القدس المحتلة - ناصر الأسعد
وقع مئات من جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي أمس على عريضة مشتركة أعلنوا خلالها وقف تطوعهم في خدمة الاحتياط احتجاجا على مخطط التعديلات القضائية التي تعمل عليها الحكومة. وبحسب الجنود المشاركين سيكون وقف التطوع فوريا وليس بعد التصديق على ما بات يعرف بـ"حجة المعقولية" بالقراءة الثانية والثالثة في الكنيست، وهي واحدة من التعديلات القضائية التي تنوي الحكومة تمريرها قبل انتهاء الدورة الصيفية للكنيست.
ويأتي هذا الإعلان بعد ساعة من توقيع أطباء ومسعفين وضباط الصحة النفسية في خدمة الاحتياط في الجيش على وثيقة مشابهة أعلنوا خلالها عن وقف تطوعهم في الخدمة العسكرية.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أيام من رفض امتثال الجنود للخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي، وقال إن العصيان في الجيش الإسرائيلي هو خطر مباشر على أمن مواطني إسرائيل.
ومن جانبها أعلنت لجنة في الكنيست الإسرائيلي، الخميس، أنّها أقرّت إجراءً أساسياً في خطة الإصلاح القضائي التي طرحتها الحكومة اليمينية المتشدّدة، وذلك رغم تصاعد الاحتجاجات ضدّ هذه الخطة المثيرة للجدل.
وقالت لجنة العدل النيابية في بيان إنّها أقرّت "بأغلبية تسعة أعضاء مقابل سبعة" إلغاء "بند المعقولية".
و"بند المعقولية" هو من الأدوات الإجرائية الموجودة بمتناول الجهاز القضائي في إسرائيل، وتحديداً لدى القضاة، وخصوصا قضاة المحكمة العليا.
فمن خلال هذا البند تمارس المحكمة العليا رقابة قضائية على عمل الأذرع المختلفة للسلطة التنفيذية، ممثلة بالحكومة ووزاراتها والهيئات الرسمية التابعة لها.
وتصاعدت حدّة الاحتجاجات التي انطلقت في كانون الثاني/يناير ضد خطة الإصلاح التي قدمتها الحكومة والتي يرى معارضوها أنها تهدد الديمقراطية.
وفي حال أقرّه الكنيست الأسبوع المقبل، سيصبح مشروع القانون قانوناً.
احتجاجات خارج المكاتب الحكومية
وأكّد منظمو الاحتجاجات تجمهر المتظاهرين صباح الخميس خارج المكاتب الحكومية في مدينة حيفا الساحلية (شمالا)، بينما انطلقت مسيرة شارك فيها مئات النشطاء من تل أبيب إلى القدس.
وتسبّبت الخطة الإصلاحية بإحداث حالة من الانقسام وخروج واحدة من أكبر الاحتجاجات في إسرائيل إذ شهدت احتجاجات أسبوعية شارك فيها عشرات الآلاف.
وكانت خطة الإصلاح القضائي لاقت معارضة من واشنطن الحليف الأبرز لإسرائيل.
وترى الحكومة اليمينية المتشددة التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن التغييرات المقترحة ضرورية لضمان توازن أفضل للسلطات.
في المقابل يرى معارضو تلك الإصلاحات أن نتنياهو الذي يواجه تهما تتعلق بالفساد يسعى إلى تقويض النظام القضائي الذي يقول إنه استهدفه بشكل غير عادل لأسباب سياسية.
وتشمل المقترحات المقدمة ضمن خطة الإصلاح القضائي أيضاً تغيير قواعد تعيين القضاة ومنح الحكومة غالبية في عملية الترشيح، بالإضافة إلى مقترح يحدّ من سلطة المستشارين القضائيين الملحقين بالوزارات.
وتريد الحكومة تمرير ما يسمّى بـ"بند الاستثناء" الذي يسمح للبرلمان بإلغاء قرار للمحكمة العليا بتصويت بأغلبية بسيطة.
ويقول منتقدو المحكمة العليا إنها أساءت تفسير القوانين الأساسية لإسرائيل التي تقوم في إسرايل مقام الدستور، وأساءت كذلك استخدام صلاحياتها عبر إبطال قوانين.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
إسرائيل تُطلق النار على وفد إعلامي لبناني في مزارع شبعا
إصابة 5 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي قرب رام الله
أرسل تعليقك