اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الحشد الشعبي وتنظيم "داعش" المتشدد، في منطقة جرف الصخر جنوبي العاصمة العراقية بغداد، ما أسفرعن سقوط قتلى من الجانبين، فيما بحث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، تدريب الحلف للقوات العراقية، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب.
وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات في منطقة العريسات بناحية جرف الصخر، أدت إلى مقتل 2 من الحشد الشعبي وإصابة 3 آخرين بجروح، بالإضافة إلى سقوط 5 قتلى من "داعش". وكان التنظيم يسيطر على منطقة جرف الصخر جنوب بغداد، قبل أن تنج القوات الحكومية، بدعم من ميليشيات الحشد، في استعادتها على غرار معظم المناطق التي كان يسيطر على المتشددين.
وفي عام 2014، تمكن "داعش" من السيطرة على مساحة شاسعة في العراق ضمت محافظات نينوى والأنبار وأجزاء من كركوك وصلاح الدين وديالى. ولكن القوات العراقية تمكنت من دحره بعد ثلاث سنوات من المعارك بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، غير أن فلول المتشددين لايزالون ينتشرون في بعض المناطق النائية. وأفاد مصدر امني بمحافظة كركوك، بان مسلحين اثنين يشك بانهما داعشيان هاجما مدرسة باحدى القرى التابعة لكركوك بقنابل يدوية، سمع صوت انفجار كبير قرب ناحية ليلان بالمحافظة.
وقال المصدر إن مسلحين مجهولين اثنين يشك بانهما عنصران في تنظيم "داعش" الإرهابي، القيا قنبلتين يدويتين قرب مدرسة تقع في ضواحي منطقة حفتغار قرية على التابعة لقضاء داقوق، مضيفا انهما قاما بعد ذلك بإطلاق النار ولاذا بالفرار إلى حدود قرية جينكلاوا، من دون ان يوضح فيما اذا حصلت خسائر في الأرواح.
وعلى صعيد اخر، أوضح المتحدث باسم الدفاع المدني في كركوك الملازم الأول قيس عبد الرزاق في تصريح صحافي أن أصوات الانفجارات التي سمعت في حدود ناحية ليلان هي تفجيرات مسيطر عليها لكمية من الأسلحة والاعتدة من المخلفات الحربية. وأضاف أن الانفجارات أنجزت من قبل شعبة معالجة الألغام غير المنفلقة في الدفاع المدني بالتعاون مع الهندسة العسكرية لقيادة الشرطة الاتحادية. وأوضح أن المتفجرات التي تم تفجيرها كان قد تم العثور عليها في أوقات سابقة والقسم الاخر منها تم الاستيلاء عليها من قبل الشرطة الاتحادية.
وبحث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، مع رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، تدريب الحلف للقوات العراقية، والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب. وجاء ذلك خلال لقاء جمع العبادي وستولتنبرغ، في العاصمة بغداد، التي وصلها الأخير، في قت سابق أمس بزيارة غير معلنة المدة، حسب بيان للحكومة العراقية. وقال العبادي، أثناء اللقاء، إن "ما حققناه من انتصار كبير وحقيقي على عصابات تنظيم "داعش" يجب الحفاظ عليه، والقضاء على الوجود الأيديولوجي للإرهاب مع الاستمرار في ملاحقته".
وشدد على أن التعاون بين العراق و"الناتو" مهم في مجال ملاحقة الإرهاب. وستولتنبرغ، قال، وفق البيان، "إننا نقوم بتدريب القوات العراقية ومستمرون بدعم بغداد ومساندتها والتعاون معها في التدريب وبناء الأكاديميات العسكرية والتزويد بالخبرات".
وهذا اللقاء هو الثاني بين الجانبين في غضون أقل من شهر، حيث التقيا في 17 شباط/فبراير الماضي، في ألمانيا على هامش مؤتمر الأمن الذي عقد في مدينة ميونخ. وجاء لقاء ميونخ، آنذاك، بعد يومين من موافقة وزراء دفاع "الناتو" على توسيع مهمة التدريب والمشورة بالعراق بعدما دعت الولايات المتحدة الحلف لمساعدة البلاد على تحقيق الاستقرار عقب هزيمة "الدولة" إثر حرب استمرت ثلاث سنوات.
ومن المنتظر أن يتولى الحلف تدريب جنود عراقيين ليكونوا على استعداد لمواجهة أي تنظيم مسلح قد يظهر مستقبلا. كما سيتولى "الناتو" تدريب العسكريين العراقيين على عمليات إزالة القنابل والقذائف التي لم تنفجر والتي خلفها التنظيم، لكنه لن يرسل عسكريين لمهام قتالية. وإلى ذلك، يعتزم الجيش الألماني تدريب الجيش العراقي التابع للحكومة المركزية إلى جانب تدريبه للمقاتلين الأكراد شمالي العراق.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، أورزولا فون دير لاين، أعلنت خلال زيارتها الأخيرة للعراق في شباط/فبراير الماضي، عزم جيش بلادها "توسيع نطاق التزامه العسكري هناك ليمتد إلى الدولة بأكملها، وتعزيز دعم الحكومة المركزية العراقية مستقبلا في مكافحة إرهاب تنظيم داعش"، ذلك إلى جانب الدعم الذي يقدمه الجيش الألماني للمقاتلين الأكراد شمالي العراق.
وذكرت شبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية الاثنين استنادا إلى نص تفويض للمشاركة الألمانية في مكافحة تنظيم "داعش"، والمنتظر إقراره في مجلس الوزراء الألماني، الأربعاء، أن من المخطط أيضا استمرار مشاركة السلاح الجوي الألماني في مهمة مكافحة التنظيم عبر طائرات استطلاع من طراز "تورنادو" وطائرة تزود بالوقود انطلاقا من قاعدة "الأزرق" العسكرية في الأردن، إضافة إلى تقليص عدد طائرات الاستطلاع المستخدمة في المهمة.
وحسب التقرير، سيشارك في كلا المهمتين 800 جندي كحد أقصى. وكان يبلغ الحد الأقصى للمشاركة من قبل 1350 جنديًا. ويعود الخفض على وجه الخصوص إلى عدم وجود حاجة بعد الآن لمشاركة فرقاطة ألمانية في حماية حاملة طائرات فرنسية في البحر المتوسط.
أرسل تعليقك