تسعى فرنسا جاهدة لإشراك الجزائر, في المبادرة السياسية التي أطلقتها لحلحلة الأزمة الليبية, وتحريك اتفاق الصخيرات الذي لازال حبيس أدراج " الفرقاء الليبيين" رغم مرور عامين من التوقيع عليه تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة.
وتريد باريس الاستفادة من العلاقات الجيدة التي تربط الجزائر بكبار المسؤولين في ليبيا على رأسهم رئيس المجلس الرئاسي الليبي الذي يعتبر طرفًا فعالًا في المبادرة الفرنسية الجديدة التي لم تتضح معالمها بعد, وأيضًا لها علاقات واسعة مع مختلف الأطراف السياسية خاصة في طرابلس, وأيضًا تسعى فرنسا من وراء رغبتها في إشراك الجزائر تفادي تكرار سيناريو اجتماع باريس حول ليبيا المنعقد مطلع أكتوبر / تشرين الأول عام 2016.
وتمحورت المكالمة الهاتفية التي أجراها وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل, مع الوزير الفرنسي لأوروبا والشؤون الخارجية جان إيفا لودريان, خلال الساعات القليلة الماضية, حول الوضع في ليبيا على ضوء التطورات الحاصلة ميدانيا وكذا المبادرات التي تم إطلاقها بغية مرافقة سلطات هذا البلد في مساعيها الرامية إلى الخروج من الأزمة ".
وأبلغ عبد القادر مساهل نظيره الفرنسي بموقف الجزائر الداعم لحل سياسي شامل في إطار اتفاق 17 ديسمبر / كانون الأول 2015 وعزمها على المثابرة في العمل من أجل التقريب بين مختلف الأطراف الليبية المتنازعة بهدف تمكين ليبيا من استتباب الأمن والاستقرار والشعب الليبي من بناء مؤسساته الديمقراطية الدائمة “، ووفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية، فإن هذه المكالمة تندرج في إطار “المشاورات الدائمة بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك “.
وأضاف وزير الخارجية عبد القادر مساهل في اتصاله مع نظيره الفرنسي لودريان أن الجزائر " عازمة على الاجتهاد أكثر في العمل على المصالحة بين الفرقاء الليبيين المتنوعة، لتمكين الليبيين من استعادة الأمن والاستقرار لبناء مؤسسات ديمقراطية مستدامة لها ".
وقال الوزير الفرنسي جان إيفل ودريان, في نفس الاتصال الهاتفي إن الوضع في ليبيا يستدعي تظافر الجهود في ضوء التطورات على أرض الواقع, والبحث عن مجموعة من الاجتماعات من أجل تقديم الدعم سلطات هذا البلد في جهودها الرامية إلى إنهاء الأزمة ". وتزامن الحراك الفرنسي مع شروع الجزائر في استقبال وفود تمثل مختلف الأطياف الليبية إلى الجزائر ضمن الجهود الجزائرية الرامية إلى الحل السلمي ما عدا الجماعات المصنفة لدى الأمم المتحدة كتنظيمات إرهابية, ومن المرتقب كذلك أن يقوم وزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل بزيارة إلى مصر والإمارات بشأن ليبيا خلال الأيام القليلة القادم.
وتتوجس فرنسا كثيرا من موقف رئيس حكومة الوفاق حكومة الوفاق فايز السراج, خاصة بعد أن أعلن عن مبادرة جديدة خاصة به قسمت الطبقة السياسية في ليبيا بين مؤيد ومعارض, وتنص على إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية في شهر مارس/ آذار عام 2018, ومن بين القوى الليبية التي أعلنت عن تأييدها حزب العدالة والبناء ذو التوجه الاسلامي غير أن رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح أعلن رفضه للمبادرة معتبرا إياها أنها محاولة من جانب السراج لنيل الشرعية التي لم يحصل عليها عبر البرلمان, وأثارت مبادرة فايز السراج تساؤلات كثيرة على الصعيد الدولي, أبرزها مصير اتفاق الصخيرات في في ظل التغيرات التي تشهدها الوقائع على الأرض.
ومن المرتقب أن يلتقي القائد العسكري بشرق ليبيا خليفة حفتر المتواجد منذ مدة في باريس بفائز السراج رئيس الحكومة الليبية الثلاثاء لإجراء محادثات برعاية فرنسية في سبيل حل الأزمة. ويعد هذا اللقاء الثاني من نوعها بعد المحادثات التي أجراها كل من حفتر والسراح بأبوظبي في مايو / آيار للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف العام. وتناولت المحادثات اتفاقا تدعمه الأمم المتحدة ويأمل شركاء ليبيا في الغرب أن ينهي الاقتتال بين الفصائل التي تهيمن على البلاد منذ سقوط معمر القذافي عام 2011.
أرسل تعليقك