أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنظار العالم والشعب السوري، متجهة الآن إلى قمة إسطنبول الرباعية حول سورية، داعيا إلى "التحرك بشكل بناء وعدم تخييب الآمال". جاء ذلك خلال كلمة ألقاها، في الجزء المفتوح للإعلام من افتتاح القمة الرباعية التي انطلقت في وقت سابق اليوم السبت.
وأعرب أردوغان عن سعادته لاستضافة الزعماء الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في تركيا، متمنيا أن يجلب الاجتماع الخير. وأكد أن "أنظار العالم كله وفي مقدمته أشقاؤنا السوريون متوجهة الآن إلى هذا الاجتماع، وواثق بأننا لن نخيب الآمال بهذا الخصوص من خلال التحرك عبر مفهوم بناء، لأن سورية تأتي في أولوية مواضيعنا خلال استشاراتنا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وتابع أردوغان: "لقد أبدينا اهتمامنا دوما بالتواصل الوثيق مع الرئيس ماكرون والمستشارة ميركل وإعلامهما بتفاصيل العملية".
وكانت انعقدت في إسطنبول، عصر اليوم السبت، قمة رباعية ، حول سورية جمعت زعماء تركيا وألمانيا وفرنسا وروسيا ، وفي أجندتها الرئيسية تعزيز وقف إطلاق النار في إدلب وجهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة. وقد بدأت القمة أعمالها في "قصر وحد الدين".
وسبق الاجتماع الرباعي لقاءات منفصلة بين أردوغان والزعماء الثلاثة الآخرين، ابرزها لقاء تركي روسي موسع جمع الرئيس التركي أردوغان ونظيره الروسي بوتين في إسطنبول، وحضره عن الجانب التركي وزير الخارجية تشاووش أوغلو، ووزيرا الدفاع خلوصي أكار والخزانة والمالية براءت ألبيراق، وعن الجانب الروسي وزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ومستشار بوتين يوري أوشاكوف.
وقبيل اللقاء ألقى الرئيسان التركي والروسي نظرة على مضيق بوسفور من نافذة قصر وحيد الدين وتبادلا أطراف الحديث معا. واستغرق اللقاء الذي جرى بعيدا عن الإعلام 45 دقيقة.
ويشكل الوضع في إدلب، شمال غربي سورية، والتوصل إلى تسوية سياسة شاملة عبر منصتي (أستانة وجنيف)، أبرز محاور نقاشات القمة. ومن المنتظر أن يصدر عن القمة بيان مشترك، يؤكد تنسيق الجهود في هذا الإطار. ويحضر القمة ممثلون عن "المجموعة المصغرة" ومسار أستانة. و"المجموعة المصغرة" شكلها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في أغسطس/آب الماضي، وتضم الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، ومصر، والسعودية، والأردن.
ودعا الرئيس أردوغان، في 29 تموز/يوليو الماضي، إلى عقد القمة، على خلفية تصاعد التوتر في إدلب، وتزايد المخاوف من وقوع مأساة فيها، بعد أن حشد النظام السوري وداعموه قوات عسكرية على مشارفها. وكثفت تركيا جهودها الدبلوماسية لتجنيب إدلب، التي تضم نحو 4 ملايين مدني، كارثة إنسانية، تكللت بالتوصل إلى اتفاق مع روسيا، منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، يقضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل مناطق النظام عن مناطق المعارضة في إدلب. إلا أن أنقرة أكدت المضي في عقد القمة الرباعية لتعزيز اتفاق إدلب، وتعزيز حشد وتنسيق الجهود للدفع نحو حل سياسي نهائي للأزمة.
مواقف فرنسا وألمانيا وروسيا
أكدت فرنسا، في أكثر من تصريح رسمي، أن وقف إطلاق النار في إدلب "هش"، وبحاجة إلى تعزيز. كما اعتبرت أن القمة الرباعية تشكل "فرصة" لدعم تشكيل لجنة لصياغة الدستور في سوريا.
في المقابل، دعا مسؤولون ألمان وفرنسيون روسيا إلى إظهار موقفها بشكل واضح، وتحمل المسؤولية بصفتها حليفة نظام الأسد.
بدورها، أفادت موسكو أن نتائج القمة قد لا تشكل نقطة تحول في مسار الأزمة، إلا أنها تشكل منصة مهمة لتبادل الآراء وتعزيز التعاون بين الدول الأربع.
"جينس ليرك"، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "أوتشا"، قال في 19 أكتوبر/تشرين أول الجاري، إن القمة تأتي "في الوقت المناسب"، وإن "اجتماع اللاعبين الكبار يشكل تطورًا إيجابيًا". وأضاف: "نأمل أن تساهم الخطوة في إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة في إدلب، وعموم سورية".
ميدانياً، قتل 41 عنصراً من "قوات سورية الديمقراطية"، في هجمات عدة شنها تنظيم "داعش" ليل الجمعة السبت في محافظة دير الزور في شرق سورية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" إن "داعش" "شنّ هجمات واسعة منذ مساء الجمعة وحتى فجر السبت ضد مواقع تقدمت فيها قوات سورية الديمقراطية" في آخر جيب يسيطر عليه المتطرفون في أقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية.
وتخللت الهجمات تفجيرات انتحارية بالأحزمة الناسفة، وفق المرصد الذي رجح ارتفاع عدد قتلى قوات سورية الديمقراطية لوجود جرحى والكثير من المفقودين.
أرسل تعليقك