دمشق - نور خوام
أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر "إرجاء" قافلة المساعدات الإنسانية التي كان من المفترض أن تدخل الخميس إلى الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، نظرا لتعرضها إلى قصف عنيف من قبل القوات الحكومية السورية، وكشفت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تشارك الأمم المتحدة في إرسال المساعدات إنجي صدقي، أن "قافلة اليوم أرجئت"، مضيفة أن "تطور الوضع على الأرض لا يتيح لنا القيام بالعملية كما يجب".
وتمكنت القوات الحكومية السورية، بعد ساعات من استقدامها تعزيزات عسكرية الأربعاء من استعادة السيطرة على أكثر من نصف مساحة الغوطة الشرقية المحاصرة، في وقت تسببت فيه غارات شنتها دمشق مع حليفتها موسكو بمقتل أكثر من 62 مدنياً في هذه المنطقة، وتشن القوات منذ 18 شباط/فبراير حملة عنيفة على مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، يتخللها قصف جوي وصاروخي ومدفعي كثيف، مما تسبب بمقتل أكثر من 860 مدنياً بينهم أكثر من 180 طفلاً، وفق آخر حصيلة أوردها المرصد.
وبلغت قافلة أولى من المساعدات وجهتها الاثنين وسلمت 247 طنا من المساعدات الطبية والغذائية إلى دوما، كبرى مدن الغوطة الشرقية. إلا أنها اضطرت إلى الرحيل قبيل المساء دون أن تفرغ كامل حمولتها التي سلمتها "تحت القصف"، بحسب الأمم المتحدة، ومن المفترض أن تتيح المساعدات الغذائية والطبية تلبية حاجات ما مجمله 70 ألف شخص، بحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع إلى الأمم المتحدة.
وهيأت الحكومة السورية ممرا آمنا جديدا لإخراج المدنيين من الغوطة الشرقية عبر طريق جسرين-المليحة، وذلك بالتعاون مع الفعاليات الشعبية ووجهاء الغوطة، لإخراج المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية عبر طريق جسرين المليحة"، وفي وقت سابق من اليوم، قال مصدر عسكري إن الجيش السوري أعطى مهلة لمسلحي بلدة مسرابا في الغوطة الشرقية لتسليم البلدة قبل انتهاء ساعات الهدنة اليومية، وإلاّ فسيبدأ بعمل عسكري ضدهم.
وأعلن قائد عسكري في القوات الرديفة لدمشق، أنّ الجيش السوري تمكّن من شطر الغوطة الشرقية إلى جزئين، فيما توشك القوات الحكومية المتقدمة من الشرق أن تنضم إلى القوات عند الطرف الغربي للجيب، ونقلت وكالة رويترز عن القائد العسكري الذي رفض ذكر اسمه، أن عرض الجزء المتبقي من الأراضي الذي يربط الجزئين الشمالي والجنوبي للجيب يبلغ كيلومترا واحدا وتسيطر عليه القوات الحكومية، الأمر الذي يعني أن الغوطة الشرقية فصلت إلى جزئين، ونفى المتحدث باسم فيلق الرحمن وهي من أهم مجموعات المعارضة في الغوطة الشرقية، وائل علوان، هذه المعلومات.
أرسل تعليقك