بغداد - نجلاء الطائي
طردت قوات جهاز مكافحة التطرف العراقية، الأحد ، تنظيم "داعش"، من أحد الأحياء المحررة في الساحل الأيمن للموصل، وتقدّمت القوات العراقية، في الموصل القديمة، واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن بيان "البنتاغون" الذي يبرّر سقوط عدد كبير من الضحايا بين المدنيين في العراق نتيجة للقصف الأميركي، ليس إلا تسويغًا مرفوضا لقتل الأبرياء.
وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف، أن هذا التبرير وإن دلّ على شيء، فعلى مستوى التخطيط للعمل العسكري الذي يحكم مسبقا على قتل الأبرياء بـ"القنابل الذكية"، مضيفًا أنّه "مما يدهشنا، تصريح المتحدث باسم التحالف الدولي جوزيف كروكا، الذي "تعهد ببحث مسألة رفع السرية عن تسجيل الفيديو" الذي يظهر كيف يزج المسلحون بالمدنيين في مباني الشطر الغربي من الموصل ويطلقون منها النار لاستدعاء نار التحالف عليها. ولمعلومات الناطق باسم التحالف، فإن هذا العمل لا يندرج إلا في خانة جرائم الحرب الشنيعة، واستنادًا إلى ذلك، يتبادر إلى الذهن تساؤلان اثنان، ما دوافع القيادة العسكرية الأميركية لتسدل ستار السرية على جرائم الحرب التي يرتكبها الإرهابيون وتخفيها عن الرأي العام؟، وما مبرر تحالف واشنطن الدولي رغم امتلاكه معلومات كهذه، لاستمراره بقصف المباني بالقنابل "الذكية" والحكم مسبقا بالإعدام على المدنيين القابعين في هذه المباني؟".
وهدد "حزب الله" في العراق بـ"التصدي" للقوات الأميركية التي تقاتل ضمن التحالف الدولي ضد مسحلي تنظيم داعش المتشدد في الموصل شمالي البلاد، وكشف المتحدث باسم ما يعرف "كتائب المقاومة" التابعة إلى الحزب، جعفر الحسيني، أن "أميركا تحاول أن تجد مبررًا للبقاء في العراق"، مؤكّدًا أن "المقاومين في أتم الجهوزية للتصدي إلى الاحتلال الجديد، الوجود العسكري الأميركي في العراق، وتحت أي مسمى، يمثّل احتلالًا، نحن نراقب تحركات الأميركيين وننتظر حسم معركة الموصل".
وأفاد الحسيني، في وقت سابق، أن "تشكيل الأميركيين للتحالف الدولي في العراق، جاء لحماية عناصر "داعش" والحفاظ علیها، ومحاولة لإشغال مساحة في المعركة وإعطاء التنظيم فرصة أكبر، مشاريع أميركا في العراق لن تنتهي، وفي حال رفض الأميركيون الخروج من البلاد عقب حسم معركة "داعش" في الموصل، فإن بندقية المقاومة ستصوب ضدهم"، على حد تعبيره.
وقال رئيس أركان الشرطة الاتحادية، اللواء جعفر البطاط، إن "قطعاتنا تتقدم ببطئ وحذر باتجاه الموصل القديمة وفق إهداف مرسومة لنا".
وأشار إلى أن "وجود المدنيين يعيق التقدم، فضلا عن الغطاء الجوي الضعيف لقطعاتنا اليوم"، كما أفاد مصدر أمني ، بأن "جهاز مكافحة التطرف عاود تقدمه في حيي اليرموك والمطاحن غربي الموصل من أجل استعادتهما من تنظيم داعش، وبسط جهاز مكافحة التطرّف سيطرته على كامل حي رجم حديد غربي الموصل بعد طرد عناصر التنظيم الذي سيطر على أجزاء من المنطقة، قوات الحشد العشائري التي تعرضت لهجوم داعش أمس عادت إلى مواقعها في الحي وتم تعزيزها بقوة من الشرطة الاتحادية لحماية الحي".
واستعاد "داعش" أجزاء من منطقة رجم حديد غربي الموصل بعد هجوم شنه التنظيم على مواقع وخطوط صد دفاعية يتمركز فيها الحشد العشائري فوج (18)، وأعدم التنظيم رجلا وابنه يوم الأحد أثناء محاولتهما الفرار من المناطقة الخاضعة لسيطرة التنظيم في الساحل الأيمن للموصل، حيث أطلق النار على رجل وولده في محلة الورشان غربي الموصل أثناء محاولتهم الفرار من مناطق تخضع لسيطرة التنظيم".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المعركة القائمة في مدينة الموصل، هي دفاع عن الأمن في العالم.
وأضاف في تصريح عقب زيارته العراق، "لقد عانى سكان الموصل، ومازالوا يعانون، بشكل هائل. إننا بحاجة إلى تضامن أكبر من المجتمع الدولي. هناك جهود هائلة من حكومة إقليم كوردستان العراق ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة ولكننا لا نمتلك الموارد الضرورية لدعم هؤلاء الناس، ولا يتوفر لنا الدعم الدولي اللازم لتهيئة الظروف الملائمة للعيش الإنساني لسكان الموصل ولأن يتوفر لهم الحد الأدنى من التعويض عن المعاناة التي مروا بها، وفي نفس الوقت لخلق الظروف الملائمة للمصالحة داخل المجتمعات وعلى المستوى الوطني بمجرد تحرير الموصل."
وأشار الأمين العام إلى أن برامج الأمم المتحدة في العراق لم تتلق سوى 8% من إجمالي التمويل المطلوب لها، مشددًا على ضرورة توفير الدعم لسكان الموصل، مشيرا إلى أن الجنود الذين يقاتلون داعش، يحاربون من أجل الدفاع عن أمن جميع سكان العالم، مضيفًا أنّ "كل شيء يتطلب التزامًا أكبر من المجتمع المدني، هذا الالتزام ليس سخاء فحسب، ولكنه قرار مستنير يصب في المصلحة الذاتية للجميع لأن التهديدات المتطرفة التي نراها في الموصل هي نفسها التي نراها في كل مكان بالعالم"، داعيًا إلى التضامن مع من يحررون الموصل، والمدنيين الذين عانوا بسبب الأوضاع هناك. ودعا إلى التعاون من أجل ضمان حماية المدنيين، وإلى التضامن مع الضحايا، وتهيئة الظروف الملائمة للمصالحة.
أرسل تعليقك