انتهز مرشح الحزب الجمهوري المحتمل للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترمب، حادثة ملهى "بالس" في أورلاندو، ليصبَّ هجومًا جديدًا على المسلمين ويجدد الدعوة لعدم السماح لهم بدخول الولايات المتحدة، مما حمل منافسته مرشحة الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون بالرد عليه مؤكدة أن خطابه "يصب في مصلحة الإرهابيين"، فيما رفض الرئيس الأميركي باراك أوباما تحميل المسلمين تباعات مجزرة أورلاندو مؤكدًا "أن داعش نسخة مُحرَّفة للإسلام وليس إسلامًا متشددًا".
ففي كلمة تشجيعية لكسب دعمه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، جدد ترامب أمام حشد من مؤيديه، مساء الاثنين، مطالبته بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة لان ذلك أصبح مبررًا، عقب المجزرة، التي نفذها عمر متين، منتقداً سياسة الديمقراطيين المتعلقة بهذا الأمر.
وقال: "لقد وضعوا المجاملة السياسية فوق الفطرة السليمة، وفوق سلامتكم وفوق كل شيء آخر"، متوعداً بالإيقاف المؤقت للهجرة من "مناطق في العالم ذات تاريخ معروف بمعاداتها للولايات المتحدة وأوروبا وحلفائنا، حتى نفهم كيف يمكن أن نقضي على هذه التهديدات".
وأضاف قائلا: "على المجتمعات الإسلامية التعاون مع قوات فرض القانون في الإبلاغ عن الأشخاص السيئين، والذين يعلمون بأماكنهم".
وعلى الإثر، انتقدت مرشحة الحزب الديمقراطي المحتملة، هيلاري كلينتون، تصريحات ترمب المعادية للمسلمين، واعتبرت أن خطابه "يصب في مصلحة الإرهابيين"، ويعمل في الوقت نفسه على إيذاء "القسط الأكبر من المسلمين الذين يحبون الحرية ويكرهون الإرهاب".
وأشارت كلينتون إلى أن خطاب منافسها الجمهوري "رفع جرائم الكراهية ضد المسلمين والمساجد إلى ثلاثة أضعاف ما كانت عليه".
وسط ذلك، اعتبر البيت الأبيض، أمس الإثنين، نهج تنظيم داعش، “نسخة محرفة للإسلام” وليس “إسلاماً متشدداً”.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، إن “العديد من هذه التنظيمات تحرف دين الإسلام لتبرير منهجها الفتاك والهدام”، في إشارة إلى “داعش”.
وأوضح إيرنست في الموجز الصحفي من واشنطن أن ما يحاول المتطرفون فعله هو “التخفي تحت عباءة الإسلام كي يبدون بهيئة مجاهدين أو قادة دينيين يخوضون معارك ضد الولايات المتحدة، ولكنهم مخطئون بفعلهم هذا، وهذا نهج مزيف، تلك أسطورة وهي ليست حقيقة”.
ولفت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما وسلفه جورج دبليو بوش قد “ذهبتا إلى أبعد المديات لتكذيب هذه الخرافة وبينتا أن هذه التنظيمات تسعى إلى تمجيد نسخة محرفة من الإسلام”.
من جهة ثانية ، أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب الاثنين أنه ألغى الاعتمادات الصحفية لصحيفة "واشنطن بوست" لتغطية حملته الانتخابية بعد أن نشرت الصحيفة عنوانا يرجح أنه اتهم "الرئيس باراك أوباما بالضلوع في هجوم إرهابي".
وكتب ترامب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يقول: إنه “بناء على التغطية غير الدقيقة بشكل لا يصدق لحملة ترامب التي تحقق أرقاما قياسية، فإننا بالتالي قررنا إلغاء الاعتمادات الصحفية لصحيفة واشنطن بوست الكاذبة وغير الأمينة”.
واتهمت حملة ترامب الرئيس التنفيذي لشركة أمازون ومالك صحيفة واشنطن بوست جيف بيزوس باستخدام الصحيفة لتحقيق مكاسب شخصية.
وكانت الصحيفة قد نشرت عنوانا في وقت سابق من يوم الاثنين يقول إن “دونالد ترامب يبدو أنه يربط الرئيس أوباما بإطلاق النار في أورلاندو”، وأشارت إلى تصريحات أدلى بها ترامب في مقابلات حول استجابة أوباما لتلك الهجمات.
من جهتها، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن تلك الخطوة تعد "تنصلا من دور الصحافة الحرة والمستقلة".
أرسل تعليقك