بطرسبورغ - العرب اليوم
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تدافع عن مؤسسات الدولة السورية بالدرجة الأولى وليس عن الرئيس بشار الأسد، معتبرًا أنه لولا التدخل الخارجي لما تفاقم الوضع في سورية. وقال في كلمته عصر اليوم الجمعة أمام "المنتدى الاقتصادي" في سان بطرسبورغ "من السهل فصل المعارضة المعتدلة عن المجموعات الإرهابية".
وأكد أن الكثير من المواطنين الروس يحاربون في صفوف الجماعات الإرهابية في سورية. ومجددًا نفيه مسؤولية الأسد عن استخدام الكيمياوي في سورية رغم كل الإدلة التي كشف النقاب عنها. ولفت الى أنه لم يتم التوصل إلى أي اتفاقات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن رفع العقوبات الأمريكية ضد موسكو. واعتبر بوتين أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" أصبح اليوم أداة من أدوات السياسة الخارجية الأميركية، لكنه رحب بانضمام الحلف الى جهود محاربة الإرهاب.
وأكد الرئيس الروسي أمام منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أن انعدام آليات للتعاون بين روسيا والناتو أمر سيء، يقوض قدرات الطرفين في محاربة الإرهاب والتعاون البناء في التصدي للتحديات المعاصرة. وقال إن الخبراء المحترفين في الغرب يريدون التعاون مع روسيا ويدركون أهمية التنسيق وتبادل المعلومات. وأعاد إلى الأذهان مؤتمر موسكو للأمن الدولي الذي عقد في إبريل/نيسان الماضي بحضور ممثلين عن 95 دولة. وكشف أن العديد من المشاركين من أميركا وأوروبا قالوا أثناء المؤتمر إنهم واجهوا ضغوطا لمنعهم من المشاركة، ووصف هذه الضغوطات بأنها حماقة مطلقة.
وذكر بوتين بأن روسيا حاولت إطلاق حوار بناء مع الناتو، ولهذا الهدف تم إنشاء مجلس روسيا-الناتو، مؤكدا أن تعطل آليات هذا المجلس لم يكن من طرف روسيا بل من قبل "الناتو". واعتبر بوتين أن إصرار واشنطن على مطالبة حلفائها في "الناتو" بزيادة النفقات العسكرية يثير تساؤلات خاصة على خلفية تأكديات على عدم وجود أي نوايا هجومية للحلف.
وكان بوتين أعرب في وقت سابق عن قلقه من احتمال تقسيم سورية، مشددا على ضرورة أن تصبح مناطق خفض التصعيد نموذجا للحوار السياسي مستقبلا للحفاظ على وحدة أراضي سورية، على حد قوله.
وأضاف بوتين أن هناك تخوفا محددا من احتمال تحول تلك المناطق إلى نماذج لتقسيم البلاد في المستقبل". وشدد بوتين على أن موسكو تأمل ببدء شيء من الحوار أو التفاعل بين تلك المناطق والنظام في دمشق. وأعرب عن ثقته بأن الحوار بين النظام في دمشق والمعارضة المسلحة أمر ممكن كممارسة واقعية في مناطق خفض التصعيد أيضا.
وأكد بوتين تطابق مواقف روسيا و تركيا في قضايا كثيرة تتعلق بالملف السوري، مبينا أنه "لولا التفاهم التركي الروسي لما كان لوقف إطلاق النار واتفاق إنشاء مناطق خفض التصعيد أن يتحقق".
يذكر أن موسكو وطهران، حليفتا دمشق، وأنقرة الداعمة للفصائل المعارضة وقعوا اتفاقاً في العاصمة الكازاخستانية أستانا، ينص على إنشاء أربع "مناطق لتخفيف التصعيد" في ثماني محافظات سورية، يهدف إلى وقف القتال والقصف.
أرسل تعليقك