أكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على عمق العلاقات الاستراتيجية التي تجمع البلدين، لافتين إلى أنهما مستمرين في تعزيز التعاون بينهما، وذلك خلال الزيارة التي يجريها الرئيس الروسي إلى دولة الإمارات، الثلاثاء، وتُجسد العلاقات الإماراتية الروسية نموذجًا استثنائيًا للتعاون الناجح لاستشراف المستقبل في المجالات كافة، لا سيما الصناعي والتقني والعلمي المرتكز على أسس صلبة ضمن مسار الشراكة الاستراتيجية الشاملة وبما يحقق رؤى وتطلعات قيادتي البلدين الصديقين وشعبيهما.
وشكلت الشراكة الاستراتيجية الشاملة أساسا متينا للتعاون بين الدولتين في العديد من القطاعات الحيوية خاصة القطاع الصناعي، الذي من شأنه أن يسهم في تحقيق التنمية على مستوى الإمارات وروسيا والمنطقة والعالم.
وتوجت العلاقات التاريخية الراسخة بين الإمارات وروسيا بالتوقيع على عدد كبير من الاتفاقيات في مختلف القطاعات بالإضافة إلى التعاون الوثيق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية.
ووصف الشيخ محمد بن زايد، إن زيارة الرئيس الروسي لدولة الإمارات بـ"التاريخية"، موضحا أنها "تجسد قوة العلاقات بين البلدين".
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي، "نتطلع إلى تعزيز العلاقات بين الإمارات وروسيا في جميع المجالات التي تخدم الدولتين، (...)، ونرحب ونثمن الارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية".
وتطرق ولي عهد أبوظبي إلى الرحلة التي أجراها الرائد الإماراتي هزاع المنصوري إلى الفضاء، قائلا: "أشيد بالدعم الروسي في المهمة التاريخية لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري".
من جانبه، أكد بوتين على أن بلاده مستمرة في تعزيز التعاون مع الإمارات، مشيرا إلى أن علاقات البلدين تشهد تطورا مستمرا.
كما نوه إلى أن هناك "حوار سياسي غني ومنتظم بين روسيا والإمارات"، وأكد على "التنسيق المستمر بين روسيا والإمارات بشأن تطورات المنطقة".
وشهدت العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وروسيا الاتحادية، تطورا لافتا في السنوات الماضية على كافة المجالات.
ووقع في موسكو العام الماضي، خلال زيارة الشيخ محمد بن زايد للعاصمة الروسية، إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
واقتصاديا، أقر رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي بأهمية الاستثمارات الإماراتية في روسيا وعوائدها الإيجابية على الاقتصاد الروسي، حيث بلغ حجم تلك الاستثمارات 7 مليارات دولار، مقابل أكثر من ملياري دولار ضختها روسيا للاستثمار في الإمارات.
وشكل العام 2017 محطة محورية في تعزيز التعاون الصناعي بين الدولتين، وذلك من خلال التوقيع على اتفاقية للتعاون الصناعي والتقني والعلمي بين مجموعة من الشركات الروسية والإماراتية تهدف إلى تعزيز التعاون والاستثمار بين البلدين في قطاع الصناعة والطيران والاتصالات والبحث والتطوير وعلى ضوء هذه الاتفاقية تم تشكيل فريق العمل "الإماراتي – الروسي" بشأن التعاون الصناعي والتقني والعلمي والذي يلتقي بشكل دوري لدعم جهود تعزيز التعاون الثنائي في هذه المجالات.
ويعمل الفريق المشترك على تعزيز مجالات التعاون الصناعي والعلمي والتقني والاستثمار المشترك والعمل على تحفيز وتسهيل قيام الشركات المختصة في الدولتين وتطوير مشاريع صناعية مشتركة والاستفادة من القدرات والإمكانيات الصناعية لدى الدولتين واستكشاف فرص التعاون للدخول في أسواق جديدة.
وبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، زيارة إلى دولة الإمارات يبحث خلالها مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، علاقات التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين وآليات تنميتها وتعزيزها في المجالات المختلفة إضافة إلى مجمل التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وقال وكيل وزارة الطاقة والصناعة رئيس فريق العمل عن الجانب الإماراتي مطر حامد النيادي في هذا الصدد، "تشكل زيارة فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا الاتحادية إلى الدولة دلالة إضافية على العلاقات الاستراتيجية التي تجمع بين قيادة وشعب البلدين".
وأكد النيادي على التزام واستعداد القطاع الصناعي والتقني في البلدين الصديقين "على تنفيذ رؤى قيادتهما وتحويلها إلى واقع ملموس من خلال تعزيز روابط التعاون الصناعي والتقني والعلمي بين الدولتين وإطلاق المشاريع الصناعية التي تعود بالنفع على شعبينا".
وأسهمت استضافة روسيا للقمة العالمية للصناعة والتصنيع 2019، المبادرة التي انطلقت من دولة الإمارات، في تعزيز التواصل بين القيادات والشركات الصناعية الإماراتية والروسية حيث افتتح الرئيس الروسي القمة، التي استضافتها بلاده في مدينة ايكاتيرنبيرغ بحضور أكثر من 4 آلاف مشارك من كبار المسؤولين والشخصيات البارزة في روسيا إضافة إلى وفد كبير من دولة الإمارات وممثلين عن منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "اليونيدو" بجانب العديد من قادة القطاع الصناعي العالمي وهو ما يعكس توافق الرؤى واتساق الأهداف بين البلدين الصديقين لتحقيق التنمية الشاملة.
وفي استجابة من القمة لكلمة بوتن، خلال افتتاح أعمالها التي دعا فيها دول العالم وقادة القطاع الصناعي العالمي لتبني تقنيات أقل استهلاكا للموارد وأكثر التزاما بالحفاظ على البيئة، أطلقت القمة مبادرة عالمية للبحث العلمي وتطوير تقنيات محاكاة الطبيعة، إذ تتعاون القمة في إطار مبادرتها العالمية مع كل من وزارة الصناعة والتجارة الروسية ومعهد كورتشاتوف ومعهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا أبرز مراكز البحث العلمي على مستوى روسيا الاتحادية والعالم حيث تدعو القمة وبالتعاون مع معهد كورتشاتوف الباحثين على المستوى العالمي لتقديم أوراق بحث علمية متخصصة في تقنيات محاكاة الطبيعة وبعد اختيار الأبحاث العلمية القابلة للتطبيق ستتعاون القمة مع معهد سكولكوفو للعلوم والتكنولوجيا لنقل هذه الأبحاث من المستوى النظري إلى منتج تجريبي بالتعاون مع المبتكرين والشركات الناشئة من أنحاء العالم.
وقال رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع بدر سليم سلطان العلماء "تأتي زيارة فخامة فلاديمير بوتن رئيس جمهورية روسيا الاتحادية إلى الإمارات في إطار التأكيد على ما تتمتع به الدولتان من علاقات متميزة يترسخ التعاون فيها في المجالات كافة".
وأشار إلى أن القطاع الصناعي "يشكل دعامة أساسية لهذا التعاون، وذلك لما تتميز به روسيا من قدرات صناعية عملاقة وما تمتلكه دولة الإمارات من خطط طموحة للبناء على الإنجازات الصناعية الكبيرة التي استطاعت تحقيقها في وقت قياسي للانتقال إلى مرحلة ما بعد النفط حيث تصبح المعرفة أهم صادرات الدولة وأكثرها مساهمة في الناتج المحلي الإجمالي".
ويُذكر أن العاصمة الروسية موسكو استضافت في سبتمبر 2019 الاجتماع الثاني لفريق العمل "الإماراتي – الروسي" بشأن التعاون الصناعي والتقني والعلمي.
وأكد الطرفان، خلال الاجتماع، أهمية الشراكة القائمة بين البلدين الصديقين وتعزيز مجالات التعاون العلمي والتقني والاستثمار المشترك والعمل على تحفيز وتسهيل قيام الشركات المختصة في البلدين وتطوير مشاريع صناعية مشتركة والاستفادة من القدرات والإمكانيات الصناعية لدى البلدين، واستكشاف فرص التعاون للدخول في أسواق جديدة.
قد يهمك أيضًا
محمد بن زايد يتسلم شعاراً للتسامح في الدولة لبعد عام 2019
هدية من بوتين إلى بن سلمان عمرها 30 ألف عام
أرسل تعليقك