أرسلت الصين حاملة طائرات عسكرية وسفنا حربية إلى المياه المحيطة بتايوان، متوعدة برد «حازم» بعد اللقاء بين رئيسة الجزيرة تساي أنغ وين ورئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي مساء الأربعاء.ونشرت بكين بعد ساعات من اللقاء حاملة طائرات وثلاث سفن في المضيق الفاصل بين الصين والجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، كما عبرت مروحية مضادة للغواصات منطقة الدفاع الجوي التايواني، ونشرت الصين سفنا لخفر السواحل لإجراء دوريات استثنائية.
وجاءت تلك التحركات ردا على اللقاء بين مكارثي وتساي، الذي وضع العاصمة التايوانية في حالة ترقب وتأهب عالية بعد تهديدات بكين برد حازم في حال إجراء اللقاء.
وقال وزير الدفاع التايواني شيو كوو سينغ إن الرد الصيني لم يرق إلى مستوى ما حدث العام الماضي بعد زيارة نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركية إلى تايوان، الذي ردت الصين عليه بإجراء مناورات عسكرية غير مسبوقة، لكنه أشار إلى أن تايبيه تواصل عمليات المراقبة والرصد، ولا تستبعد أي احتمالات، منها أن يكون هذا النشر العسكري الصيني مقدمة لمناورات عسكرية تقوم بها بكين.
من جانبها، اتهمت الخارجية الصينية لقاء رئيسة تايوان مع مكارثي (الذي يعد ثالث أكبر مسؤول حكومي أميركي) بالترويج لاستقلال تايوان. وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ الخميس: «ستتخذ الصين إجراءات حازمة وقوية للدفاع بعزم عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها». ووصفت بكين اللقاء على الأراضي الأميركية بأنه يعد «تواطؤا خاطئا للغاية». وحثت بكين واشنطن على وقف الانخراط في طريق خطر.
وتعارض بكين أي اتصال رسمي بين تايوان ودول أخرى، وتصر على مبدأ الصين الواحدة، وتعد جزيرة تايوان جزءا لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد استعادتها بالقوة إذا لزم الأمر.
وقد استقبل مكارثي وعدد من المشرعين من الحزبين، رئيسة تايوان تساي أنغ وين يوم (الأربعاء) في مكتبة الرئيس رونالد ريغان الرئاسية في سيمي فالي بكاليفورنيا. وخلال اللقاء وعد مكارثي بتقديم دعم ثابت لتايوان، التي وصفها بأنها تتعرض «لضغوط متزايدة من الصين»، داعيا إلى مواصلة بيع الأسلحة إلى تايوان، باعتباره السبيل الأفضل لمنع غزو صيني للجزيرة، كما لمّح مكارثي إلى إمكانية قيامه بزيارة لتايوان في المستقبل.
بينما قالت تساي إن الدعم الأميركي يؤكد لشعب تايوان «أننا لسنا وحدنا في وقت نشهد فيه تحديات غير مسبوقة وتتعرض فيه الديمقراطية للتهديد». وقد حضر اللقاء أكثر من 100 شخص من أنصار تايوان. فيما تظاهر مناصرون للصين خارج مكتبة ريغان، حاملين لافتات مكتوبا عليها «تايوان جزء من الصين».
وقبل اللقاء أرسلت السفارة الصينية رسالة تهديد بالبريد الإلكتروني إلى مكتب رئيس مجلس النواب وأعضاء آخرين في الكونغرس، وحذر مسؤول الاتصال بالسفارة لي شيانغ من عواقب كبيرة في رسالة من أربع صفحات، قال فيها إن «الصين لن تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة هذا (الاستفزاز الصارخ) وستتخذ إجراءات حازمة ردا على هذا الموقف الذي ينتهك سياسة الصين الواحدة». وأضافت الرسالة أن اللعب بورقة تايوان سيؤدي إلى الإضرار بالعلاقات الصينية الأميركية.
وتنص سياسة الصين الواحدة التي تتبناها الولايات المتحدة على أن حكومة بكين هي الحكومة الشرعية الوحيدة للصين. وقد سبق للولايات المتحدة أن تعهدت بالدفاع عن تايوان في حالة حدوث غزو صيني، وكرر الرئيس الأميركي جو بايدن استعداده لإرسال جنود أميركيين إلى الجزيرة في حال تعرضها للغزو.
وعلق البيت الأبيض محاولا التهدئة وتخفيف الغضب الصيني، بأن زيارة رئيسة تايوان روتينية، وقالت كارين جان بيير المتحدثة باسم البيت الأبيض مساء (الأربعاء) إنه لا ينبغي للصين أن تستخدم زيارة تساي للأراضي الأميركية ذريعة لعدوان على تايوان. كما حذر وزير الخارجية أنطوني بلينكن الصين من القيام بأي إجراءات لتصعيد التوترات.
وتزامن ذلك مع وصول وفد من الكونغرس الأميركي من الحزبين إلى تايوان صباح (الخميس) بعد زيارته لكل من كوريا الجنوبية واليابان. والتقى الوفد الأميركي مع وليام لاي نائب الرئيسة التايوانية الذي من المرجح أن يرشحه الحزب الديمقراطي التقدمي لخلافة تساي في الانتخابات الرئاسية مطلع العام المقبل.
وقال النائب مايكل ماكول رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، الذي يرأس الوفد الأميركي، إن «الولايات المتحدة تقف إلى جانبك وسوف تحميك». فيما أكد وليام لاي أن تايوان ستبذل قصارى جهدها لحماية نفسها والاستعداد للحرب من أجل تجنبها، وأضاف: «نحن بحاجة لأن نكون مستعدين للقتال حتى نستطيع وقف الحرب».
وتستمر زيارة المشرعين الأميركيين إلى يوم السبت، وسيناقشون العلاقات الأميركية التايوانية والأمن الإقليمي والتجارة والاستثمار.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :
أرسل تعليقك