أطلقت وزارة الداخلية العراقية، الأحد، تحذيرات من مخططات لتنظيم "داعش" المتطرف لاستهداف بعض المدن العالمية قريبَا، كاشفة عن قيام التنظيم بإرسال خلايا نائمة إلى مختلف أنحاء العالم عبر تركيا، في وقت أبدى شيوخ ووجهاء الموصل مخاوفهم من تدهور الأوضاع الأمنية في المدنية، التي أعلنت الحكومة العراقية استعادتها من سيطرة داعش، الإثنين الماضي، بعد معارك استمرت نحو 9 أشهر.
وقال رئيس خلية الصقور ومدير عام استخبارات ومكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية أبو علي البصري، إن "الواقع كشف بعد تحرير الموصل عن أن قدرات التنظيم لا تهدد العراق ودول المنطقة فقط، بل أن مخططاته وتدريباته كانت تنوي الوصول لمناطق كثيرة في العالم"، محذرًا من "مخططات التنظيم باستهداف بعض المدن العالمية قريبًا"، ومشيرًا إلى أن "التنظيم قام بإرسال خلايا نائمة من سورية عبر تركيا لتتوزع في أنحاء العالم لتثير الرعب والفوضى، مستغلين الأموال التي يدفعها رجال دين متطرفون وتجار لديهم أهداف سياسية واقتصادية لدعم التنظيم ماليًا".
ولفت البصري إلى أن "داعش قد ترتكب حماقات هنا أو هناك محليًا ودوليًا في محاولات إعلامية بائسة لإثبات وجودهم الهش الآخذ بالزوال"، مؤكدًا أن "خلية الصقور واعية لما يخطط له التنظيم للقيام باعتداءات إرهابية في بغداد والمحافظات العراقية، واستهداف بعض المراكز والتجمعات الحيوية في مدن عالمية".
بالمقابل أبدى شيوخ ووجهاء الموصل مخاوفهم من تدهور الأوضاع الأمنية في المدنية، التي أعلنت الحكومة العراقية استعادتها من سيطرة داعش، الإثنين الماضي، بعد معارك استمرت نحو 9 أشهر، وأبلغوا نائب رئيس الجمهورية العراقية إياد علاوي، مخاوفهم من مما قد تؤول إليه الأوضاع في المدينة، بسبب تزايد التدخلات الخارجية، وتعدد جهات حمل السلاح المحلية والأجنبية.
وأكّد بيان للمكتب الإعلامي لنائب رئيس الجمهورية، أن علاوي التقى في وقت متأخر من ليلة السبت، وفدًا من وجهاء وشيوخ الموصل، وجرى خلال اللقاء بحث أوضاع المدينة المحررة، وسبل إيجاد الحلول الكفيلة بمواجهة المشاكل والتداعيات في مرحلة ما بعد داعش، مشيرًا إلى أن "شيوخ ووجهاء الموصل، ناشدوا علاوي، بالتدخل لدى الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة، لمواجهة تلك التهديدات، وضمان عودة النازحين، وتطبيع أوضاعهم، وبسط الأمن والاستقرار في الموصل"، كما لفت البيان إلى أن "علاوي، شدد على أهمية تشكيل لجان مشتركة تضم قيادات عسكرية وأخرى من أهالي المدينة لإدارة شؤونها ورسم خارطة الطريق، لفترة انتقالية، تشرف خلالها على إعادة النازحين وتعويضهم وتحصين المكتسبات العسكرية التي حققتها قواتنا المسلحة".
من جهته، قال خبير في الجانب العسكري، الأحد، إن هناك عدم وضوح بالنسبة لإدارة الملف الأمني بالموصل، خلال مرحلة ما بعد تحريرها من داعش، وهذا قد يعقد الوضع الأمني لاحقا.
وأوضح خليل النعيمي، وهو عقيد متقاعد من الجيش العراقي، أن "قيادة العمليات المشتركة مطالبة بإعلان الخطة الأمنية الخاصة بإدارة الموصل لمرحلة ما بعد داعش، حتى يطمئن الأهالي للوضع الأمني في مدينتهم"، مضيفًا أن "الشرطة المحلية في الموصل، يجب أن تتولى إدارة المسؤوليات الأمنية بشكل سريع، على أن يتم تقليص التواجد العسكري للجيش في داخل المدينة"، وشدد على ضرورة "عدم السماح بتنفيذ أعمال انتقامية ضد المتهمين بدعم داعش، وضرورة أن تتولى القوات الأمنية مهمة الاعتقالات والتحقيق".
وفي جانب آخر، اعتقلت القوات العراقية، الأحد، فتاة أجنبية لا تتجاوز العشرين عامًا، وبحوزتها سلاح قنص، في الموصل القديمة، بالجانب الغربي لمدينة الموصل لم تحدد هويتها وهي لا تجيد من اللغة العربية سوى كلمات معدودة، وفق ضابط في الجيش.
وقال النقيب حيدر علي الوائلي إن "القوات العراقية وأثناء تطهيرها للمناطق القديمة بالموصل، اعتقلت فتاة لا تتجاوز العشرين عاما، في غرفة ببيت شبه مدمر وكان بحوزتها سلاح قنص، في منطقة الشهوانية، بالموصل القديمة"، وأضاف "لم نستطع تحديد هويتها حتى الآن، لكن ملامحها تكشف أنها ليست عراقية، وتبين أنها لا تجيد سوى كلمات بسيطة من اللغة العربية، وتتحدث بلغة أجنبية ربما هي الألمانية على الأرجح أو التشيكية"، كما لفت إلى أنه "تم اقتيادها للتحقيق معها إلى أحد المقار الأمنية بالموصل".
وعلى الجانب الآخر، عثرت قوة أمنية أخرى في أحد السراديب بمنطقة القليعات بالموصل القديمة، على طفل يبلغ من العمر 10 سنوات، وأبلغ القوات الأمنية أنه إيزيدي مختطف من أهالي سنجار (شمال)، وفق الملازم إياد فتحي العسلي في الشرطة المحلية، الذي أضاف بقوله :" الطفل الإيزيدي مصاب بجروح ورضوض بسبب تهدم جزء من المنزل فوق السرداب، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما جرت اتصالات مع ذويه لاستلامه".
وفي 17 أكتوبر /تشرين الأول 2016، بدأت القوات العراقية بحملة لاستعادة الموصل بدعم من التحالف الدولي المناهض لداعش بقيادة الولايات المتحدة، ومشاركة نحو 100 ألف من القوات العراقية وفصائل شيعية مسلحة وقوات الإقليم الكردي "البيشمركة".
والاثنين الماضي، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي، رسميًا، تحرير كامل الموصل من داعش، بعد معركة استغرقت قرابة 9 أشهر، وأدت إلى الكثير من الخسائر البشرية والمادية، ونزوح أكثر من 920 ألف شخص، غير أنّ مراقبين يرون أن المعركة لم تحسم بعد بشكل كامل، لوجود الكثير من بقايا التنظيم في مناطق مختلفة بالمدينة.
وفي الانبار كشف مصدر امني في قيادة عمليات الجزيرة بمحافظة الرمادي ،الأحد، عن مقتل 13 عنصراً من تنظيم داعش وتدمير معسكر في صحراء ثميل غرب الانبار، وتابع أن "معلومات استخبارية مكنت القوات العراقية من الجيش وعمليات الجزيرة من تدمير معسكر لتنظيم داعش ومقتل 13 عنصرًا وتفجير ثلاث عجلات مفخخة وشاحنة تحمل كميات من الوقود مع طمر ثلاثة ابار في صحراء ثميل شمال قضاء راوه غرب الانبار كان تنظيم داعش يستخدمها في تمويل عناصره بالمياه بالمناطق الغربية للانبار".
وأضاف المصدر، أن" العملية العسكرية التعرضية أسفرت عن قطع خطوط تمويل التنظيم المتطرف بين قضائي راوه وعنه غرب الانبار والسيطرة على أهم النقاط الأمنية التي كان يستخدمها التنظيم في التحرك والتنقل بين تلك المناطق"، لافتًا إلى أن" القوات العراقية تستعد لتنفيذ عمليات تعرضية اخرى خلال الساعات القليلة المقبلة لكشف مواقع عناصر داعش واستنزاف قواتهم وتدمير أوكارهم في محاور المناطق الغربية في قضاء القائم وراوه وعنه ".
أرسل تعليقك