استقبل وكيل الأزهر الشريف، ووفد أزهري رفيع المستوى، البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، والوفد المرافق له لدى وصولهم قبل قليل مشيخة الأزهر للقاء الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، للتباحث حول الملفات المشتركة بين أعلى قيادتين دينيتين في العالم.
ويأتي اللقاء تلبية لدعوة الإمام الأكبر وثمرة للقاء شيخ الأزهر مع البابا فرنسيس في الفاتيكان مايو/ آيار الماضي، في زيارة تاريخية هي الأولى من نوعها، ومن المقرر أن يلقي الإمام الأكبر كلمة ترحيب ببابا الفاتيكان خلال مشاركته اليوم في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام، كما يلقي بابا الفاتيكان كلمة فى المؤتمر الذى انطلقت فعالياته أمس بمشاركة كبيرة من قيادات دينية وسياسية حول العالم وحضور كبير لوسائل الإعلام.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، استقبل بابا الفاتيكان فرنسيس الأول في قصر الاتحادية الرئاسي، واستعرضا حرس الشرف داخل قصر الاتحادية وجرى عزف النشيد الوطني لكلا البلدين وذلك قبل عقد جلسة المباحثات بين الجانبين.
وعقب ذلك، توجه البابا فرنسيس إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، حيث التقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في لقاءٍ مغلق، ولقاء آخر مشترك بين وفدي الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية في المقر البابوي بالكاتدرائية.
ويعقد البابا فرنسيس قداسًا باستاد الدفاع الجوي في التجمع الخامس الذي يسع لنحو 28 ألف مواطن، ثم يتوجه بعدها الى سفارة الفاتيكان لتناول الغداء مع الآباء المطارنة، موضحا أنه يتوجه بعدها للقاء مع الآباء المطارنة والأساقفة والمكرسين قبل أن يغادر مصر.
من جانبها، أعدت الكنيسة الكاثوليكية بمصر عددًا من الفيديوهات المسجلة للترحيب بالبابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، الأولى لمصر خلال يومي الجمعة والسبت المقبلين.
ونُشرت مقاطع الفيديو للأطفال يرددون: أهلا وسهلا بابا فرنسيس، وآخرون يحملون سعف النخيل، وجانب آخر يردد كلمات الترحاب بعدة لغات منها الإنجليزية والإيطالية والفرنسية.
وتخلل الفيديو كلمات للبابا فرنسيس بصوته يتحدث عن السلام والاستقرار والمحبة، كما أعد الآباء الفرنسيسكان بأسيوط مقطع فيديو يحتفى بقدوم بابا روما لمصر يحمل عددا من الصور له.
وتزينت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية وشوارع القاهرة بصور البابا فرنسيس وشعار الزيارة الذي يحمل عبارة "بابا السلام في مصر السلام"، فيما انتشر رجال المرور في كل شوارع القاهرة، صباح اليوم الجمعة، لتكثيف تأمين الزيارة وتيسير حركة المرور بالعاصمة.
من جانبها، نشرت وزارة الداخلية، قواتها فى كافة أنحاء البلاد، خاصة على الطرق والمحاور الرئيسية، وتم تفعيل غرف العمليات والنجدة لتلقي الشكاوى والبلاغات، وتعزيز التواجد الأمني بمحيط مطار القاهرة، والدفع بعدد من سيارات التشويش على المواد المتفجرة.
ووضعت أجهزة الأمن خطة تأمين محكمة لمسارات وتحركات بابا الفاتيكان أثناء وجوده بالقاهرة وتـأمين مقر إقامته، من خلال فرق أمنية مدربة على أعلى مستوى، لمرافقة بابا الفاتيكان لدى تحركاته.
وعززت وزارة الداخلية، من حجم عملية التأمين بمحيط كافة كنائس مصر على مستوى الجمهورية، البالغ عددها نحو 2626 كنيسة فى مصر بينها 1326 كنيسة أرثوذكسية و1100 بروتستانتية و200 كاثوليكية، ويتم تأمين نحو 125 كنيسة أرثوذكسية بالقاهرة و82 بالجيزة و67 بالغربية و60 بالمنيا و35 بالإسكندرية .
وتحظى الكاتدرائية بكم كبير من عملية التأمين، عن طريق زيادة عدد البوابات الالكترونية، وترك حرم آمن بالقرب من أسوار الكاتدرائية ومنع تواجد السيارات به، مع التفتيش الدقيق لرواد الكاتدرائية، وإظهار وشم الصليب قبل الدخول، والسماح للمدعوين فقط بالمرور، مع الاستعانة بأجهزة حديثة وتقنيات متطورة والكلاب البوليسية فى الكشف عن المواد المتفجرة والأجسام الغريبة.
وأعلنت وزارة الداخلية رفع حالة الطوارىء بالقاهرة الكبرى وإلغاء إجازات الضباط ورفع درجة الاستعداد للحالة "ج"، وسط حالة من التأهب لزيارة بابا الفاتيكان لمصر.
بدوره، قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، إن حرص البابا فرنسيس وتأكيده على زيارة مصر، عقب الأحداث الإرهابية الأخيرة هو شهادة لمصر وشعبها، فالحوادث التي وقعت لا يقصد بها الأقباط فى مصر، وإنما قلب مصر وضرب وحدتها، فتلك الأحداث المتطرفة تستهدف الوطن، مؤكدًا أن ذلك لن يكون له أي تأثير.
أرسل تعليقك