تواصل القوات العراقية المشتركة تقدمها في الساحل الايمن من الموصل، وتُكبد عناصر "داعش" المتطرف خسار كبيرة في الارواح والمعدات. وشنّت الطائرات العراقية المقاتلة غارة جوية ضد مواقع لـ"داعش" في تلعفر، دمرت خلالها وكرًا لتفخيخ العجلات ، وتفجير 8 عجلات مفخخة، فيما قتل مسؤول التفخيخ العام لقاطع تلعفر في الموصل وعددا من القيادات الموجودة فيه، بينما حررت قوات الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش, اليوم الجمعة, قرية (غزيلوة) في الساحل الايمن لمدينة الموصل. يأتي ذلك في وقت كشف وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، اليوم الجمعة، ان القوات التركية ستتدخل عسكرياً في العراق لمواجهة المنظمات المتطرفة في حال اقتضت الحاجة لحماية أمن بلادنا، مبينا ان بلاده ودول الخليج تقف مع العراق في محنته.
وقال اوغلو في حوار متلفز، ان "هناك منظمات متطرفة متواجدة في الاراضي العراقية تحاول زعزعة الأمن التركي وفي حال تعرضنا لأي تهديد سنتدخل عسكريا"، لافتا الى ان "تركيا قامت بتدريب قوات عراقية لكنها لم تشترك في المعارك حتى الان، إضافة الى دعم البيشمركة بالسلاح لمواجهة تنظيم داعش". وأضاف، ان "أي تغيير ديموغرافي في الموصل يزعزع امن المنطقة"، مبينا ان "الحشد الشعبي لم يدخل للموصل وهناك ضمانات بهذا الأمر من قبل الحكومة العراقية".
وتابع، اننا "نعمل على تأمين عودة الأهالي الى الموصل الى مناطقهم، بعيدا عن تدخل البيشمركة والحشد الشعبي"، مؤكدا ان "تركيا ودول الخليج بضمنها السعودية تقدم دعمها الكامل للعراق في محنته العصيبة"، على حد تعبيره.
وفي غضون ذلك، أعلنت رئاسة هيئة الأركان العامة التركية، اليوم الجمعة، تدمير 5 مواقع لمنظمة "بي كا كا" بمنطقة قنديل بكردستان العراق. كما ذكر بيان صادر عن هيئة الأركان، أن سلاح الجو التابع لها، نفذت غارات جوية، أمس الخميس، دمرت خلالها 3 تحصينات وملجأين اثنين. وأضاف أن "الغارات الجوية جاءت إثر استخبارات لحظية، أفادت بوجود نشاط متطرف في المواقع التي نفذ فيها الطيران الحربي قصفه الجوي".
ونقل بيان لخلية الاعلام الحربي العراقي ،عن الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله ، ان "قطعات الفرقة المدرعة التاسعة، واللواء 71الفرقة 15، الجيش العراقي، حررت قرى الريحانية القديمة والريحانية الجديدة وغزيلوة شمال جبال عطشانة". واضاف ان "العلم العراقي رفع في المناطق المحررة، بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات".
وقال قائد الفرقة الفريق الركن قاسم نزال في تصريح لموقع الحشد الشعبي ان "قوات الفرقة المدرعة التاسعة وباسناد قوات الحشد الشعبي شرعت صباح اليوم بعملية عسكرية لتحرير المناطق المتبقية ضمن قاطع المسؤولية في الساحل الايمن للموصل". وأضاف نزال أن "القوات حررت قرية (غزيلوة) بالكامل من سيطرة داعش ورفعت العلم العراقي فوقها".
وذكر بيان للاستخبارات العراقية ، إنه "بناءً على معلومات مديرية الاستخبارات العسكرية، تمكنت طائرات القوة الجوية من تدمير موقعاً لتفخيخ العجلات بالكامل في حي السلام بتلعفر"،
مبينا "تفجير 8 عجلات مفخخة فيه". واضاف، انه "تم قتل مسؤول التفخيخ العام لقاطع تلعفر ومسؤول تجهيز السيارات المفخخة وعددا من القيادات والعناصر المتواجدة فيه".
وأفاد مصدر امني في الموصل، اليوم الجمعة، ان "عددا من المدنيين أصيبوا بجروح جراء سقوط قذائف هاون بالقرب من جامع وجيه في حي المهندسين بأيسر الموصل"، مؤكدا ان "القذائف استهدفت المصلين أثناء خروجهم من صلاة الجمعة". واعلن مجلس امن إقليم كردستان ، الجمعة ، انه "في يومي الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري قام التنظيم بارتكاب مجزرة جماعية بحق 140 مدنيا حاولوا الفرار من مناطق سيطرته". وأضاف البيان ان "التنظيم علق بعض الجثث على أعمدة الكهرباء في حيي الإصلاح والتنك، والبعض الاخر القاها في خطوط صده مع القوات العراقية".
وأفادت الإذاعة الوطنية العامة الأميركية (NPR) بأن الولايات المتحدة والعراق يعملان على تغيير التكتيكات المتبعة للقضاء على داعش في الموصل. وقال قائد عمليات نينوى اللواء نجم عبد الله الجبوري للإذاعة إن "القوات العراقية ستبطئ وتيرة المعارك في المدينة القديمة بالموصل بهدف تقليص عدد الضحايا المدنيين. وأوضح أن القادة العسكريين اتفقوا على عدم الاعتماد على الغارات الجوية لأن ذلك قد يزهق أرواح الكثيرين من الناس، وأضاف "نظرا لقلة الغارات الآن، نحتاج إلى إجراء بعض المناورات بهدف تغيير خططنا".
وتشمل التكتيكات الجديدة وفق الجبوري إعادة انتشار القوات العراقية لزيادة الدعم في المناطق المحيطة بغرب الموصل بدل الزحف جنوبا باتجاه المدينة القديمة. وقال الجبوري إن التقدم في الجانب الشرقي من المدينة كان سريعا، إلا أن الوضع الآن صعب جدا، "لقد حررنا 50 في المئة من المدينة لكن ندرك جيدا أن الأشخاص الذين لا يزالون داخلها يعانون كثيرا بسبب شح المواد الغذائية والماء والكهرباء وكل شيء." وأوضح الجبوري أن القوات المشاركة في عمليات الموصل لم تكن تدرك أن عشرات الأشخاص كانوا متحصنين في تلك المنازل.
أرسل تعليقك