طرابلس ـ فاطمة السعداوي
سقط قتيل وعدد من الجرحى المدنيين في الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الليبية طرابلس اليوم الأربعاء، والستمرة منذ ثلاثة أيام بين قوات المجلس الرئاسي الشرعي من جهة، وميليشيات "فجر ليبيا" المتطرفة. أكدت مصادر ليبية أن رئيس ما يسمى بـ"حكومة الإنقاذ" خليفة الغويل، أصيب في الاشتباكات التي شهدتها معظم أحياء العاصمة طرابلس وأحدثت شللً تامًا في حياة الليبيين، وسط نزوح وإجلاء العشرات من العائلات وتعليق الدراسة، بسبب ارتفاع وتيرة الاشتباكات المسلحة.
وذكرت المصادر أن الغويل أصيب إصابة خفيفة بشظية في القدم وأن حالته غير خطيرة. وقال مصدر في الغرفة الأمنية المشتركة في حديث خاص اليوم الأربعاء ، إن الاشتباكات التي اندلعت أمس لا تزال متواصلة وبشكل متفرق ، مع استمرار عمليات التحشيد العسكري في عدد من الأحياء والبلدات في العاصمة، وإغلاق الرئيسة منها بالحواجز الخرسانية والترابية .
وأضاف المصدر ، أن عددًا كبيرًا من العائلات خاصة في الضاحية الغربية لطرابلس نزحت خارج المدينة ، مع إجلاء عدد منهم بواسطة الهلال الأحمر الليبي، الذي أكد نجاحه في إخراج 17 عائلة من بلدية حي الأندلس، كما أكدت بلدية طرابلس المركز ، تعليق الدراسة حتى إشعار آخر، نتيجة للاشتباكات .
وأوضحت البلدية في بيان ، أنه " نظرًا لما تمر به العاصمة من توترات أمنية متصاعدة ، وحرصا على سلامة طلاب المدارس ، نهيب بجميع المدارس العامة والخاصة داخل النطاق الإداري، بإيقاف الدراسة لحين استقرار الأوضاع الأمنية".
ونقلت وكالة "فرانس برس" عن شهود عيان قولهم إن المعارك اندلعت فجر الأربعاء في محيط قصر الضيافة الذي يستخدم مقرا لقيادة ميليشيا "فجر ليبيا" التابعة للرئيس السابق لحكومة ما يسمى"الانقاذ الوطني" خلفية الغويل.
وقال ممرض في مستشفى الخضراء غير البعيد عن منطقة المعارك إن هذا المركز أصيب بصاروخ دون أن يوقع ذلك ضحايا. وسمع دوي عدد من الانفجارات من أحياء عدة في العاصمة المشلولة بصورة شبه كاملة بسبب مواجهات المستمرة منذ 3 أيام.
وكانت الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق والمجلس الرئاسي شنت الثلاثاء هجومًا على قصر الضيافة، وفقا لشهود عيان. وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل القصر، فيما تساقطت قذائف على مستشفى الخضراء القريب منها الذي أصيب بقذيفة هاون.
وطالب إداريو وأطباء مستشفى الخضراء بممر آمن، وبوقف إطلاق النار. وتحاصر مليشيات مجلس ثوار طرابلس بقيادة هيثم التاجوري قوة الردع أبو سليم بقيادة غنيوة الككلي وقوة الردع الخاصة بقيادة عبد الرؤوف كارة قصور الضيافة، وسمعت أصوات انفجارات قوية ودوي إطلاق نار كثيف في محيط فندق ريكسوس.
ومن جهة أخرى، اقتحم شباب من طرابلس في الساعات الأولى من فجر الأربعاء، مبنى قناة النبأ الفضائية التي تتبع قوى الإسلام السياسي وأضرموا فيه النيران. وتداول نشطاء على صفحات التواصل الاجتماعي صورا لمبنى القناة المشتعل.
أرسل تعليقك