لم يتبق لتنظيم داعش بالمدينة القديمة في الموصل سوى 600 متر فقط، حسبما أعلن قائد الشرطة الاتحادية في العراق الفريق رائد جودت الثلاثاء، في وقت نقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن مصادر استخباراتية أن هناك نحو 300 مواطن بريطاني، بينهم أطفال ونساء، عالقون داخل المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في الرقة والموصل.
وقال في بيان إن قواته قضت بالتعاون مع الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي على "أشرس تنظيم إرهابي ظهر إلى الوجود"، مشيرا إلى أنه لم يعد لداعش سوى بضعة عشرات من عناصره يتحصنون في منطقة مكتظة بالمنازل والأزقة الضيقة.
وأوضح جودت أن أربع فرق قتالية تابعة للشرطة الاتحادية تحكم قبضتها على منافذ المدينة القديمة، وتقف على مشارف المجمعات التجارية في السرجخانه بعد أن رفعت الاعلام العراقية فوق مباني شارع الفاروق.
ونشرت صفحة قيادة الشرطة الاتحادية مقطع فيديو يظهر جانبا من الاشتباكات في المدينة القديمة. وتوقع القائد العراقي أن قواته التي تتقدم من ثلاثة محاور، ستحسم المعركة وتصل إلى شارع الكورنيش المحاذي لنهر دجلة في غضون أيام.
هذا ونقلت صحيفة "ديلي تلغراف" عن مصادر استخباراتية أن هناك نحو 300 مواطن بريطاني، بينهم أطفال ونساء، عالقون داخل المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" في الرقة والموصل.
وفي مقال صدر اليوم الثلاثاء، نشرت الصحيفة تصريحات للجنرال البريطاني روبرت جونز، نائب قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، يتوقع فيها أن تتم قريبا تصفية أولئك المقاتلين الأجانب الذين لا يزالون في الموصل والرقة، على أيدي "قوات محلية".
ويشجع التحالف الدولي القوات المحلية على محاصرة الموصل والرقة لمنع مئات المتشددين الأجانب من الهرب إلى أوروبا بعد انهيار دولة "داعش".
وأكد الجنرال جونز "تضييق الخناق حول الرقة"، فيما تحاول القوات العراقية "إيجاد طريقها في متاهة الشوارع لتطهير مدينة الموصل القديمة من المسلحين.
وذكّر الجنرال بأنه في السابق كان هناك تدفق كبير للمقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا، لكن اليوم تحول هذا التدفق إلى مجرى هزيل. وأكد أن طريق العودة أصبح خطرا جدا بالنسبة لهؤلاء المقاتلين الأجانب، واصفا الحدود بأنها باتت "متينة". وأشارت الصحيفة في هذا الخصوص إلى مساعي تركيا لتعزيز حدودها منعا لهرب المتشددين.
وقال الجنرال للصحيفة: "تزداد ثقتنا بأن هؤلاء المقاتلين الأجانب محاصرون في مناطقهم وبأنهم يقتلون من قبل شركائنا".
وفي الشأن ذاته القت قوات حرس نينوى بقيادة المحافظ السابق المطلوب للقضاء اثيل النجيفي القبض على امرأة تنتمي الى تنظيم داعش في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وبحسب مصدر محلي، فإن قوات حرس نينوى القت القبض على "ش م ع" في مركز صحي في حي الزهراء بالجانب الايسر وبصحبتها رسالة من عنصر آخر من التنظيم وهو المدعو "م خ ع" الى والي ولاية الموصل يطلب فيها مقابلته. وأضاف المصدر ان المقبوض عليها هي زوجة عنصر بالتنظيم المتشدد أيضا وهو المدعو "ف ت خ". فيما افاد ضابط في شرطة نينوى ،اليوم الثلاثاء، عن مقتل ستة دواعش حاولوا التسلل الى منطقة رجم حديد والدخول اليها مجددا غربي الموصل .
وذكر النقيب محمد جاسم ان" قوات الحشد العشائري (السني) تمكنت من قتل ستة دواعش حاولوا التسلل الى منطقة رجم حديد بهدف مهاجمة القوات التي تمسك الارض هناك بعد انسحاب الجيش منها " .
واضاف النقيب جاسم ، ان" عناصر داعش وقعوا في كمين نصبه لهم مقاتلوا الحشد في ضواحي منطقة رجم حديد " .
مشيرا الى ان" قوات الحشد العشائري تنتشر بمشارف المحور الغربي باتجاه الجزيرة لمنع تسلل عناصر التنظيم الى الاحياء المحررة بعد تسليم مهام مسك الارض للحشد العشائري السني " .
وكانت القوات العراقية قد صدت هجوماً هو الاعنف من نوعه لداعش منذ بدء معركة استعادة البلدة القديمة غرب الموصل، حيث هاجم متسللون من داعش مناطق اليرموك ورجم حديد والتنك قبل ان تتدخل قوات جهاز مكافحة الارهاب لصدهم .
