي سيواصل المساعدة عندما تقتضي الضرورة بعد تعزيز قدرات جيش النظام السوري.
وأكد بوتين أن المجمع الصناعي للجيش الروسي استفاد كثيرا من اختبار أحدث أسلحته في سورية. وقال إن موسكو تحرص على إطلاق عملية تسوية سياسية في سورية بين جميع أطراف النزاع. وتابع: "مهمتنا على المدى القريب تكمن في زيادة مستوى الجيش السوري وقدراته القتالية، لكي نتمكن بعد ذلك من الانسحاب بهدوء إلى مراكز المرابطة في حميميم وفي قاعدة طرطوس، ولنتيح للقوات السورية فرصة العمل بفعالية وتحقيق أهدافها المرجوة".
وأكد الرئيس الروسي أنه حتى بعد هذا الانسحاب، سيكون بإمكان الطيران الروسي تقديم الدعم الجوي الضروري للجيش السوري في محاربة التنظيمات الإرهابية. واعتبر بوتين أن الخبرة التي اكتسبتها القوات المسلحة الروسية في ظروف القتال بالخارج، واستخدامها أحدث أنواع الأسلحة الروسية، يعد "أمرا لا يقدر بثمن". وتابع: "اكتسبت قواتنا المسلحة نوعية جديدة فعلا".
وأكد أن العملية العسكرية في سورية جاءت بمنفعة كبيرة بالنسبة لقطاع التصنيع العسكري في روسيا، إذ سمحت باختبار أحدث أنواع الأسلحة وتصحيح العيوب وزيادة جودة هذه الأسلحة. وأضاف أن بعض وحدات الجيش الروسي التي تم تشكيلها مؤخرا، أثبتت فعاليتها خلال العمل العسكري في سورية.
وقال بوتين في حواره مع المواطنين: إن موسكو لا تعتبر الولايات المتحدة عدوا لها، وحذر من استحالة تسوية الأزمة السورية بدون تعاون روسي أمريكي بناء. وأوضح أن هناك مجالات كثيرة تتطلب تعاونا وثيقا بين البلدين، وبينها منع انتشار الأسلحة النووية ومكافحة الفقر والتصدي للتغيير المناخي. وتابع قائلا: "هناك الأزمة السورية وقضية الشرق الأوسط. ولقد اتضح للجميع أننا لن ننجح في شيء بدون تعاون مشترك بناء".
وكانت ماريا زاخاروفا، الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، قد أعلنت أن الوقائع العسكرية السياسية الجديدة في سورية توفر الظروف الملائمة لإلحاق الهزيمة النهائية بتنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة". وتابعت خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، أن روسيا ترصد باستمرار التطورات الإيجابية للوضع العسكري السياسي في سورية. وأشارت إلى أن تنفيذ المذكرة الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر في سورية، يسمح بمواصلة تثبيت نظام وقف إطلاق النار، وبتركيز القوات الحكومية السورية على محاربة مسلحي "داعش" و"النصرة" والتنظيمات الإرهابية الأخرى".
وتابعت قائلة: "هناك ثقة بأن الوقائع الجديدة توفر الظروف لإلحاق الهزيمة النهائية بمسلحي داعش والنصرة". وأوضحت الدبلوماسية الروسية أن بروز هذه الوقائع الجديدة جاء بعد أن أنجزت القوات المسلحة الحكومية المرحلة الأولى من عملياتها واسعة النطاق في البادية السورية، ووصلت إلى الحدود مع العراق. وتابعت أنه لولا غارات سلاح الجو الأميركي، لكان بإمكان الجيش السوري تحقيق نجاحات أكبر على هذا المحور.
أرسل تعليقك