دعا ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد اليوم (الثلاثاء)، مجلس الأمة الجديد (البرلمان) لمنح الحكومة التي يقودها الشيخ أحمد نواف الصباح مهلة كافية لتحقيق إنجازات.وقال موجها حديثه للنواب في كلمة ألقاها نيابة عن أمير البلاد: «عليكم الارتقاء بالممارسة الديمقراطية... وإعطاء الحكومة مهلة كافية لتحقيق الإنجاز ثم استخدام الوسائل الدستورية بحكمة ورشد إذا كان لها محل».
وأضاف ولي العهد «لم يعد هناك مجال لهدر الجهد والوقت والإمكانات في صراعات وتصفية حسابات وافتعال أزمات وممارسات غير مسؤولة باتت محل استياء».
من ناحيته، دعا الشيخ أحمد نواف الأحمد الجابر الصباح رئيس الوزراء في كلمته أمام البرلمان النواب للتعاون في سبيل تبني برنامج شامل للإصلاح الاقتصادي والمالي.
وأكد أن الآمال معقودة على تضافر السلطتين في العمل على تحقيق مصلحة الكويت العليا وفق جبهة متراصة.
وقال النواف، خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الـ17 لمجلس الأمة اليوم: «ندرك جميعا خطورة ودقة المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة والعالم مما يجعلنا أمام مسؤوليات عظيمة ضمن مرحلة وطنية مهمة تستلزم اتخاذ قرارات لحماية الوطن واستقراره».
وأضاف: «نحتاج تدابير إصلاحية لضمان استقرار الوطن وعلينا أن نكون شركاء في حماية وحدته الوطنية والعمل الجدي لتهدئة الأجواء وإزالة الاحتقان والتوتر بين السلطتين وتحقيق الاستقرار السياسي».
وأوضح أن «التحديات التي تحيط بوطننا تحتم على السلطتين تضافر الجهود وتآلف القلوب والتعاون الإيجابي والتشاور الأخوي في مواجهتها».
وزكّى مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، الثلاثاء، أحمد عبد العزيز السعدون رئيساً لمجلس الأمة للفصل التشريعي الـ17. وكان السعدون المرشح الوحيد لتولي رئاسة مجلس الأمة، بعد انسحاب داوود معرفي.
ويُعوَّل على السعدون، الذي يمتلك خبرة في العمل السياسي، لإدارة دفة العمل البرلماني بما يساعد في حلّ المعضلات التي تواجهها البلاد، والخروج من الانسداد السياسي، ويرى المراقبون أن السياسي المخضرم المعروف بإدارة الأزمات سيتمكن من قيادة العمل البرلماني لإنجاز التشريعات المطلوبة وفق أجواء من التهدئة المطلوبة مع الحكومة.
يُعرف القطب البرلماني أحمد عبد العزيز السعدون ابن الـ88 عاماً، قضى منها نحو أكثر من نصف قرن في العمل السياسي والنيابي، بأنه أحد أبرز الشخصيات التي خاضت العمل السياسي في الكويت.
ولج السعدون عالم السياسة من بوابة الرياضة، فقد عرف السعدون الرياضة وتمرس فيها قبل أن يلج السياسة، فقد أسهم في عام 1955 في تأسيس نادي النهضة، الذي أصبح عام 1964 نادي كاظمة الرياضي، كما تسلّم رئاسة الاتحاد الكويتي لكرة القدم، في الفترة من 1968 حتى 1976، وتولى منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في الفترة من 1974 حتى 1982.
وتزامناً مع اشتغاله بالرياضة، دخل عالم السياسة في عام 1967، محاولاً الوصول إلى مجلس الأمة، لكنه فشل في تحقيق الفوز، وأشار حينها إلى أن سبب فشله عائد إلى محاولات تزوير الانتخابات. لكنّ الكثيرين يذكرون دور أحمد السعدون حين تولى منصب نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وكيف ناضل بقوة ونجح في طرد إسرائيل من الاتحاد. حدث ذلك في 15 سبتمبر (أيلول) 1974، مما أكسبه شعبية هائلة في الكويت التي كانت وقتها تعيش أجواء حرب أكتوبر وتنظم ساعتها على إيقاع الصراع العربي مع إسرائيل، كما تحتضن آلاف الفلسطينيين وقادة منظمة التحرير.
ولذلك فقد حقق في العام التالي 1975 فوزاً لنيل عضوية مجلس الأمة لأول مرة. ومنذ تلك السنة فاز السعدون في كل الانتخابات التي نُظّمت في الكويت. وحصل على منصب نائب رئيس المجلس في انتخابات 1981، وانتُخِب رئيساً للمجلس للمرة الأولى في 1985، إلا أن هذا المجلس تم حلّه بعد سنة. حيث أصدر أمير الكويت آنذاك أمراً أميرياً بحل مجلس الأمة، وتعطيل بعض مواد الدستور، وذلك على وقع أزمة سوق المناخ التي أدت لانهيار سوق الأسهم الكويتية، وموجة الاستجوابات الهائلة التي شرعها النواب في وجه الحكومة.
وبعد التحرير، وعودة مجلس الأمة، عاد السعدون عضواً ورئيساً لمجلس الأمة في 1992 و1996. وفي 1999 تمكن رجل الأعمال الراحل جاسم الخرافي من الفوز على السعدون حتى عام 2012، حيث عاد السعدون رئيساً للمجلس.
وقاطع احمد السعدون الانتخابات في عام 2012، معلناً انه لن يخوض انتخابات الصوت الواحد، وهو ما عُرف بمرسوم الصوت الواحد، وهو تعديل قانوني أصدره أمير الكويت السابق الشيخ صباح الأحمد الصباح بموجب المادة 71 من الدستور. ووصف السعدون الذين يشاركون في الانتخابات تحت نظام الصوت الواحد بأنهم «سيصبحون شركاء في الفساد»، لكنّه عاد للمشاركة في الحياة السياسية وخاض الانتخابات التشريعية التي شهدتها الكويت في 29 سبتمبر (أيلول) 2022، واصبح رئيساً لمجلس الأمة الذي أبطلته المحكمة الدستورية.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
وزير الخارجية السعودي يبحث مع ولي العهد الكويتي العلاقات الثنائية
قبول استقالة الحكومة الكويتية وتكليفها بتصريف الأعمال
أرسل تعليقك