طهران ـ مهدي موسوي
ضغط مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، على الولايات المتحدة للرد على مقترح إنجاز محادثات فيينا، مشيراً في الوقت نفسه إلى تلقيه «تعديلات» من إيران رغم موافقتها على المسودة المقترحة، فيما أكد مسؤولون أميركيون كبار تنازلاً إيرانياً عن بعض الشروط الأساسية لإحياء اتفاق 2015؛ منها إنهاء تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن آثار اليورانيوم في مواقع غير معلنة، لكن النهاية تتطلب وقتاً نظراً لفجوات لا تزال قائمة بين طهران وواشنطن.
ويترقب الاتحاد الأوروبي وإيران رد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على حزمة التعديلات الإيرانية على مقترح المسودة النهائية، الذي جاء بعد محادثات متقطعة وغير مباشرة بين واشنطن وطهران على مدار 16 شهراً. ويريد الاتحاد الأوروبي؛ الذي ينسق المحادثات، وضع حد للمسار الدبلوماسي الهادف لإحياء الاتفاق النووي الذي أوقفت إيران العديد من بنوده رداً على انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
ومن جانبها كررت إسرائيل موقفها الرافض له.واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد اليوم الأربعاء في مؤتمر صحفي أن النص الحالي للاتفاق النووي سيئ ولا يمكن القبول به.كما تساءل قائلا: "كيف يمكن التوقيع على اتفاق مع الإيرانيين يمنحهم مئة مليار دولار سنويا كجائزة على قيامهم بخرق جميع التزاماتهم"؟كذلك اعتبر أن النص الحالي لا يلائم المعايير التي حددها الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه وتعهد بمنع إيران من التحول إلى دولة نووية.
إلى ذلك، أشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تجري حوارا مفتوحا مع الإدارة الأميركية حول جميع القضايا المختلف عليها، لاسيما أن واشنطن كانت وما زالت أقرب حليف"، وفق تعبيره. بدروه، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أمس الثلاثاء، أن بلاده ستفعل كل ما في وسعها للتأثير على الاتفاق النووي، محذرا إدارة بايدن من أن هذا الاتفاق سيسمح بتحويل 250 مليار دولار للميليشيات.
وكانت إسرائيل كثفت خلال الأيام الماضية لقاءاتها مع مسؤولين أميركيين، مع اقتراب المفاوضات النووية إلى مرحلة أخيرة، كما كررت التعبير عن موقفها الرافض للتوافق مع طهران.
وفي موسكو، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن بلاده وافقت على المسودة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي، مشيراً إلى «تأخر» الولايات المتحدة في الرد. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحافي مع نظيره السوري فيصل المقداد، أمس: «أتذكر منذ نحو عام أن الولايات المتحدة صرحت بصوت عالٍ بأن روسيا أعاقت التوصل إلى اتفاق بشأن استعادة (خطة العمل الشاملة المشتركة) لكنها لم تأت بحقيقة واحدة».
وسيتعين على واشنطن رفع بعض العقوبات بموجب شروط الاتفاق، لكن مسؤولين أميركيين يقولون إن العودة للاتفاق أمر بالغ الأهمية لمنع حدوث أزمة نووية في الشرق الأوسط.
يذكر أن الاتفاق النووي وصل إلى آخر مراحله النهائية، بعد جولات وصولات ماراثونية من المحادثات التي انطلقت في أبريل الماضي بفيينا، لتصل إلى نص أوروبي نهائي قدّم مطلع الشهر الحالي (أغسطس 2022) إلى الفريق الإيراني، الذي رد بدوره عليه مع ملاحظات لم يكشف عنها.
أما حالياً فتنتظر الأطراف المتبقية في الاتفاق الذي انسحبت منه واشنطن عام 2015، (فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، والصين وروسيا)، الرد الأميركي، من أجل ختم أشهر طويلة من المحادثات، والإعلان عن اتفاق نووي جديد أو ربما جولة أخرى من المفاوضات.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك