بغداد - نجلاء الطائي
شنّ تنظيم "داعش" فجر، اليوم الأحد، هجوما على قرية تقع ضمن الحدود الإدارية لقضاء طوزخرماتو شرق صلاح الدين، فيما انفجرت عبوات لاصقة على منازل منتسبي شمال الرمادي في محافظة الأنبار، في وقت نشرت خلية الإعلام الحربي آخر تحديث على خريطة العمليات العسكرية التي تخوضها القوات الأمنية العراقية ضد تنظيم "داعش" في الموصل. وأظهرت الخريطة أنه لم يتبق للتنظيم المتشدد سوى منطقة واحدة تخضع لسيطرته على نحو تام في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
وقال النقيب سعد محمد في قيادة عمليات صلاح الدين إن "العشرات من عناصر تنظيم "داعش" شنوا عند الساعة الثانية فجرا، هجوما واسعا للسيطرة على قرية حليوة غرب قضاء طوزخرماتو، وهي منطقة تتولى قوات البيشمركة حراستها وفيها الكثير من المقار العسكرية ". وأضاف، أن "معارك عنيفة اندلعت بين عناصر التنظيم الذين هاجموا باستخدام الاسلحة المتوسطة وقذائف الهاون والصواريخ مدخل القرية ومقرا عسكريا تابع للواء 116 بقوات البيشمركة".
ولفت إلى، أن "البيشمركة تمكنت من صد الهجوم الذي قتل فيه أحد عناصرها وأصيب 5 آخرين، فيما قتل أكثر من 10 مسلحين من (داعش)". وقضاء طوزخرماتو يضم خليطا من التركمان والعرب والكرد ويتبع إداريا لمحافظة صلاح الدين وتتولى قوات من الشرطة والحشد الشعبي والحشد التركماني وقوات البيشمركة إدارته أمنيا وفقا لاتفاق مسبق أُبرم العام الماضي.
وفي العاصمة، أفاد مصدر في الشرطة، أن "عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب الطريق بمنطقة المشاهدة في قضاء الطارمية شمال بغداد، انفجرت صباح اليوم، ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح متفاوتة". وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن سكان قضاء الحويجة والقرى التابعة لها يواجهون كارثة إنسانية تحت حكم تنظيم "داعش" منذ 2014، وسط تجاهل تام للحكومة العراقية. ووثقت شبكة الرصد في المرصد العراقي لحقوق الإنسان خلال العشرة أيام السابقة، قيام تنظيم "داعش" بإعدام 10 اشخاص على الأقل من سكان قضاء الحويجة، بتهم مختلفة منها التخابر مع القوات الأمنية. وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان إن "أكثر من 150 ألف مدني يعيشون تحت سطوة تنظيم "داعش" في قضاء الحويجة الذي لم تبدأ العمليات العسكرية لتحريره حتى اللحظة، رغم أنه يعيش تحت سيطرة التنظيم منذ ثلاث سنوات تقريباً".
وقابل المرصد العراقي لحقوق الانسان عددا من نازحي قضاء الحويجة الذين تحدثوا للمرصد عن معاناتهم قبل هروبهم من مناطق سيطرة "داعش". وقالت أم فاطمة للمرصد "استطعت الهرب مع عائلتي قبل يومين من الحويجة، الظروف سيئة جدا يرتكب التنظيم بحقنا أبشع الجرائم، كل يوم تقريبا يقوم عناصر التنظيم بإعدام المواطنيين. وهذا الأسبوع أعدم 7 أشخاص، وكذلك يقوم بمعاقبة العوائل التي تحاول الهرب، عقوبة الرجال الإعدام أو تكسير الاقدامهم أما النساء فيتم جلدهن".
وقال آخر رفض الكشف عن اسمه حفاظاً على حياة عائلته التي ما زالت في الحويجة "جرائم "داعش" مستمرة، آخرها عملية تكسير أقدام تسعة أشخاص في ثلاث مناطق في الحويجة، إحداها عند قرية المصنعة، حيث قاموا بتكسير أقدام شخصين، إضافة إلى أنهم قاموا بعمليات إعدام لستة اشخاص على الأقل في أماكن مختلفة على ضفاف نهر الزاب ومكان قريب من جبل مكحول ومكان في غابة الحويجة". وأكد أبو عدنان وهو من أهالي الحويجة قال خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان "ما يحدث في الحويجة كارثة إنسانية مرعبة، نتيجة الحصار المفروض عليها من الحكومة منذ ما يقارب العام فهي لم تحررها ولا تسمح بدخول المواد الغذائية والدواء لها".
وكشف عماد الجبوري وهو ناشط إغاثي ومن نازحي الحويجة قال خلال مقابلة مع المرصد العراقي لحقوق الإنسان "شهدت الأشهر الأخيرة موجة نزوح كبيرة من قضاء الحويجة، حيث يعاني سكان المنطقة من ظلم وقتل وادعاءات كاذبة على الأهالي من قبل عناصر التنظيم". وأضاف أيضاً "تواجه العائلات الجوع بسبب نقص المواد الغذائية وارتفاع أسعارها، هذا أن وجدت. أغلب هذه العوائل غير قادرة على شرائها".
وأضاف أن "الذين هربوا من الظلم والجوع فهم حققوا شيئاً واحداً، هو الخلاص من بطش "داعش"، لكنهم لم يتخلصوا من معاناتهم، بسبب عدم وجود من يغيثهم، ولايوجد مكان لإيوائهم، كما لا توجد منظمات تقدم لهم المساعدات". وقال عماد الجبوري وهو عامل إغاثة من "الوضع في الحويجة كارثي. لا يوجد غذاء ولا دواء وحصار خانق منذ 6/7/2016، يصلنا إلى مركز استقبال النازحين في الشرقاط أعداد كبيرة من نازحي الحويجة".
وأضاف، قبل يومين تحدثت مع نازحة قالت لي لم نأكل الرز منذ 6 أشهر، وجاءتنا حالة بنت عمرها 17 سنة تعرضت للدغة أفعى افقدها بصرها وعدم استطاعتها تحريك يدها اليمنى لعدم توفر الأدوية". وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان في تقريره السابق الذي نشره بتاريخ 16/5/2017 الحكومة العراقية والمنظمات الدولية بضرورة إيجاد حل لما يحدث من كارثة إنسانية يعيشها سكان الحويجة و الساحل الأيسر من قضاء الشرقاط.
ودعا المرصد "بقاء سكان قضاء الحويجة وجزء من قضاء الشرقاط تحت سيطرة تنظيم "داعش" حتى اللحظة، لا يمكن تبريره، فالسكان هناك يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة، ولا يقدرون على فعل أي شيء". وطالب المرصد العراقي لحقوق الإنسان، السلطات العراقية بإنهاء معاناة سكان الحويجة والسماح للمنظمات الإنسانية بالوصول إلى المدنيين وتقديم المواد الإغاثية لهم".
أرسل تعليقك