بغداد-نجلاء الطائي
شنّت طائرات القوة الجوية، الأربعاء، غارة جوية، أسفرت عن تدمير مقر ما يسمى بـ"الشرطة الإسلامية" التابع إلى "داعش" في ناحية البعاج غربي تلعفر،فيما قالت مصادر محلية، وأخرى أمنية عراقية، إنّ ما لا يقل عن خمسين مدنياً، قتلوا وأصيب عشرات آخرون، بقصف جوي عراقي وغربي، طاول مناطق سكنية مختلفة، في الساحل الغربي لمدينة الموصل، بالمقابل أعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، سقوط عشرات الجرحى من المدنيين بقصف لـ"داعش" على المناطق المحررة في الجانب الأيمن من الموصل، يأتي ذلك في وقت اعتبر قائد سلاح البر الأميركي أن المعارك التي تخوضها القوات العراقية لاستعادة الموصل من عناصر "داعش" المتطرفة أو معركة تحرير حلب نموذج لحروب الشوارع التي على جيوش المستقبل أن تكون جاهزة لها.
وفي مؤتمر بشأن حروب المستقبل عقد في واشنطن الثلاثاء 22 مارس/آذار، أشار الجنرال مارك ميلي إلى أن النمو السكاني العالمي، والزيادة الضخمة في عدد المدن التي يفوق سكانها 10 ملايين نسمة، يحتم على الجيوش أن تكون مؤهلة لخوض المعارك في المناطق المكتظة. وأضاف "حلب والموصل والفلوجة نماذج حية لحروب المستقبل، ونشهد على الأرجح تغيرا جوهريا في الميادين التي ستجري فيها الحروب، إذ أن ساحات القتال ستنتقل من المناطق المكشوفة إلى المكتظة بالسكان".
وشدّد الجنرال الأميركي بصفته قائدا للقوات البرية على ضرورة تأهيل المشاة والقوات الخاصة لتكون قادرة على خوض الحروب من نوع جديد، ما يحتم على الجيش الأميركي تزامنا مع ذلك تطوير تسليحه وتنظيمه وفقا لهذا التطور. وأكد "علينا التفكير استنادا إلى ذلك في أحجام وأوزان الدبابات، وأطوال مراوح الحوامات وأبعاد العربات" وغير ذلك من معدات عسكرية تستخدم في قتال الشوارع.
كما يتعين على الجيوش حسب ميلي "تنظيم نفسها بشكل مختلف، وربما توزيع أفرادها على مجموعات أصغر سهلة الحركة تكون قادرة على العمل وفقا لشبكة مترابطة". وأوضح أنه يتعين أيضا تدريب جنود هذه الوحدات على اتخاذ القرارات في غضون ثوان معدودة، مع الأخذ بنظر الاعتبار خطورة أثر هذه القرارات على المدنيين إذا كانت خاطئة أو غير محسوبة.
وشدّد في الختام على " ضرورة اجتياز العسكريين الدورات الأخلاقية والنفسية، نظرا لأن القتال في المناطق المأهولة أشد وأصعب من القتال في المناطق المكشوفة بعشرة أضعافه". وذكر بيان لفريق الإعلام الحربي، التابع للحشد الشعبي، إن "القوة الجوية العراقية، ووفق معلومات دقيقة من قوات الحشد الشعبي، وجهت ضربة جوية أدت إلى تدمير مقر ما يسمى "الشرطة الإسلامية"، في ناحية البعاج غرب تلعفر".
يُذكر أن تنظيم "داعش" يشهد انحساراً كبيراً وتخبطاً في صفوفهِ مع تقدم قطعات القوات الأمنية المُحررة للجانب الأيمن من محافظة نينوى.
وقالت مصادر محلية، وأخرى أمنية عراقية، اليوم الأربعاء، إنّ ما لا يقل عن خمسين مدنياً، قتلوا وأصيب عشرات آخرون، بقصف جوي عراقي وغربي، طاول مناطق سكنية مختلفة، في الساحل الغربي لمدينة الموصل. واستمرّ القصف، بحسب المصادر، طيلة ساعات الليلة الماضية، في محاولة للقوات العراقية المدعومة من واشنطن، لإحراز تقدّم جديد في الأحياء التي ما زالت تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإنّ القصف استهدف أحياء الزنجيلي، والموصل القديمة، والعروبة، والرفاعي، والإصلاح، واليرموك، بين الساعة الواحدة ليلاً، وحتى الخامسة فجراً بالتوقيت المحلي. وأفادت المصادر بأنّ القصف أسفر عن مقتل ما لا يقل عن خمسين مدنياً، غالبيتهم نساء وأطفال، بينما سقط العشرات من الجرحى جرّاء القصف. وقد أكدت القوات العراقية في الموصل هذه الحصيلة من القتلى، مشيرة إلى أنّ بعض المناطق التي قُصفت تتشاطر السيطرة عليها القوات مع عناصر "داعش"، معترفة بأنّ "بعض الصواريخ سقطت على منازل سكان مدنيين". ولفت رئيس منظمة "السلام لحقوق الإنسان" محمد علي، إلى جهود تبذلها بعض المنظمات لإخلاء القتلى والجرحى، قائلاً إنّ "الطرف الثاني غير مضمون حتى الآن"، في إشارة لتنظيم "داعش".
وأعلن قائد الشرطة الاتحادية، الفريق رائد شاكر جودت، الأربعاء، سقوط عشرات الجرحى من المدنيين بقصف لـ"داعش" على المناطق المحررة في أيمن الموصل. وقال جودت، في بيان، إن "قطعات الشرطة الاتحادية أحكمت سيطرتها على المنافذ والممرات التي يتسلل من خلالها عناصر "داعش" والياته المفخخة باتجاه قطعاتنا المتمركزة في المدينة القديمة".
وأضاف، أن "داعش" لجأ إلى قصف المناطق المحررة المأهولة بالسكان بهدف اشغال قطعاتنا وتسبب بسقوط عشرات الجرحى ومفارزنا تسارع لإنقاذهم". وأعلنت مديرية الاستخبارات العسكرية، اليوم الأربعاء، في بيان مقتضب للمديرية أن "مفارز مديرية الاستخبارات العسكرية وبالتنسيق مع الوكالات الأمنية في عمليات الرافدين، ألقت القبض على متطرف (خطير) مطلوب للقضاء بمواد متطرفة في محافظة ذي قار". وفي العاصمة أفادت قيادة عمليات بغداد، الأربعاء، في بيان لها، أن "القوات الأمنية في قيادة عمليات بغداد تمكنت من تحرير أستاذ جامعي مختطف، يعمل في جامعة بغداد، بعد نصب فخّ مفاجئ على طريق القناة شرقي بغداد".
أرسل تعليقك