أعلن وزير الداخلية الجزائري, نور الدين بدوي, أن الجزائر تحولت من بلد عبور للمهاجرين القادمين من دول الساحل الإفريقي إلى مقر إقامة دائمة للآلاف الذين يتوافدون إليها من الدول التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة كليبيا ومالي والنيجر. وقال في كلمة ألقاها خلال أعمال الاجتماع الوزاري الثانيلمجموعة الاتصال حول مسالك الهجرة غير الشرعية في وسط البحر الأبيض المتوسط, إن الجزائر وبعدما كانت تشكل مصدرا للهجرة ثم بلد عبور أصبحت حاليا مقصدا للمهاجرين غير الشرعيين, مرجعا أسباب ذلك إلى ثلاثة عوامل رئيسية, أبرزها تتقاسم الجزائر حدودا مع بلدان الساحل التي تعاني من انعدام الأمن وتفاقم التهديد الإرهابي مع تزايد نشاطات شبكات الجريمة المنظمة العبارة للأوطان, إضافة إلى الفقر المتفشي الذي يزيد من وطأته غياب ديناميكية تنموية في مستوى الاحتياجات والتطلعات.
وسلط وزير داخلية الجزائر الضوء على التدهور المستمر للبيئة الطبيعية أدى إلى تفاقم الظروف المعيشية السيئة لسكان هذه المنطقة", معتبرا أن "اشتراك هذه العوامل السلبية قد ضاعف من الشعور باليأس لدى تلك الشعوب, وهو ما دفع بشرائح كبيرة للهجرة غير الشرعية بحثا عن أفاق تبدو أكثر إنسانية ". وذكر أن هذه الظاهرة "تخلق العديد من المشاكل لدى البلدان التي يعبر من خلالها المهاجرون غير الشرعيين وكذلك البلدان الذي يقصدونها وتجعل المقبلين على هذه المغامرة المليئة بالأخطار ضحايا للأوهام وتسبب مآس إنسانية كثيرة.
وأمام هذه التطورات, أكد بدوي أن الجزائر تؤدي مسؤوليتها كاملة بخصوص مسألة الهجرة غير الشرعية بهدف حماية مصالحها الوطنية في ظل احترام القيم والمبادئ والمعايير الدولية المطبقة. وأوضح أمام وزراء داخلية 15 دولة من افريقيا وأوروبا ورؤساء مكاتب المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة وكذا الممثلية العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن وكذا والمفوضية الأوروبية المكلفة بالهجرة, أن الجزائر تشهد تدفقات المهاجرين غير الشرعيين والتي أفرزت نتائج خطيرة على المستوى الإنساني الاقتصادي الأمني والاجتماعي", وأشار إلى أن هذه الظاهرة "معقدة وتستدعي مزيدا من الاهتمام وتظافر الجهود فيما بيننا وعلى مختلف الأصعدة".
ودعت الجزائر, الأسبوع الماضي, على لسان وزير داخلية الجزائر, في مؤتمر حول " المصالحة والتحديات الأمنية ", الشركاء الدوليين الأخذ بعين الاعتبار العبء المتزايد الذي تتحمله البلد في التعامل مع مسألة الهجرة غير القانونية, وتعتبر هذه هي المرة الثانية التي تدعو فيها الجزائر المؤسسات الدولية إلى المساعدة على التكفل بالمهاجرين، حيث سبق وأن طالبت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري, سعيدة بن حبيلس, بمساعدة دولية للجزائر للتكفل بالمهاجرين.
وحسب الأرقام التي كشفت عنها منظمات حقوقية يبلغ عدد الأفارقة المتواجدين في الجزائر بـ 100 ألف مهاجر, أغلبهم قدموا من دولتي مالي والنيجر ودول أفريقية أخرى. وتفجر في الجزائر, خلال الأسبوعين الماضيين, جدل سياسي وإعلامي كبير بعد تزايد تدفق المهاجرين الأفارقة إلى مختلف المحافظات الجزائرية وتشييد مخيمات عشوائية, وأبدت الجزائر مخاوفها من تدفق المهاجرين الأفارقة ومخاوف أمنية من تسلل إرهابيين ضمن قوافل المهاجرين.
وعبر وزير خارجية الجزائر, عبد القادر مساهل, عن مخاوف أمنية من تدفق المهاجرين الأفارقة، واتهم شبكات تهريب مرتبطة بجماعات إرهابية بتهريب المهاجرين الأفارقة، مشيراً إلى خطة ترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة المقيمين بطريقة غير قانونية إلى بلدانهم.
أرسل تعليقك