لندن - العرب اليوم
عبَّر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، اليوم الاثنين، عن ثقته في أنه يمكن الوصول إلى اتفاق بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، إلا أنه ربما لن يتم التوصل إليه في الوقت المناسب قبل عقد اجتماع حاسم لقادة الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من الأسبوع الحالي، وذلك بعد فشل محادثات محمومة جرت أخيراً في تحقيق تقدم.
وقال هانت في لوكسمبورغ، قبل محادثات مع نظرائه من دول الاتحاد الأوروبي: "من الواضح أن هذه فترة صعبة. كنا نعرف دائماً أن هذه اللحظة ستأتي، ولكن علينا أن نتذكر أنه تم تحقيق قدر كبير من التقدم"، وأضاف: "هناك واحدة أو اثنتين من القضايا العالقة البارزة، إلا أنني أعتقد أننا يمكننا التوافق عليها، سواء أكان هذا خلال الأسبوع الحالي أو لا، من يعرف؟".
كلام هانت جاء بعد لقاء عقده وزير شؤون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، دومينيك راب، مع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن الخروج، ميشال بارنييه، أمس الاحد، وسط تقارير عن قرب التوصل إلى اتفاق. إلا أن بارنييه نشر تغريدة عقب الاجتماع، قال فيها: "على الرغم من الجهود المكثفة، لا تزال بعض القضايا الرئيسية مفتوحة"، بما في ذلك المرتبطة بقضية الحدود الآيرلندية.
وقالت مصادر في الاتحاد الأوروبي إنه ليس من المقرر حالياً عقد مفاوضات جديدة قبل اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل مساء الأربعاء. يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي معركة على جبهتين هذا الأسبوع، حيث إنها تقاتل من أجل إقناع وزرائها، وكذلك إقناع "بروكسل"، بخطتها بشأن "بريكست"، في وقت دخلت فيه المفاوضات حول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي منعطفاً خطيراً. ويتعين على ماي أولاً استيعاب تمرد حكومي ضدها، ثم محاولة التغلب على أزمة مفاوضات الخروج في قمة لقادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، رغم أن إحرازها اختراقاً ما زال يبدو بعيد المنال.
وبدأ الوقت ينفد في محادثات الطلاق بين بروكسل ولندن، وقد تكون قمة قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع حاسمة في التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
ومع اقتراب خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي في نهاية مارس/آذار المقبل، أكد رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، الجمعة، الحاجة إلى تحقيق تقدم جوهري في مفاوضات "بريكست"، خصوصاً في ما يتعلق بمسألة الحدود الآيرلندية.
ووصف رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، القمة التي تبدأ الأربعاء بأنّها "لحظة الحقيقة" لخروج منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
على صعيد آخر، أعلنت وسائل إعلام بريطانية أن وزارة الخارجية البريطانية حذرت بشكل عاجل من مساعٍ روسية لتجنيد ضباط ودبلوماسيين سابقين من جهاز الاستخبارات البريطاني لجعلهم عملاء وجواسيس. وأشارت مذكرة للوزارة، اطلعت عليها صحيفة "ميرور" البريطانية، إلى أن" تلك المساعي تعتبر أهدافاً ذات أولوية عُليا لروسيا في الوقت الحالي."
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن تلك المساعي تأتي في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يظهر قوة بلاده.
وذكر ضابط مخابرات بريطاني سابق للصحيفة، لم تُكشف عن هويته، أن الصورة التي يريد نقلها بوتين للروس هي أن الغرب يحيط بهم، وأن وطنه ضحية للغرب، وفقا لقوله. وأشار الضابط السابق إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الروسي عرقلة الديمقراطيات الغربية من خلال رجال الاستخبارات الروسية، فإن الأخطاء التي ارتكبها رجاله أصبحت محرجة.
وكشفت الصحيفة أن "الجواسيس الروس يستخدمون أساليب متنوعة لإجبار الناس ليصبحوا عملاء أو للكشف عن أسرار، تتراوح ما بين التهديد الصريح إلى الإقناع الماكر لهم.
واعتبر مصدر أمني للصحيفة أن هذا الأسلوب من قبل روسيا يُعد خرقاً للمعايير المهنية لمجتمع المخابرات". إلا أن وزارة الخارجية البريطانية رفضت التعليق بشكل رسمي على المذكرة.
أرسل تعليقك