تجمع إيرانيون، اليوم الأربعاء، في مقبرة في محافظة كردستان الإيرانية دفنت فيها الشابة مهسا أميني في الذكرى الأربعين لوفاتها، وتحدوا الإجراءات الأمنية المشددة المفروضة لتكريمها مع انتهاء فترة الحداد. وردد عشرات النساء والرجال الذين تجمعوا في مقبرة آيجي ببلدة سقز، البلدة التي تتحدر منها مهسا أميني في كردستان بغرب إيران، "امرأة، حياة، حرية" و"الموت للديكتاتور"، بحسب مقاطع فيديو بثت على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب ناشطين في مجال حقوق الإنسان، فإن أجهزة الأمن حذرت عائلة أميني من إقامة مراسم في ذكرى وفاتها وزيارة قبرها في محافظة كردستان.
ولاحقا، قالت منظمة "هنكاو" الحقوقية النرويجية، التي تراقب انتهاكات الحقوق في محافظة كردستان، إن قوات الأمن الإيرانية أطلقت النار والغاز المسيل للدموع على متظاهرين في سقز، مسقط رأس أميني، بعد إحياء ذكرى وفاتها، الأربعاء. وقالت هنكاو النرويجية على تويتر: "قوات الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع وفتحت النار على المواطنين في ساحة زندان ببلدة سقز".
وأشار مصدر إلى اعتقال عشرات المتظاهرين بعد عمليات إطلاق النار. ورافق ذلك انقطاع شبكة الإنترنت في بلدة سقز. وفي وقت سابق، أفادت المنظمة بفرض النظام الإيراني أجواء أمنية مشددة في بلجة سقز. وأوضحت المنظمة أن قوات الأمن الإيرانية انتشرت في الشوارع. وذكرت أنها تلقت تقارير عن وقوع إضراب واسع النطاق في 8 مدن بغرب إيران.
وذكرت المنظمة الكردية على "تويتر" أن الإضراب شمل مدن سنندج وسقز ومريوان وبانة وكامياران وديواندارا في محافظة كردستان، إضافة إلى بوكان ومهاباد بمحافظة أذربيجان الغربية.
وأفادت قناة "إيران إنترناشيونال" أنها حصلت على مقطع فيديو يُظهر إضراب مجموعة من عمال مصفاة طهران. وكان النشطاء أطلقوا دعوات لإضرابات ومظاهرات حاشدة، اليوم الأربعاء، وطالب النشطاء المحتجين بتنظيم الاحتجاجات طوال اليوم.
هذا وتظاهر طلاب في جامعات في مختلف أنحاء إيران، الثلاثاء، رغم القمع الذي يتعرضون له. وهتف طلاب في جامعة الشهيد جمران في الأهواز (جنوب غرب): "قد يموت طالب لكنه لن يقبل الإذلال".
وتبرز الشابات والتلميذات في واجهة التظاهرات التي تلت وفاة أميني الشهر الماضي، بعد توقيفها لانتهاكها المفترض لقواعد اللباس الصارمة في إيران. وتوفيت الشابة أميني (22 عاماً) وهي إيرانية من أصل كردي، في 16 سبتمبر، بعد ثلاثة أيام على توقيفها من شرطة الأخلاق أثناء زيارة لها إلى طهران مع شقيقها الأصغر.والثلاثاء، نشرت وكالة "إرنا" بياناً قالت إن العائلة أصدرته جاء فيه "نظراً للظروف ومن أجل تجنّب أي مشكلة مؤسفة، لن نحيي ذكرى مرور 40 يوماً" على وفاة مهسا.
وقال نشطاء إن البيان صدر تحت الضغط، مشيرين إلى أن مراسم تكريمية ستنظّم على الرغم من ذلك عند قبر أميني. وأفادت منظمة حقوق الإنسان "هنغاو"، أنه عقب الضغط الأمني المكثف على أسرة مهسا أميني عشية ذكرى الأربعين، تم اعتقال أشكان شقيق مهسا.
ويظهر في تسجيلات فيديو نشرت على الإنترنت طلاب يتظاهرون، الثلاثاء، في جامعة بهشتي وجامعة خوجه نصير طوسي للتكنولوجيا في طهران، وكذلك في جامعة الشهيد جمران في الأهواز في محافظة خوزستان.