وفي محافظة ديالى أفاد مصدر امني في محافظة كركوك، الثلاثاء، بأن اشتباكات عنيفة اندلعت بين عناصر تنظيم " داعش" من اهالي الحويجة وعناصر التنطيم من ديالى بسبب اموال جمعها التنظيم جنوب غربي المحافظة.
وأوضح المصدر، أن "اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت، مساء امس، بين عناصر داعش المحليين من سكنة قضاء الحويجة ودواعش ديالى في ناحية العباسي، (٣٥ كم جنوب غربي كركوك)، وتسبب عنها مقتل واصابة عدد منهم ".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان "الاشتباكات جرت على خلفية تقاسم الاموال بين دواعش الحويجة وديالى".
يذكر أن محافظة كركوك (250 كم شمال بغداد)، تشهد أعمال عنف شبه مستمرة، فيما تعلن الأجهزة الأمنية باستمرار عن اعتقال مطلوبين بتهمة "الإرهاب" وقياديين بتنظيم "داعش" ولازال تنظيم داعش الارهابي يسيطر على قضاء الحويجة ونواحيها.
وفي الشأن السياسي قال دبلوماسي امريكي سابق ، إن بقاء الكرد ضمن العراق سيكون اكثر خطورة من اعلان استقلالهم.
وجاء حديث سفير الولايات المتحدة الاسبق لدى كرواتيا والذي يتمتع بخبرة طويلة في شؤون العراق بيتر غالبريث ، يوم الاثنين ، ردا على قلق جوار اقليم كوردستان من تنظيم استفتاء شعبي بشأن الاستقلال.
وكانت الاطراف السياسية الكردستانية وفي اجتماع موسع لها في الـ 7 من يونيو/حزيران ،بأشراف رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني ،اتفقت على تحديد الـ 25 من سبتمبر/أيلول القادم موعداً لاجراء استفتاء الاستقلال في اقليم كردستان والتي ستشمل ايضاً المناطق الكردستانية خارج ادارة الاقليم.
وقال بيتر غالبريث إن الاستفتاء المزمع سيكون فرصة يتعين على الكرد انتهازها لتحشيد دعم المجتمع الدولي حيال تقرير مصيرهم.
وعن قلق دول الجوار من ان الاستفتاء قد يؤدي بالنتيجة الى تقسيم العراق قال غالبريث وهو عضو سابق بمجلس الشيوخ الأمريكي وخبير في شؤون الدفاع ، إن بقاء الكرد ضمن دولة العراق سيكون اكثر خطورة من ان يعلنوا استقلالهم.
ويقول الكرد إنهم سئموا من نهج الحكومات العراقية المتعاقبة منذ تأسيس الدولة في عشرينيات القرن الماضي فيما يتعلق بقضاياهم وحقوقهم ومصيرهم.
ولفت غالبريث وهو مؤلف كتاب(نهاية العراق) الذي يرى فيه بأن الحل الواقعي لإنهاء المشاكل في العراق، هو الدفع في طريق إحداث "طلاق هادئ" بحيث يتم تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق "سنية- شيعية- كوردية"، معتبراً ذلك السبيل أيضًا لتوفير الأمن للبلاد، لفت الى أنه على مر التاريخ لم تكن العلاقات بين الكرد وبغداد ايجابية لاسيما وأنهم كثيرا ما كانوا يشعرون بأنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية. وقال غالبريث "بمجرد أن يتخذ شعب كوردستان قراره، ستكون هناك وقائع جديدة.. اعتقد ان المجتمع الدولي سيدعم قيام كردستان مستقلة".
ويؤكد اقليم كردستان أن استقلاله عن العراق سيعزز دعائم الاستقرار ويجنب المنطقة حروبا دموية قد تنشب بسبب الخلافات المحتدمة منذ سنوات طوال. ويقول رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إن المآسي التي تعرض لها الكرد لن تتوقف إلا بتحقيق ما يريدونه منذ عقود طوال. وكان مستشار مجلس امن إقليم كردستان مسرور بارزاني، في مقابلة مع صحيفة الغارديان البريطانية، "نحن لا ننوي احداث تغييرات في حدود الدول المجاورة لنا "، مردفا بالقول "آن الأوان كي نقر بان العراق منقسم بشكل عملي.. الاستفتاء سيعكس حقيقة واقع العراق فعلا" . وأضاف بارزاني، ان " الامر ببساطة يكمن في اعادة رسم الحدود بين كردستان وبقية العراق"، منوها الى ان "الاستفتاء سيكون عاملا للبدء في ابرام اتفاق سلمي مع بغداد للتعريف بالإرادة الحقة لشعبنا". وتابع بالقول أن الاستفتاء سيكون ملزما وسيمنح قادة كردستان تفويضا لإجراء محادثات سلمية مع بغداد حيال التطلعات المشروعة لشعب كردستان .
أرسل تعليقك