هاجمت شاحنة تزن 25 طنًا جمعًا من الأشخاص في مدينة نيس الساحلية الواقعة جنوب فرنسا مساء الخميس كانوا محتشدين لمشاهدة الألعاب النارية بمناسبة احتفالات العيد الوطني لفرنسا وأسفر الهجوم عن "مقتل 84 شخصًا, وإصابة 18 آخرين وصفت حالتهم بالخطرة, في حين أكد عمدة نيس كريستيان أستروزي أن المهاجم أشهر سلاحه في وجه الشرطة قبل أن يُقتل برصاصهم, وكشف أن الشاحنة كانت معبأة بالمتفجرات والأسلحة, فيما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف أن سائق الشاحنة من سكان المدينة، يبلغ عمره 31 عامًا ومن أصول تونسية, وزعمت "رويترز" أنَّه كان مطلوبا للشرطة الفرنسية في جرائم سابقة, فيما أوضحت مصادر فرنسية أن الضحايا من فرنسا وبريطانيا وأميركا وتونس والجزائر وفلسطين.
وأكَّد الرئيس الفرنسي هولاند في كلمته التي ألقاها عقب الهجوم أن اعتداء نيس تم بنية القتل وهو عمل له طبيعة إرهابية, وأضاف," سنعمل ما بوسعنا لمكافحة ظاهرة الإرهاب بعد الاعتداء", مشيرًا إلى أنه لا يعلم حتى الآن إذا كان هناك معاونون لمنفذ الاعتداء, وشدَّد على أن كل فرنسا مستهدفة من التنظيمات المتطرفة, وأنه سيتم اتخاذ مجموعة من التدابير والعمل على رفع مستوى الأمن والحماية, وأعلن عن تمديد حالة الطوارئ لثلاثة أشهر, وألقى باللوم على الإرهاب الإسلامي, وأنه قرَّر دفع بـ10 آلاف جندي واستدعى الاحتياط لنشرهم في عدة أماكن، معلنا عقد اجتماع لمجلس الدفاع الجمعة لبحث كافة الإجراءات الأمنية بعد اعتداء نيس، لافتًا إلى أن فرنسا أمام فاجعة, وأوضح أن عملية القتل تمت بشكل عمدي ضد الأبرياء, وأمر بتصعيد الضربات ضد الارهابيين في سورية والعراق، معلنًا التضامن مع مدينة نيس في هذه المحنة، موضحًا أن فرنسا تأثرت لكنها ستكون أقوى وهي أقوى ممن هاجمها.
وبيَّن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف في كلمته حول عملية نيس، أن الضحايا بينهم سكان نيس وسائحون أجانب, وأوضح أنه تم تخصيص أحدث الوسائل التقنية للانتهاء من عمليات الفحص الجنائي لجثث الضحايا, موضحًا أنه تم تشكيل فريق لتقديم الدعم النفسي للناجين والمصابين من الاعتداء، نوَّه إلى أنَّ التحقيقات في اعتداء نيس تجري للبحث عن شركاء محتملين للمنفذ، مضيفًا أنهم مدركين أن مستوى التهديد الإرهابي مرتفع جدًا.
ودان الرئيس الأميركي باراك اوباما الحادثة, وقال إنه قد يكون هجومًا إرهابيًا مروعًا, وأعلن البيت الأبيض أنَّه يطّلع أولا بأول على تداعيات هجوم نيس, وكلَّف فريقه بتقديم أي مساعدة يحتاجها الفرنسيون في التحقيقات, فيما كتب دونالد ترامب عبر "تويتر"، "هجوم مروع آخر، وهذه المرة في نيس، فرنسا, العديد من القتلى والجرحى, متى سنتعلم؟ الأمر يزداد سوءًا", فيما قدَّم رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو تعازيه إلى فرنسا في ضحايا الدهس في نيس, وأكدت المرشحة الديمقراطية المفترضة هيلاري كلينتون أنه على الولايات المتحدة تقوية التحالف مع فرنسا والناتو, وأبدى الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي حزنه على ضحايا الحادث، معلنًا كل التضامن مع سكان المدينة, وكشف رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أن الاتحاد الأوروبي بأسره يقف مع فرنسا ضد الإرهاب, وأعلن رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس تضامنه مع فرنسا، قائلًا "نحن جميعًا متحدون ضد الإرهاب، وأن الارهاب لن يوقفنا عن العيش والاستمتاع بالحياة", بينما, استنكر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية هجوم نيس، داعيًا إلى صلاة الجمعة من أجل الضحايا.
وأعلنت الشرطة الفرنسية إغلاق كل طرق المناطق الهامة في باريس عقب تصاعد دخان كثيف عند برج أيفل, وكشفت عن احتجاز مسلحين لرهائن في فندق الميرديان قرب موقع الاعتداء الأمر الذي نفته بعد ذلك, وأوضحت أن شاحنة كان على متنها ألعاب نارية أشعلت النار بالقرب من برج إيفل.
وفعَّل "الفيسبوك" خاصية التحقق من السلامة في مدينة نيس الفرنسية, فيما بدأت الشرطة الفرنسية في التأكد من أن سيارة النقل غير مفخخة وتتحقق من شخصية قائد السيارة الذي قُتل ومتواطئين محتملين في فرنسا, فيما حذَّرت بريطانيا رعاياها في فرنسا ونيس، وطالبتهم بضرورة الاستجابة لتوجيهات السلطات الفرنسية
ونقل سائقو سيارات الأجرة في نيس الناس مجاناً بعد عملية الدهس الدموية, فيما قرَّرت الشرطة الفرنسية إغلاق كافة الطرقات المؤدية إلى الأماكن السياحية في باريس, في حين دشَّن الفرنسيون هاشتاغ " #portesouvertesnice" لعرض بيوتهم في نيس للزوار ولمن تقطعت بهم السبل بعد عملية الدهس, فيما اقيمت مستشفى ميداني في فندق قريب من موقع اعتداء نيس لعلاج المصابين, بينما 15 طفلًا على الأقل فقدوا أهلهم، ويحاول أطباء نفسيين علاجهم من الصدمة.
ووقع الهجوم في شارع "برومناد ديزانغليه" الذي يقصده السياح بكثرة، فيما فرضت السلطات طوق أمنيا في المكان، في حين وصفت السلطات المحلية في مقاطعة الألب-ماريتيم ما جرى بالاعتداء داعية المواطنين لأخذ الحيطة والحذر, فيما تولت النيابة العامة المكلفة بمكافحة الإرهاب التحقيق في اعتداء نيس.
يُذكر أنَّ قبل ثمانية أشهر تقريبا قتل مسلحون من تنظيم "داعش" المتطرف 130 شخص في 13 نوفمبر /تشرين الثاني في هجوم هو الأعنف بين عدد من الهجمات التي شهدتها فرنسا وبلجيكا خلال العامين الأخيرين.
أرسل تعليقك