بعد انتشار أخبار عن خطف عدد من المغاربة، من قبل شبكات إجرامية دولية في تايلاند تتاجر بالبشر، تكشفت معطيات جديدة حول تلك القضية التي شغلت الرأي العام في البلاد على مدى الأيام الماضية.
فقد أفادت معلومات حصرية للعربية.نت أن الشبان المغاربة احتجزوا في بورما وميانمار، من قبل ميليشيات في شرق آسيا.
فيما كشفت زهرة، شقيقة الضحية يوسف الذي فجر هذه القضية عبر فيديو نشره سابقا على حسابه الخاص في إنستغرام، أن أخاها تعرض لشتى أنواع التعذيب والتنكيل، حتى أصيب بعدة كسور في أنحاء جسده.
كما أوضحت أن الخاطفين صادروا هاتفه النقال. وقالت شقيقة الضحية الذي ينحدر من مدينة أزيلال، إنه تمكن من التحدث معها مساء أمس السبت عبر هاتف شخص آخر، من دون أن يتمكن من الخوض في تفاصيل أكثر حول مدى خطورة الضربات التي تلقاها، موضحة أن السبب في ذلك يعود إلى غضب هذه الميليشيات التي تحتجزه من إقدامه على كسر جدار الصمت والحديث عن ما يقع هناك.
وتعود تفاصيل القصة، حسب زهرة، إلى فبراير الماضي حين قرر يوسف القيام برحلة سياحية إلى تركيا، ثم إلى النمسا، حيث استقبله شخص مجهول يدعى "الحاج".
أما خلال إقامته في النمسا، فكانت والدة يوسف ترسل له المال كلما دعت الحاجة، حيث استمر الحال على ما هو عليه لمدة ناهزت الشهرين.
قبل أن تتفاجأ شقيقته باتصال منه يخبرها أنه توجه إلى ماليزيا ثم إلى تايلاند، حيث وعده شخص بالسياحة والعمل في نفس الوقت.
غير أنه صدم لاحقا بلقائه شخصا جديدا توجه به إلى بورما ثم إلى ميانمار، حيث وصف المكان بوادي جهنم.
ومتحدثة عن هذا "الوادي" المشؤوم، التقطت زهرة أنفاسها بصعوبة وهي تروي معاناة شقيقها هناك. فقد وجد يوسف نفسه محاطا بعصابة مسلحة، أخبرته أنها اشترته وأنه الآن عبد لديهم، وإذا أراد الخلاص فيجب عليه دفع فدية بقيمة عشرة آلاف دولار عن طريق العملة الرقمية، حسب ما كشفت زهرة. وشكلت تلك المساومة على حياته صدمة لا تصدق بالنسبة ليوسف.
لكنه رغم ذلك، فقد قام عند أول فرصة أتيحت له، بتسجيل فيديو طالباً نجدة أصدقائه، حيث أخبرهم أنه وقع أسيرا لميليشيات في ميانمار.
إلا أنهم لم يصدقوه، متسائلين كيف حصل على الهاتف إن كان محتجزا أو مختطفا. ما أجبر يوسف لاحقا على تسجيل فيديو آخر يشرح فيه حقيقة ما حصل معه، فانتشر المقطع بشكل واسع بين المغاربة على مواقع التواصل.
ما جر عليه غضب الميليشيات التي عرضته لشتى أنواع التعذيب، وفق ما أكدت شقيقته.
كما شددت على أن أخاها ليس الضحية الوحيدة هناك وإنما يوجد حوالي 158 مغربيا، بينهم أشخاص لا يرغبون في العودة للمغرب لأنهم مطلوبون للعدالة، أو لأنهم يحصلون على مبالغ مهمة مقابل الخدمات المعلوماتية التي يقدمونها عن طريق العمل في التجارة الإلكترونية أو عبر استدراج أشخاص آخرين للعمل أمام الحاسوب لساعات قد تصل إلى 17 في اليوم.
إلى ذلك كشفت زهرة أن المكان عبارة عن مستودع هائل، يضم عددا من الوحدات وبعض الملاهي أيضا، فضلا عن الكازينوهات حيث يقضي "المحظوظون" وقت فراغهم هناك ويصرفون ما جنوه من أموال.
في حين أن كل من يرفض الانصياع لأوامر الميليشيات بمواصلة العمل أو استدراج أشخاص آخرين يخضع للتعذيب، وهو ما حدث مع شابة مغربية أيضا كانت تدرس البرمجة المعلوماتية في تركيا، حيث التقت بأحد الأشخاص في تركيا، وأقنعها بالسفر إلى تايلاند لجني أرباح مضاعفة من خلال العمل في التجارة الإلكترونية، قبل أن تجد نفسها في جحيم بورما.
ومع رفضها لطلبات العصابة تعرضت للتعذيب عن طريق الصعق الكهربائي.
هذا وأضافت زهرة أن الشابة المغربية تمكنت من العودة إلى بلادها بعد تدخل والدها لدى منظمة يرفض الإفصاح عن اسمها، قائلا إن هذه المنظمة المجهولة توقفت عن إنقاذ المحتجزين هناك. فيما وجهت أسرة يوسف شكوى إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لمطالبتها بالتدخل العاجل والبحث عنه.
كما التمست الأسرة مساعدة الوزارة والتدخل للكشف عن مصير يوسف والمئات غيره من المغاربة.
يذكر أن سفارة تايلاند بالعاصمة الرباط كانت خرجت عن صمتها قبل يومين، موضحة أن حادثة استدراج الشبكات الإجرامية الدولية لبعض الرعايا الأفارقة إلى بعض المناطق في جنوب شرق آسيا، ظاهرة حديثة نسبيا، طالت مواطنين من العديد من دول العالم.
كما أكدت أنها تعمل مع الحكومات في جنوب شرق آسيا وإفريقيا بشكل مشترك للتصدي لها.
كذلك، أشارت إلى أن "مجموعة من المواطنين من مختلف البلدان الإفريقية، وليس فقط المغرب، وقعوا ضحايا لمثل هذه العصابات الدولية للاتجار بالبشر وعصابات الجريمة الإلكترونية"، مضيفة أنه من الصعب التحقق من العدد الدقيق لهؤلاء الضحايا المحتملين وجنسياتهم وأماكن تواجدهم. وختمت لافتة إلى أن التحقيقات التي تجريها وكالات إنفاذ القانون الوطنية والدولية مستمرة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
العجز التجاري بالمغرب ينكمش 14.6% مع تراجع واردات الطاقة
البحرية المغربية تنقذ ١٣١ شخصًا أثناء محاولتهم الهجرة غير مشروعة
أرسل تعليقك