تونس ـ كمال السليمي
أكدت مصادر أمنية أن العشرات من المتطرفين التونسيين الذين كانوا في معسكرات تدريب في بؤر التوتر يفكرون جديًا في العودة إلى تونس، بعد تضييق الخناق على معاقلهم في كل من ليبيا وسورية والعراق.. ولهذا تم اتخاذ إجراءات مادية ولوجستية إضافية على الحدود التونسية بما من شأنه أن يحبط مخططات المتطرفين.وكشف مصدر أمني أنه تم الرفع من جاهزية كل الوحدات الأمنية والدفاعية من خلال منظومة متكاملة تعزز المنظومة القائمة وذلك من خلال تركيز أجهزة مراقبة إلكترونية متطورة منها العشرات من كاميرات المراقبة وأجهزة "السكانار". وأكد المصدر أن المنظومة الدفاعية التي ركزتها تونس مند ثلاث سنوات على الحدود مع ليبيا هي منظومة دفاعية ناجحة، غير أنه أشار في المقابل إلى أن تخطيط الخلايا الجهادية للتسلل إلى داخل تونس دفع بكل الوحدات الأمنية بما فيها الجيش إلى تعزيزها تكنولوجيا ولوجستيا.
وأعلن الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العقيد بلحسن الوسلاتي أن وحدات الجيش رفعت من جاهزيتها من خلال تكثيف انتشارها على الشريط الحدودي وتعزيز المراقبة الجوية لمنع أية محاولة قد يقوم بها المتطرفون للتسلل.وكشف الوسلاتي أن وزارة الدفاع ستقوم بتركيز مراقبة إلكترونية على امتداد الشريط الحدودي خاصة وأنها استكملت تركيز منظومة الحواجز الترابية العازلة من سواتر وخنادق. وخلال الأسابيع الماضية نجح أكثر من 4000 مسؤول ينتمون إلى مختلف الأجهزة الأمنية والجمركية ووحدات الجيش من تضييق الخناق على المتطرفين بعد أن تمكنوا من إحباط عدد من المخططات وتفكيك الخلايا وشبكات التهريب المتحالفة مع المتطرفين. غير أن المصدر الأمني لم يخف الصعوبات التي تواجهها تونس في التصدي لنشاط المتطرفين خاصة بعد أن تم تركيز خلايا متحالفة مع شبكات التهريب التي قويت في البلاد. وتؤمن شبكات التهريب تنقل المتطرفين العائدين من ليبيا وسورية والعراق عبر مسالك وعرة للالتحاق بالخلايا المتطرفة المتمركزة خاصة في مرتفعات الجبال وفي مقدمتها جبال الشعانبي المحاذية للحدود الغربية مع الجزائر والتي تعد أحدى أخطرمعاقل المتطرفين.
وتنشط العشرات من الخلايا المتطرفة على الجهة الشرقية للحدود بكثافة وتتكون كل خلية من خمسة أو سبعة عناصر غالبيتهم من المتطرفين الذين قاتلوا في ليبيا وسوريا وفي العراق وفق ما تقول التقارير الأمنية. وحسب تأكيدات أمنية فإن عددًا من الخلايا التابعة لتظيم "داعش" نظمت صفوفها وانتشرت على مستوى الحدود بعد أن نجحت في الفرار خاصة من مدينة سرت أين تلقت معاقل التنظيم ضربات موجعة قادت بالمتطرفين إلى محاولة فتح ثغرات على الشريط الحدودي.
وكانت ليبيا تحولت على امتداد السنوات الماضية إلى خزان للمتطرفين التونسيين الذين استفادوا كثيرًا من الفوضى الأمنية، ونفذوا عددًا من الهجمات الخطيرة على امتداد السنوات الماضية وآخرها هجوم بن قردان الذي كان يهدف إلى إقامة "إمارة" للتنظيم في الجنوب.
أرسل تعليقك