تواصل قوات الجيش اليمني تقدمها، تجاه مدينة الحديدة غربي اليمن، وسط سقوط عشرات القتلى والجرحى، في صفوف الحوثيين، تزامنًا مع مفاوضات يجريها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة " مارتن غريفيث " بالعاصمة اليمنية صنعاء، مع الحوثيين لتسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة للإشراف عليه، من أجل وقف القتال في المدينة التي تحتضن ملايين المدنيين.
معارك عنيفة
ودارت معارك عنيفة، في محيط مطار الحديدة ، بين قوات الجيش اليمني، ومسلحي جماعة الحوثيين، وسط سقوط عشرات القتلى والجرحى ، في صفوف المليشيات المسلحة، فيما تحاصر القوات الشرعية، مليشيات الحوثي، داخل مبنى المطار. وتقدمت القوات الحكومية ، بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، شرقاً باتجاه الكيلو 16، لتجاوز المطار والتقدم من الجهة الشرقية نحو ميناء الحديدة، غربي البلاد، طيران التحالف العربي، شن غارات جوية مكثفة استهدف مواقع الحوثيين، في حرم المطار والمناطق المحيطة به، بالإضافة إلى موقع الدفاع الساحلي بالجبانة بمديرية الحالي، كما دمرت أهدافًا متحركة للحوثيين في الكيلو 16 بضواحي مدينة الحديدة.
النصر قاب قوسين
أكد نائب الرئيس اليمني بأن النصر قاب قوسين أو أدنى وقريبًا تنتصر صنعاء وتتحرر كل المحافظات اليمنية، وجدد، علي محسن صالح، تأكيده على سعي الحكومة الشرعية، لتحرير كل الأراضي اليمنية من المليشيا الانقلابية المدعومة من إيران وكذا العمل على تخفيف المعاناة عن أبناء الحديدة التي مارست الميليشيا الحوثية الانتهاكات ضدهم ونهبت حقوقهم وحرمتهم من المساعدات.
التحالف يتعهد بإيصال المساعدات
وأكد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، أن التحالف سيعمل فور تحرير ميناء الحديدة على إيصال المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية لتصل إلى كافة مناطق اليمن. قال إن ميناء الحديدة ، سيكون شريان حياة لليمنيين وليس ممرًا لأسلحة الموت والدمار والإثراء غير المشروع للميليشيا الحوثية. وأضاف أن تحرير الميناء والمدينة سيمثل تحريرًا للعمل الإنساني والإغاثي من قبضة الحوثي وإرهابها والتي استخدمت الميناء لخدمة مصالحها وتهريب السلاح وإطالة الحرب.
الحديدة مازال يعمل
وأعلن برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة أن ميناء الحديدة ما يزال يعمل رغم اقتراب المعارك من محيط المدينة.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، في بيان له إن الأبرياء يعانون ظروفًا صعبة جراء تصاعد القتال حول المدينة الساحلية على البحر الأحمر.
ودعا بيزلي كافة أطراف النزاع في اليمن إلى الوفاء بالتزاماتهم بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية واتخاذ خطوات فعالة لاحترام القانون الإنساني الدولي.
دعوات لانتفاضة شعبية ضد الحوثيين
ودعا حزبي المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، كافة أبناء المديريات والمناطق والمؤسسات والأحياء في المحافظة إلى التلاحم مع الجيش الوطني لطرد الميليشيا الحوثية الانقلابية ومشروعها الإيراني. وقال الناطق باسم قيادة المؤتمر الشعبي العام بمحافظة الحديدة عصام هبة الله شريم "ادعو أبناء محافظة الحديدة وكل المحافظات في إقليم تهامة إلى إطلاق ثورة عارمة ضد المشروع الإيراني الطائفي العميل للتخلص من هذا المشروع إلى الأبد لتعود اليمن ومحافظة الحديدة في المقدمة إلى إطارها العربي وهويتها العربية».
وبالتزامن مع المعارك التي تشهدها مدينة الحديدة ، يزور المبعوث الأممي، إلى اليمن، العاصمة صنعاء، للمرة الثانية، في محاولة أخيرة لإيقاف تقدم القوات الشرعية، وتسليم الميناء الاستراتيجي، للأمم المتحدة للإشراف عليه. ولم يدل المبعوث الأممي منذ وصوله يوم أمس بأي تصريحات ، حول نتائج الزيارة، إلا أن مصادر مطلعة، قالت إن المبعوث الأممي نجح في إقناع الحوثيين بالقبول بتسليم محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي من دون قتال، وأضافت المصادر أن "مارتن غريفيث" الذي يتواجد في صنعاء، توصل إلى اتفاق مع زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، يقضي بتسليم ميناء الحديدة والانسحاب من مركز المحافظة مقابل شرطين اشترطهما الحوثي، وأشارت المصادر إلى أن اشتراطات الحوثي نصت على أن تشرف الأمم المتحدة على إدارة الميناء وإجبار التحالف على وقف عملية النصر الذهبي .
ورحبت الإمارات العربية المتحدة، بجهود المبعوث الأممي لإقناع الحوثيين بتسليم ميناء الحديدة، وقال وزير الخارجية الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش "نحن وكل اليمنيين نرحب بالخبر السار من صنعاء، ونشجع جهود المبعوث لتسهيل تسليم آمن للحديدة إلى الحكومة اليمنية الشرعية".وأعرب "قرقاش"، عن تقديره لـ" التصميم الدؤوب لمبعوث الأمم المتحدة، لإقناع الحوثيين بإلقاء أسلحتهم والدخول في مناقشات سياسية ذات مغزى".،
وقال مستشار الرئيس هادي، عبدالملك المخلافي، إن المبعوث الاممي مارتن جريفيث يبدي تفاؤل في إمكانية الاتفاق مع الحوثيين بصورة عامة أو حول الحديدة بصورة خاصة، ،وأكد المخلافي أن تفاؤل غيريفت، لا يستند لأي معطيات حقيقية ولا يأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة مع الحوثي وإنما يستند فقط على وعود غامضة وكلام عام من يعرف الحوثي يدرك أنه لا يزيد عن مناورة.
وأكد المخلافي أن "الاتفاق المطلوب يجب أن يشمل انسحاب فوري وكامل وغير مشروط من الحديدة والتزام واضح ومعلن بالاستعداد لتنفيذ القرار الأممي 2216 والانسحاب من المدن ومؤسسات الدولة وتسليم السلاح قبل الذهاب لمشاورات لوضع التفاصيل وتوقيع الاتفاق ، فهل الحوثي على استعداد لذلك الآن ".
أرسل تعليقك