قال الرئيس اللبناني ميشال عون، الأحد، إن مبادرة لإعادة بناء الثقة بين بلاده ودول الخليج "ستكون موضع تشاور لإعلان الموقف المناسب منها"، فيما قال وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، إنه يزور بيروت حاملاً 3 رسائل "لإعادة بناء الثقة".وأضاف عون عقب استقباله الوزير الكويتي، أن "هناك حرص لبناني ثابت على المحافظة على أفضل العلاقات بين لبنان والدول العربية"، مؤكداً "التزام لبنان بتطبيق اتفاق الطائف وقرارات الشرعية الدولية والقرارات العربية ذات الصلة".وأضاف، في بيان، أن "لبنان يرحب بأي تحرك عربي من شأنه إعادة العلاقات الطبيعية بين لبنان ودول الخليج العربي".
من جهته، قال وزير الخارجية الكويتي، في مؤتمر صحافي، إنه يزور بيروت حاملاً 3 رسائل لإعادة بناء الثقة، وإن الرسالة الأولى هي "رسالة تعاطف وتضامن وتآزر مع الشعب اللبناني"، فيما تتضمن الرسالة الثانية "رغبة مشتركة لإستعادة لبنان متألقاً وعدم التدخل بشؤونه داخلياً، وألا يكون لبنان منصة لأي عدوان"، فيما تتضمن الرسالة الثالثة "رؤية كويتية-خليجية بأن يكون لبنان صلباً وقوياً".
وتابع: "نريد لبناناً متألقاً، وليس منصة عدوان ومكان لجلب أية حساسية. لا يوجد أي توجه للتدخل بسياسة لبنان الداخلية".وحول إمكانية تطبيق "اتفاق الطائف"، الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان العام 1990، قال: "لن نتدخل في شؤون لبنان، لكن المقترحات التي قُدمت تتضمن تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقاً وبعض الالتزامات التي لم تُنفذ حتى الآن بشكل ملموس".وتطرق وزير الخارجية إلى ورقة العمل التي قدمها لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، قائلاً إنها عبارة عن نقاط متروكة للمسؤوليين اللبنانيين "وليست لمناقشتها اعلامياً".
وتابع: "نحن في خطوات لإعادة بناء الثقة من خلال خطوات ملموسة لجميع الأطراف"، دون ذكر مزيد من التفاصيل عن تلك التحركات، لكنه أوضح أن "ذلك يتحقق من خلال وفاء لبنان بإلتزامته الدولية، وعدم التدخل بشؤونه الداخلية والعكس صحيح".ولفت إلى وجود رغبة لكافة الأطراف العربية والإقليمية بتحقيق ذلك، موضحاً أن التحرك الكويتي "جاء بالتنسيق مع الدول الخليجية، المتعاطفة مع الشعب اللبناني"، منوهاً إلى استضافة الكويت حوالى 50 ألف لبناني.
وحول توجه الدعوة إلى كل من ميقاتي ووزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب لزيارة الكويت، أوضح أنها تأتي في سياق اجتماع تشاوري عربي مقرر نهاية العام الجاري في الكويت، التي ترأس مجلس وزراء خارجية الدول العربية.
وشدد الوزير الكويتي على أنه "لم يكن هناك قطع للعلاقات مع لبنان، ولكن سحب سفراء فقط للتشاور"، مشيراً إلى أن سحب السفراء لا يعني قطع العلاقات، مؤكداً أن السفارات والعلاقات قائمة بين الكويت ولبنان.وفي ختام المؤتمر، أوضح الوزير الكويتي أن زيارته تأتي في ظل "مساعدة لبنان في بناء الثقة وانتشاله من الأزمة"، مشيراً إلى تقديم تلك المقترحات للحكومة اللبنانية.
كما التقى الوزير الكويتي بوزير الداخلية اللبناني بسام مولوي، وأكد خلال هذا اللقاء على "أهمية زيادة الجهود للحد من تهريب المخدرات للكويت والمنطقة، وأن تضطلع الدولة اللبنانية بمسؤوليتها للحيلولة دون ذلك، حمايةً للبلدين والشعبين الشقيقين".وهذه الزيارة هي الأولى لوزير خارجية دولة خليجية، منذ سحب دول خليجية، بينها الكويت، سفراءها من لبنان، في أكتوبر 2021، على خلفية تصريحات وزير الإعلام اللبناني الأسبق جورج قرداحي عن الحرب في اليمن. واستقال قرداحي من منصبه مطلع ديسمبر الماضي.
من جهته، أشار بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية إلى أن ميقاتي اعتبر أن زيارة الوزير الكويتي "تعبّر عن مشاعر أخوية وثيقة، وتاريخ طويل من التفاهم والثقة بين لبنان والكويت. وشكر دولة الكويت، أميراً وحكومة وشعباً، على وقوفها الدائم إلى جانب لبنان".
وقال ميقاتي: "لقد مثلت العلاقات بين بلدينا نموذجاً للأخوة ونحن نشكر الكويت على ما تقدمه من عون دائم وسند للبنان في كل الأوقات والأحوال، وعلى احتضانها اللبنانيين، ولن ينسى اللبنانيون وقوف الكويت دولة وشعباً إلى جانبهم في كل الأوقات العصيبة، وآخرها بعد تفجير مرفأ بيروت".وأضاف ميقاتي: "نتطلع إلى توثيق التعاون بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي"، معرباً عن أمله في أن "تكون الكويت إلى جانب لبنان، وستستعيد العلاقات بين لبنان والأخوة العرب متانتها".
قد يهمك ايضا
ميشال عون يؤكد أن الدعوة للحوار ستبقى مفتوحة ويدعو المقاطعين لوقف المكابرة
ميشال عون يَحْذَر من تَعْطِيل السلطتين القضائية والتنفيذية في لبنان
أرسل تعليقك