بغداد – نجلاء الطائي
انطلقت، أعمال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد ما يسمى بتنظيم "داعش"، الثلاثاء، وذلك في إطار اليوم الثاني لمؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، والذي بدأت فعالياته الاثنين، فيما حذّر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من تمرد جديد لتنظيم "داعش"، الذي قال إنه خطر لايزال قائما.
وافتتح فعاليات المؤتمر، الذي أقيم في قصر بيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد صباح؛ ويناقش الاجتماع تطورات تنظيم "داعش" في سورية والعراق؛ وذلك من خلال جلسة العمل الأولى، بينما ستناقش جلسة العمل الثانية، بحث أطر مكافحة الإرهاب على مستوى العالم، بخاصة جهود التحالف في محاربة تنظيم "داعش". وتكتسب دورة هذا الاجتماع أهمية كبيرة، نظرًا لأنه الأول لأعضائه بعد الإعلان رسميا عن تحرير العراق من عناصر تنظيم "داعش".
وفي غضون ذلك، حذّر وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون من تمرد جديد لتنظيم "داعش" الذي قال انه خطر لايزال قائما. وقال تيلرسون في كلمة بالاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد "داعش" في الكويت، إن التحالف الدولي نجح في دحر "داعش" في 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها، وتم تحرير 95 في المائة من أراضي سورية والعراق من الارهابيين، إلا أن وزير الخارجية الأميركي رأى أن "نهاية عملياتنا العسكرية ضد مسلحي "داعش" لا تعني نهاية التنظيم الحتمية. ما تستمر مكافحة "داعش" فإن التنظيم سينتشر في مناطق أخرى". وقال إن "داعش" يسعى للتحول إلى حركة تمرد في ليبيا وأفغانستان والفلبين.
ودعا الدول الأعضاء في التحالف الدولي أن تستمر في محاربة جهود "داعش" في التجنيد والتمويل. وتطرق أيضا تيلرسون، لمرحلة ما بعد "داعش"، وعودة أكثر من 3 ملايين شخص إلى ديارهم بعد تهجيرهم من جانب مسلحي "داعش".
ودعا بناء المناطق التي دمرها مسلحو "داعش"، "من الضروري إعادة بناء البنى التحتية في العراق وإعادة التلاميذ للمدارس". وأعلن وزير الخارجية الأميركي أن بلاده ستقدّم 200 مليار دولار إضافي لدعم جهود الاستقرار في المناطق المحررة من "داعش" في سورية. وأكد أن "اكثر من 3 مليون نازح عراقي عادوا إلى مناطقهم بعد تحريرها من سيطرة داعش"، مبينا أنه "تم تحرير أكثر من 98% من الأراضي العراقية من سيطرة التنظيم بجهود من التحالف الدولي".
وأضاف، أن "واشنطن تدعو أعضاء التحالف الدولي إلى تقديم المساعدة لإعادة الاستقرار لمدينة الموصل". وأشار تيلرسون إلى دعم بلاده لجهود الاستقرار في سورية بـ200 مليون دولار. وأكد الوزير أن 98 % من الأراضي التي سيطرت عليها "داعش" تم تحريرها. وشدّد وزير الخارجية على أن الولايات المتحدة الأميركية تقف إلى جانب تركيا في حربها ضد الإرهاب.
ويُذكر أنه تم تشكيل التحالف الدولي ضد "داعش" في 11 ايلول/سبتمبر 2014؛ حيث تميز منذ اللحظة الأولى بتفرد عضويته ونطاق عمله والتزاماته، إذ التزم التحالف الدولي بدحر تنظيم "داعش" وإلحاق الهزيمة به، وحرص أعضاء التحالف، البالغ عددهم 74 عضوا، منذ اللحظة الأولى لتشكيله، على الوقوف أمام "داعش" على جميع الجبهات، والعمل على هدم شبكاته، والتصدي لطموحاته بالتوسع العالمي.
وعقب هزيمة "داعش" في العراق وسورية، بدأ التحالف الدولي في تغيير آلية تعامله مع ذلك التنظيم الإرهابي، حيث تحولت من المواجهة العسكرية المباشرة في نطاق دول الصراع، إلى التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب عبر الحدود، ودعم الاستقرار، وإعادة الخدمات العامة الأساسية للمناطق المحررة من قبضة "داعش" وإضعاف نشاطه في الفضاء الإلكتروني والإعلامي.
ويسعى التحالف الدولي حاليا، إلى الحفاظ على النجاحات التي تحققت على أرض الواقع في مواجهة ذلك التنظيم الإرهابي، من خلال حرمانه مستقبلا من الوجود في أي بقعة جغرافية من العالم. ومؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق، الذي يعقد اجتماع محاربة "داعش" في اطاره، يقام في الفترة من 12 إلى 14 فبراير/شباط الجاري، بمشاركة عدد من الدول المانحة، والمنظمات الدولية والإقليمية، ورئاسة خمس جهات، هي الاتحاد الأوروبي، والعراق، والكويت، والأمم المتحدة والبنك الدولي؛ بهدف حشد الزخم لرفع المعاناة عن ملايين النازحين والمتضررين العراقيين من ضحايا الحرب على الإرهاب، فضلا عن إعادة إعمار المناطق المحررة من الإرهاب والمناطق المحتاجة إلى المساعدات.
أرسل تعليقك