طلب رئيس مجلس الوزراء عادل عبدالمهدي يوم الأربعاء الولايات المتحدة الأميركية بالتشاور في القرارات التي تتخذها واشنطن والتي قد تنعكس بشكل مباشر على الأوضاع في العراق.
جاء ذلك خلال لقائه بمكتبه الرسمي وفد مجلس الشيوخ الأميركي برئاسة السيناتورة جين شاهين، بحسب بيان صادر عن الحكومة العراقية.
وذكر البيان أن عبد المهدي "اكد أهمية التعاون بين العراق والولايات المتحدة ، مشيرا إلى أن داعش سرطان يستلزم التخلص منه".
ونقل البيان عن عبد المهدي قوله إن "أمامنا الكثير من العمل لتحقيق التقدم الذي نصبو اليهم في مجالات إعادة الإعمار وتوفير الخدمات وإكمال عودة جميع النازحين إلى مناطقهم. ، إلى جانب تحديات إعادة البنى التحتية و توطين الرواتب لتقليل الفساد، وتنشيط القطاع الخاص والاستثمارات".
وحول سياسة العراق الخارجية اكد عبد المهدي حرص العراق على إقامة علاقات تعاون وتبادل مصالح مع جميع دول الجوار من اجل تحقيق الاستقرار والازدهار باعتبار العراق مركز ثقل في المنطقة ، مؤكدا أهمية التشاور حول القرارات التي قد تنعكس بشكل مباشر على الأوضاع في العراق والمنطقة.
بالمقابل عقدت مجموعة عمل الاستقرار في التحالف الدولي لهزيمة داعش، الأربعاء، اجتماعاً في بغداد بمُشارَكة العراق، و٣٤ دولة.
وبحث المجتمعون، خلال الاجتماع "مجموعة عمل الاستقرار إصلاح البنية التحتيَّة الأساسيَّة، وتأهيل المدارس، والمستشفيات، وتوفير فرص العمل قصيرة الأمد في المناطق التي تأثرت بشكل مُباشِر من داعش ، ويُمهِّد للاستثمار في الخدمات الحيويَّة، ونشاطات إعادة الإعمار، والتنمية طويلة الأمد".
كما ويتضمن برنامج الاجتماع بحث استقرار المناطق المُحرَّرة في العراق، وتعهُّدات التمويل، والأبعاد الاجتماعيّة للإنعاش بعد داعش، وتسريع الانتقال من الاستقرار إلى إعادة الإعمار.
وأشاد الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية، السفير نزار الخير الله، كلمة، بـ" الجُهُود الكبيرة التي بُذِلت من قِبَل الدول المانحة، والمُساهِمة في مُؤتمَر الكويت الدوليِّ لإعادة إعمار العراق".
وأكد، أن "مرحلة ما بعد دحر تنظيم داعش في بلدي العراق تحتاج إلى جُهُود حثيثة، ومكثفة، وتعاون دوليّ في تقديم المعالجات لما خلـَّفه الإرهاب من دمار في المُدُن المُحرَّرة"، مُثمِّناً "جُهُود دول مجموعة عمل إعادة الاستقرار؛ في إطار نجاحات الجُهُود المتمثلة بدعم، وإعادة الاستقرار في المناطق المُحرَّرة".
ودعا الخير الله، إلى "ضرورة تفعيل مُقرَّرات مُؤتمَر الكويت الدوليِّ لإعادة إعمار العراق؛ لما له من أثر كبير في تهيئة الظروف المُلائِمة لعودة النازحين، والمُهجَّرين"، مُعللاً: "لإعادة النازحين إلى مناطقهم، والتخفيف من الأزمة الإنسانيّة التي خلـَّفتها داعش ".
وختم كلمته بالقول: "نُجدِّد الشكر لدول التحالف، ودول أعضاء مجموعة عمل إعادة الاستقرار لدعمها لبلدي العراق، ومساهماتها الماليّة المُقدَّمة".
وتتألف مجموعة عمل الاستقرار من دول التحالف الدوليِّ التي تدعم جُهُود الحكومة العراقـيَّة في تحقيق الاستقرار، وتترأس الاجتماع كلّ من ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات، والعراق
هذا وكشف السفير العراقي لدى السعودية، قحطان الجنابي، الأربعاء، تفاصيل زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إلى الرياض.
وقال الجنابي، إن "وفداً كبيراً من القطاعات كافة رافق رئيس الوزراء لزيارته إلى السعودية".
وأضاف، أن "الزيارة تأتي استكمالاً للعلاقات الإيجابية التي شهدها البلدان أخيراً، حيث شهدت نشاطاً مكثفاً متطوراً ومستمراً".
وأكد أن "الاجتماعات التي جرت بين الجانبين كانت حيوية ومثمرة، وأفرزت نتائج إيجابية لتعميق أواصر العلاقات، وفتحت مجالات التعاون بين البلدين بشكل أرحب، واجتمعت اللجان المشتركة في بغداد".
وأوضح السفير العراقي، أن "هذه الزيارة سيكون لها أثرها الكبير في تعزيز العلاقات بشكل أكثر إيجابية؛ الأمر الذي سيعزز العلاقات التجارية والاستثمارية والاقتصادية، ويعمق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، ويخلق جسراً من التواصل التنسيقي والتشاوري بين قيادتي البلدين في القضايا الإقليمية والدولية كافة في مختلف المحافل الدولية".
وقال السفير الجنابي: "نتطلع في المستقبل القريب إلى أن يتعزز التطور أكثر في هذه العلاقات إلى مستوى العمل الاستراتيجي المشترك".
وأضاف، أنه "ستكون هناك لقاءات لرئيس الوزراء والوفد المرافق له مع الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، لبحث عدد من الملفات بهدف تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري والاستثماري والأمني والعسكري بين البلدين".
اقرأ ايضًا:
عادل عبدالمهدي يُؤكّد إبلاغه واشنطن وإيران رفض الصراع على أرض العراق
وأشار الجنابي، إلى أنه "سيكون هناك اجتماع لإحدى اللجان المنبثقة عن (المجلس التنسيقي السعودي - العراقي)، وهي اللجنة السياسية، برئاسة وزيري خارجية البلدين، وبحضور المسؤولين السياسيين والعسكريين والأمنيين من الجانبين، لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها بشكل أشمل، وتلك اللقاءات ستشهد توقيع مذكرات تعاون بين الجانبين في مجالات عدة تجارية وصناعية، وفي مجالات الطاقة والزراعة والتعليم والنقل، وكذلك المشاورات السياسية والتنسيق الأمني والعسكري".
وقال الجنابي: "الأمور تسير بشكل إيجابي، وهناك تفاؤل كبير بمستقبل مشرق للعلاقات بين البلدين، المستقبل سيشهد كثيراً من النشاطات المشتركة التي ستحقق تطلعات البلدين في مختلف المجالات".
ولفت إلى أن "العلاقات بدأت باستئناف فتح السفارة السعودية في بغداد عام 2015، وبعد ذلك تم إنشاء (المجلس التنسيقي العراقي - السعودي) في تشرين الأول عام 2017، حيث عقد أولى جلساته في الرياض، وقبل أسابيع توالت اجتماعاته على مستوى وفود رفيعة وكبيرة من البلدين في بغداد".
وتوجه رئيس مجلس الوزراء، عادل عبدالمهدي، صباح اليوم، إلى المملكة العربية السعودية على رأس وفد كبير من الوزراء والنواب ورجال الأعمال.
قد يهمك ايضًا:
اشتعال أزمة سياسية جديدة بين مسعود بارزاني وحيدر العبادي
قوة حماية رئيس الحكومة العراقية تغلق مجمعاً يسكن فيه العبادي
أرسل تعليقك