أكدت قوات الدعم السريع أنها تعتبر دمج الشرطة مع الجيش محاولة للزج بها في الحرب. وشددت في بيان نشرته على حساباتها بمواقع التواصل، اليوم الأربعاء، على أنها "لن تتردد في التصدي لأي تحركات أو تصرفات من الشرطة أو من أي جهة تستغل اسمها وأزياءها ضدها".
كما اعتبرت أن التعديلات التي جرت في قيادة قوات الشرطة جاءت من أجل الزج بها في أتون الحرب الدائرة الآن. إلى ذلك، حثت الشرطة على التشبث بموقفها الحالي وعدم الانسياق وراء مخططات من وصفتهم بفلول النظام والدخول في حرب هم ليسوا طرفاً فيها بأية حال من الأحوال"، وفق تعبيرها.
وكان قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، أصدر قبل يومين قراراً بإعفاء مدير عام الشرطة ووزير الداخلية المكلف، عنان حامد محمد عمر، من منصبه، وسط تكهنات بأنه رفض التصدي لقوات الدعم السريع أو مواجهة عناصرها. فيما كلف الفريق شرطة حقوقي، خالد حسان محيي الدين، بمهام مدير عام الشرطة، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السودانية الرسمية.
وقبل ذلك أيضا أعفى البرهان، مساء الأحد، 4 ضباط كبار في الجيش، فضلا عن إقالة حسين يحيى جنقول من منصبه كمحافظ للمصرف المركزي، وتعيين برعي الصديق علي أحمد بدلا منه. يشار إلى أن تلك القرارات أتت بعد أن شهدت العاصمة الخرطوم على مدى الأسابيع الماضية، حالة من الفوضى والتفلت، فيما انتشرت أعمال السلب والنهب للمتاجر والبيوت، ما دفع البرهان إلى اتخاذ قرار أواخر أبريل الماضي، بإنزال عناصر الشرطة تدريجيا إلى الأحياء لبسط الأمن.
فيما تتخوف قوات الدعم السريع من أن يتصدى رجال الشرطة لعناصرها، لاسيما أن الجيش يعتبرها "انقلابية"، وفق توصيفه.
ومن جانبها حذرت مجموعة الاتصال العربية الوزارية المعنية بالسودان في اجتماعها الأول، اليوم الأربعاء، من التدخل في الشأن السوداني. وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان أن مجموعة الاتصال، التي تضم مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية، أكدت خلال الاجتماع الذي عقد في جدة على أهمية التوصل لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في السودان.
وعبرت المجموعة عن دعمها لإعلان المبادئ، الذي أبرمه ممثلو الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مؤخرا في جدة بخصوص حماية المدنيين وتسهيل العمل الإنساني وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، وفق البيان.
كما أشادت بجهود عدد من الدول العربية في تخفيف معاناة الشعب السوداني، وأكدوا على مواصلة المجموعة جهودها ومساعيها مع كافة الأطراف السودانية وتنسيقها مع التجمعات والشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى حلول للأزمة.
وعقدت اللجنة، والمُشكلة بقرار المجلس الوزاري في 7 مايو الجاري، اجتماعها الاول على هامش الأعمال التحضيرية للقمة العربية في جدة، والمقررة في 19 مايو الجاري.
بدوره، صرح جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية أن اللجنة تضم كلاً من المملكة العربية السعودية ومصر، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية.
كذلك أوضح أن اللجنة معنية بإجراء الاتصالات الضرورية بغرض التوصل إلى وقف كامل ومستدام لإطلاق النار ومعالجة أسباب الأزمة بما يُلبي تطلعات الشعب السوداني وتطلعه إلى الاستقرار والأمن.
وأضاف المتحدث أن أعضاء اللجنة استمعوا إلى عرض قدمه وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان لتطورات المحادثات التي ترعاها بلاده في جدة بهدف تحقيق الهدنة وتثبيتها بين الطرفين المتقاتلين، ومن أجل إعطاء الفرصة للمدنيين بخاصة في الخرطوم، لالتقاط الأنفاس والحصول على المساعدات الضرورية.
ونقل المتحدث عن الأمين العام أحمد أبو الغيط تأكيده على أهمية التزام الأطراف بالهدنة توطئة لحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وبما يسمح بالعودة إلى مُربع السياسة لمعالجة الأزمة في السودان من كافة جوانبها.
وفي سياق متصل قال مسؤول كبير في الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، إن خطة المنظمة الدولية للاستجابة الإنسانية في السودان تتطلب 2.56 مليار دولار لمساعدة المتضررين من الأزمة هناك بينما تسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى الحصول على مزيد من التمويل لمساعدة من اضطروا للفرار.
وقال راميش راجا سنجام رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف "اليوم يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان في السودان، إلى المساعدات إنسانية والحماية. وهذا أعلى رقم نشهده على الإطلاق في البلاد".
وأضاف "متطلبات التمويل التي تبلغ قرابة 2.6 مليار دولار هي أيضا الأعلى بالنسبة لأي استجابة إنسانية خاصة بالسودان".
والخطة، وهي نسخة من الخطة الإنسانية السنوية لعام 2023 لكنها خضعت للمراجعة، وضعت لمساعدة 18 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدات. وتسبب الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أزمة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة، وأدت إلى تشريد أكثر من 700 ألف داخل البلاد وإجبار نحو 200 ألف على الفرار إلى بلدان مجاورة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم الأربعاء إنها تسعى لجمع 472 مليون دولار لمساعدة أكثر من مليون شخص على مدى الأشهر الستة المقبلة وذلك في سياق مناشدة مشتركة مع وكالة المساعدات اليوم الأربعاء.
وقال رؤوف مازو مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات في مفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "للأسف، نحتاج مرة أخرى إلى دعوة البلدان والأفراد إلى مساعدة الأبرياء الذين فقدوا كل شيء دون ذنب ارتكبوه".
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك