شنّ تنظيم "داعش" المتطرف، هجومًا مباغتًا على تجمّعات قوات "الحشد الشعبي" المتمركزة في محيط بلدة تلعفر، غرب الموصل، للمرة الثالثة في هذه المنطقة خلال 48 ساعة، بينما قال التحالف االدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، إن طيرانه دمر مبنى في المجمع الطبي الرئيسي بغرب مدينة الموصل العراقية والذي يشتبه في أنه يضم مركز قيادة لتنظيم "داعش"، ويأتي ذلك في وقت كشف قائد القوات الخاصة الأولى في مكافحة التطرف، وأن عملية تحرير الجانب الأيمن لمدينة الموصل واستعادته من تنظيم "داعش" ستنطلق هذا الأسبوع.
وذكر قائد القوات الخاصة الأولى في مكافحة التطرف الفريق الركن سامي العارضي أن "انطلاق معارك الجانب الأيمن قريب جداً وخلال هذا الأسبوع على الأرجح، وأضاف، أن "قوات الجهاز ستشترك في حرب المدن" مبينًا أن "المعارك الأولية ستوكل للقطعات العسكرية الأخرى"، وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أطلع الخميس الماضي على سير عمليات "قادمون يا نينوى" واستعدادات القوات لتحرير ما تبقى من الموصل .
وأكد العبادي حسب بيان لمكتبه خلال اجتماعه مع القادة العسكريين في مقر قيادة العمليات المشتركة، أن "حسم المعركة مع داعش بات قريبًا جدًا"، مشددًا على أهمية أن يراعي الجميع وضع المعركة مع التطرف الذي يحاول بشتى الطرق أن يفك الخناق عنه".
وفي سياق ذي صلة ، قال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، السبت، إن قواته دمرت مبنى في المجمع الطبي الرئيسي بغرب مدينة الموصل العراقية والذي يشتبه في أنه يضم مركز قيادة لتنظيم "داعش"، وأعلنت الجماعة المتشددة رواية مختلفة قائلة في بيان على الإنترنت إن الضربة التي نفذت يوم الجمعة قتلت 18 شخصا أغلبهم من النساء والأطفال وأصابت 47 شخصًا.
ولا تتمكن وسائل الإعلام المستقلة من دخول الشطر الغربي من الموصل أو أي منطقة خاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" في كل من العراق وسورية، وعناصر"داعش" محاصرون في غرب الموصل مع ما يقدر بنحو 650 ألف مدني بعد أن تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة تطوق المدينة من طردهم من الشطر الشرقي في المرحلة الأولى من عملية الموصل والتي انتهت الشهر الماضي، واتهم التحالف تنظيم "داعش" باستخدام المبنى المكون من خمسة طوابق كمركز للقيادة والتحكم.
وقال بيان للتحالف "تمكن التحالف من خلال جهود الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع من معرفة أن داعش لم يستخدم المبنى لأي أغراض طبية وأن المدنيين لا يستخدمون الموقع"، وجاءت الضربة في أعقاب تقارير أفادت بأن "عناصر داعش يندسون بين المدنيين على الجانب الغربي من الموصل وبأنهم يخزنون أسلحة في مستشفيات ومدارس ومساجد وكنائس كوسيلة لتجنب استهدافهم".
وفي غضون ذلك ، قال مصدر عسكري في قيادة العمليات العراقية المشتركة إنّ "العشرات من عناصر تنظيم داعش بدأوا، في وقت مبكر من صباح اليوم، هجوماً مباغتاً على مقرّات الحشد الشعبي المتواجدة في قرى الشريعة والمالحة وعين الحصان جنوبي تلعفر"، مؤكداً "اندلاع اشتباكات عنيفة تسبّبت بسقوط قتلى وجرحى من الجانبين".
وأشار إلى استعانة قوات "الحشد الشعبي" بالطيران العراقي خلال المعارك، مبيّناً أنّ "هذا الهجوم هو الثالث الذي يشنّه "داعش" خلال 48 ساعة"، إلى ذلك، أكد العقيد في الفرقة التاسعة بالجيش العراقي فاضل الحيدري، السبت، أنّ تنظيم "داعش" يحاول فتح جبهات جديدة في الموصل، من أجل تأخير انطلاق عملية تحرير الجانب الغربي للمدينة، موضحًا، أنّ التنظيم يستمدّ قوته في تلعفر من ارتباط البلدة بصحراء شاسعة تربط الموصل بمحافظتي صلاح الدين والأنبار".
واعترف الحيدري بأنّ معركة تحرير تلعفر ستكون "صعبة"، بسبب وجود رفض محلي لمشاركة الحشد الشعبي التي تحاصر البلدة في المعارك، فضلاً عن وجود كبار قادة "داعش" فيها، كاشفًا أنّ استعادة المناطق الغربية للموصل، "لن تحسم من دون تدخّل التحالف الدولي"، وقال "الحشد الشعبي"، الجمعة، إنّها تمكّنت من إحباط هجوم لـ"داعش" على قرى جنوب تلعفر، مؤكدة، في بيان، أنّها اشتبكت مع عدد من عناصر التنظيم الذين حاولوا التغلغل في قرى عين الحصان، وعين طلاوي، والشريعة.
وأشار بيان الحشد إلى قيام تنظيم "داعش" بسحب عشرات المقاتلين التابعين من بلدة بادش، غربي الموصل، ونقلهم للاشتراك في معارك تلعفر، لافتاً إلى اندلاع خلافات بين عناصر التنظيم المحليين والأجانب، وأعلن "الحشد الشعبي" عن انطلاق معاركها بالمحور الغربي للموصل، في 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على الرغم من عدم ورود ذكرها في بيان انطلاق العمليات العسكرية في نينوى الذي تلاه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في السابع عشر من الشهر ذاته.
وعلى هامش مؤتمر الامن في ميونخ، عقد رئيس الوزراء العراقي سلسلة اجتماعات مع عدد من المشاركين في المؤتمر للحصول على دعم للعراق وهو يواجه عناصر التنظيم المتطرف، وعقد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي والمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في ميونخ اليوم لقاءً ثنائيًا وجلسة مباحثات مشتركة، تم خلالهما استعراض العلاقات بين البلدين ونتائج عمليات تحرير نينوى ودعم القوات العراقية، الى جانب بحث البرنامج الاصلاحي للحكومة العراقية وقضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك.
ووفقًا لبيان مكتب العبادي، فإن ميركل أكدت التزام بلادها بوحدة العراق وأن دعم المانيا مستمر بشكل مباشر ومن خلال حلف الناتو وسيتوسع في مجال الدعم العسكري، مشيدة بنظافة المعركة واحترام حقوق الانسان وحماية المدنيين من قبل القوات العراقية، وفي المجال الاقتصادي أجابت المستشارة الألمانية على عرض العبادي لخطط تطوير وإصلاح الاقتصاد واكدت انها أوعزت بإرسال مبعوث خاص إلى العراق خلال الأيام المقبلة لدعم خطط الإصلاح الاقتصادي الحكومي.
أرسل تعليقك