وجاءت التظاهرات الجديدة بعد يوم على اتهام ناشطين عناصر أمن بضرب تلميذات في مدرسة الشهيد الصدر المهنية للبنات في طهران الاثنين.
وأفادت قناة "1500 تصوير" أن "تلميذات من ثانوية الصدر هوجمن وجردن من ملابسهن لتفتيشهن وضربن". ونقلت تلميذة واحدة على الأقل، هي سنا سليماني البالغة من العمر 16 عاماً إلى المستشفى بحسب قناة "1500 تصوير" أن "تلميذات من ثانوية الصدر هوجمن وجردن من ملابسهن لتفتيشهن وضربن".
ونقلت تلميذة واحدة على الأقل، هي سنا سليماني البالغة من العمر 16 عاماً إلى المستشفى بحسب قناة "1500 تصوير" التي ترصد انتهاكات قوات الأمن الإيرانية.
وأضافت: "احتج أهال فيما بعد أمام المدرسة. وهاجمت القوات الأمنية الحي وأطلقت الأعيرة على منازل أشخاص".
من جهتها، قالت وزارة التعليم الإيرانية إن خلافاً وقع بين تلميذات وأهاليهن، وموظفي المدرسة بعدما طلب المدير منهن التزام قواعد استخدام الهواتف النقالة. ونقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية للأنباء نفي ناطق باسم الوزارة "الشديد" لوفاة تلميذة في هذه المواجهة.
وأظهر فيديو عائلات وهي تصرخ مطالبةً بمعلومات أمام المدرسة الواقعة في حي سلسبيل في طهران.
وقد أججت تقارير مماثلة الغضب لدى الإيرانيين إزاء القمع الذي أدى حتى الثلاثاء بحسب "إيران هيومن رايتس" التي تتخذ في أوسلو مقراً، إلى مقتل 141 شخصاً على الأقل. هذا وهزت اضطرابات دامية محافظة كردستان (غرب)، مسقط رأس أميني، وكذلك زاهدان في أقصى جنوب شرق إيران حيث قالت "إيران هيومن رايتس" إن 93 شخصاً قتلوا في التظاهرات التي اندلعت في 30 سبتمبر بسبب الإبلاغ عن اغتصاب قائد في الشرطة لفتاة مراهقة.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية أن مسلحين مجهولين قتلوا اثنين من الحرس الثوري في زاهدان، الثلاثاء، ليرتفع العدد الإجمالي لأفراد الأمن الذين قتلوا في سيستان وبلوشستان إلى ثمانية.
ورغم "حملة قمع وحشي بلا هوادة"، بحسب منظمة العفو الدولية، نزلت شابات وشبان مجدداً في تظاهرات كما يظهر في تسجيلات نشرت على الإنترنت، الثلاثاء. وتظهر شابات في محطات مترو في طهران يهتفن "الموت للديكتاتور" و"الموت للحرس الثوري".
كما قاطع طلاب كلمة للناطق باسم الرئيس إبراهيم رئيسي، في جامعة خوجه نصير بطهران، بحسب تسجيلات مصورة نشرتها صحيفة "هم هيمان" الإصلاحية.
وفي الفيديو، يُسمع الطلاب وهم يصرخون بوجه علي بهدوري جهرمي "أيها المتحدث انصرف من هنا" و"لا نريد نظاماً فاسداً، لا نريد قاتلاً".
هذا، وشارك أساتذة في إضراب في أنحاء البلاد، الأحد والاثنين، احتجاجاً على القمع، فيما تحدثت تقارير عن إضراب آخر في محافظة كردستان، الثلاثاء. وتقول "منظمة العفو" إن قمع المظاهرات في إيران أدى إلى مقتل 23 طفلاً على الأقل بينما قالت "إيران هيومن رايتس" الثلاثاء، إن 29 طفلاً على الأقل قتلوا. وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات جماعية بحق المتظاهرين ومؤيدين لهم، من بينهم أكاديميون وصحافيون ونجوم موسيقى.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك