كشف مصدر أمني خاص أن القوات الأميركية تقوم ببناء قاعدة عسكرية لها في الموصل، لتكون أكبر قواعدها في العراق، في وقت حذّر رئيس الوزراء حيدر العبادي بعض الدول من تحقيق مصالحها على حساب مصالح العراقيين، فيما نوه إلى أن الأمر الديواني بتكييف أوضاع مقاتلي الحشد الشعبي يأتي للحفاظ على هوية القوات الأمنية.
وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، "شرعت القوات الأميركية بتأسيس قاعدتها في قاعدة القيارة الجوية جنوب مدينة الموصل، والتي كانت تستخدمها قبل انسحابها من العراق"، مبينًا أنها "قامت بإنزال عدد كبير من الآليات العسكرية وأعادت بناء وترميم القاعدة بعد أن قام تنظيم "داعش" بتدميرها بالكامل قبل انسحابه منها".
ولفت إلى أن "الهدف من التواجد الأميركي في القاعدة تلك هو أهميتها الاستراتيجية، إضافة إلى تدريب القوات العراقية فيها ودرء المخاطر التي تطرأ على المدينة من أي هجمات متطرفة ". ووفق المصدر "سيكون للقوات الأميركية تواجد في عدد من مناطق المحافظة أهمها مطار الموصل، وأيضاً في ناحية حمام العليل، إضافة إلى غرب المدينة". كما بين أن "مهمة القاعدة الأساسية ستكون دعم القوات العراقية في حفظ الأمن، إضافة إلى تدريبها للجنود والمتطوعين الجدد كما كانت تفعل سابقاً".
وأوضح أن القاعدة "ستتعامل مع قوات الجيش العراقي من ناحية الدعم والتدريب والتأهيل وتزويد بعض القطعات بالأسلحة والمعدات العسكرية، وهذه إحدى المهام الأساسية الموكلة إليها التي تخص تواجد تلك القوات وعودتها مرة أخرى إلى العراق بعد تردي الأوضاع الأمنية وسيطرة المجاميع المسلحة على مناطق واسعة من البلاد".
وطبقا للمصدر "سيتم تدريب قوات عراقية جديدة منتخبة جيداً من قبل تلك الأميركيين، على غرار ما قامت به سابقاً في تدريب الجيش العراقي بعد حل الجيش السابق خلال الغزو الأميركي للبلاد". وبيّن أن "قاعدة القيارة الجوية ستكون من أكبر القواعد الجوية في العراق من حيث حركة الطيران والتنقل العسكري وأكثرها حيوية نظراً للاهتمام الكبير الذي توليه القوات الأمريكية المتواجدة فيها والتي تعمل بشكل متواصل من أجل إعادة بنائها وترميمها بعد تدميرها من قبل تنظيم الدولة الذي عمد على تدميرها وتخريبها قبل انسحابه منها ودخول القوات العراقية وسيطرتها عليها، لتكون منطلقاً لاستعادة باقي مدن ومناطق المحافظة خلال العام الماضي، واستعادة كامل المدينة".
وتعتبر قاعدة القيارة الجوية واحدة من أهم القواعد العسكرية في العراق نظرًا لأهميتها الاستراتيجية وموقعها المهم الواقع بين طريق الموصل وبغداد، حيث تقع على بعد 65 كم جنوب مدينة الموصل قرب ناحية القيارة الغنية بالنفط والكبريت والمعادن الأخرى. وحسب مراقبين، فإن القوات الأميركية تقوم بتثبيت قدم لها في تلك المناطق، بعد الأحداث الأمنية التي شهدتها الموصل، وقد سبق للقوات تلك أن اتخذت من تلك القاعدة مركزًا رئيسيًا لقواتها في المدينة قبل انسحابها من البلاد بشكل كامل وتسليمها للقوات العراقية.
بالمقابل حذّر رئيس الوزراء حيدر العبادي بعض الدول من تحقيق مصالحها على حساب مصالح العراقيين ، فيما نوه إلى أن الأمر الديواني بتكييف أوضاع مقاتلي الحشد الشعبي يأتي للحفاظ على هوية القوات الأمنية. وقال العبادي في كلمته بمعرض الأمن والدفاع في بغداد، إن "الإرهاب انتهى عسكريا ويجب القضاء على أفكاره ومنهجه الطائفي التكفيري ، وأن السلاح الذي نريده الان ليس من أجل الحرب وانما من أجل السلام وعمليات الإعمار".
وأضاف، أن "الجهود الهندسية والالية للقوات العسكرية انتجت إمكانات متطورة وناضجة ، كما أن "الإمكانات العراقية كشفت عن قدرة عسكرية متطورة في محاربة الإرهاب على مستوى العالم". وتابع العبادي أن "الأمر الديواني الذي صدر بشأن الحشد الشعبي يأتي للحفاظ على هوية القوات الأمنية"، فيما بين أن "إجراءات خصر السلاح بيد الدولة تأتي لحماية المواطنين وفرض سلطتها".
وقال المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ، إن المباحثات مع الحكومة العراقية بخصوص عملية عسكرية محتملة ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، كانت إيجابية، وتم التوصل من خلالها إلى تفاهم مشترك بشأن مكافحة المنظمة. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده بوزداغ عقب اجتماع مجلس الوزراء في العاصمة أنقرة. وأضاف بوزداغ أن "المباحثات مع الحكومة العراقية كانت إيجابية، والحكومة العراقية توصلت إلى تفاهم مشترك مع تركيا ضد المنظمة الإرهابية، وفي إطار هذا التفاهم سيواصل الجانب العراقي مكافحة الإرهاب بحزم".
وعن توقيت بدء عملية مكافحة الإرهاب المرتقبة في شمال العراق، قال المتحدث "عندما تبدأ العملية سيسمع بها الجميع، وينبغي ألا يتوقع أحدٌ مني إعطاء جدول زمني بشأنها، سيعلم الجميع أنها قد بدأت عندما يرون طائراتنا الحربية ومقاتلينا".
أرسل تعليقك