مخاوف من تسليم العراق لإيران بعد الإنسحاب الأميركي المحتمل
آخر تحديث GMT18:03:10
 العرب اليوم -

مخاوف من "تسليم العراق لإيران" بعد الإنسحاب الأميركي المحتمل

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مخاوف من "تسليم العراق لإيران" بعد الإنسحاب الأميركي المحتمل

علم العراق
بغداد - العرب اليوم

مع تواتر الحديث عن انسحاب أميركي محتمل من العراق نهاية العام الجاري، تزامنا مع جولة رابعة للحوار الاستراتيجي بين البلدين، وعشية زيارة رئيس الوزراء مصطفي الكاظمي لواشنطن، لا تخفي العديد من القوى السياسية والمكونات العراقية، وعلى رأسها السنة العرب والأكراد فضلا عن التيارات العلمانية والمدنية في أوساط الشيعة العرب، مخاوفها وقلقها البالغ من الخطوة الأميركية المرتقبة.وأصدرت مجموعة من القوى والشخصيات السياسية والعشائرية العربية السنية العراقية، خلال مؤتمر صحفي عقدته في عاصمة إقليم كردستان العراق، بيانا جاء فيه: "بعد التصريح الأخير الذي صدر من رئيس وزراء العراق قبيل زيارته لواشنطن، الذي جاء فيه أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو مناقشة جدولة انسحاب القوات الأميركية القتالية من العراق - وبإملاء وشروط من قيادات الحشد الشعبي - كما صرحت بذلك قياداتهم أيضا، فإن جميع القوى وشيوخ العشائر والشخصيات المشاركة في هذا البيان والموقعة عليه ترفض - وبشكل قاطع - انسحاب القوات الأميركية من العراق الآن".وأضاف البيان: "كما أنها ترفض مطلب الكاظمي بجدولة انسحاب هذه القوات، لأن انسحاب القوات الأميركية في هذا الوقت سيدخل العراق في فوضى وخطر كبير ونفق مظلم، لأنه - وكما هو معلوم لدى الجميع - فإن منطق اللادولة والميليشيات هو الحاكم الفعلي للعراق الآن".

وتابع: "لا سلطة للحكومة على الميليشيات التابعة لإيران - كونها هي الأقوى - وقد رأى العالم كله ذلك من خلال دخولها المنطقة الخضراء عدة مرات، والاستعراضات بالأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وإطلاق سراح المطلوبين من الحشد – رغم أنف الحكومة - وتهديد رئيس الوزراء بقطع أذنيه، وما يحدث من خطف وقتل في بغداد وغيرها من المحافظات العراقية، والتحكم بالقرار السياسي والاقتصادي والأمني للعراق، والدفاع بالنيابة عن حكومة إيران علنا، وكذلك لأن هذه الميليشيات طائفية بامتياز".

ويقول الأمين العام لـ"تجمع إنقاذ العراق ورفض التوسع الإيراني" عبد الرزاق الشمري، وهو من الموقعين على البيان، في حوار مع موقع "سكاي نيوز عربية": "كما تعلمون صدر بيان من القوى الوطنية الرافضة لخروج الأميركيين من العراق الآن، وعقدنا مؤتمرا صحفيا لتوضيح أسباب دعوتنا لعدم خروج القوات الأميركية".

ويضيف: "مطالبتنا ببقائها وعدم انسحابها لا يعني أننا نرضي بالاحتلال الأميركي، لكننا الآن أمام احتلالين إيراني وأميركي أحلاهما مر، فالاحتلال الأميركي زائل لا محالة كونه احتلال وقتي يزول بتحقق المصلحة، أما الإيراني فاحتلال ينطوي على بعد أيديولوجي وعقائدي لا يمكن إزالته".ويعتبر الشمري أن "المعركة مع الاحتلال الإيراني هي أن نكون أو لا نكون، لذلك طالبنا ببقاء القوات الأميركية لحين عودة العراق لما قبل عام 2003 من الناحية الأمنية، بمعني أن تكون مؤسسات الدولة ومنها العسكرية والأمنية قادرة، وأن يتحرك المواطن العراقي دون خوف وتمييز، أما خروج الأميركيين الآن فهو يعني تسليم العراق لإيران على طبق من ذهب".ويضيف: "نطالب الولايات المتحدة بتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والقانونية، فهي من سلمت العراق للميليشيات الإيرانية، وعليها تحمل مسؤولية إخراج تلك الميليشيات من العراق".

ويتابع الشمري: "تجمعنا يضم أكثر من 10 قوى وكيانات سياسية ومدنية، فضلا عن العديد من شيوخ العشائر ورموزها، من مختلف المحافظات العراقية، والتجمع رغم طغيان الطابع السني العربي عليه فإنه يعمل في إطار وطني وليس طائفيا".

أما الكاتب والمحلل السياسي العراقي علي البيدر، فيقول في حديث مع موقع "سكاي نيوز عربية"، إن "مسألة الوجود الأميركي في العراق مرهونة بالواقع العراقي وتقديرات المؤسسات الأمنية العراقية والإدارة الأميركية، ولا يمكن لواشنطن الرضوخ لرغبات بعض الجهات السياسية والميليشيات المسلحة في العراق بسحب قواتها".

ويستطرد: "لا تزال هناك تهديدات حقيقية على الأرض، تتمثل خصوصا بعودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي، وببعض المجموعات المسلحة المنفلتة والسلاح الميليشياوي، حيث ستصور كل تلك الجماعات المتطرفة خروج القوات الأميركية نصرا لها، ويمكن أن يفتح ذلك شهيتها لابتلاع الدولة العراقية".ويضيف البيدر: "هناك مخاوف جدية وقلق وسط المكون العربي السني من انسحاب القوات الأميركية من العراق، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة تهميشهم وفرض لون طائفي معين على البلد، وكذلك هناك قلق كردي أيضا من ذلك الانسحاب، لعدم وجود ضمانات تتعلق بعدم استهداف إقليم كردستان العراق من قبل الميليشيات المسلحة بعد خروج الأميركيين".ويردف: "انسحاب القوات الأميركية حاليا من العراق يعني تسليم البلاد رسميا لإيران، ونحن كعراقيين أمام خيارين لا ثالث لهما، ولا يمكن الوقوف على الحياد، فإما أن نكون مع واشنطن أو طهران".

ويختم البيدر: "علينا التفكير بمصلحتنا قبل كل شيء، وهي تقتضي أن نكون مع الولايات المتحدة ومع الانفتاح على العالم والتفاعل معه، ولننظر لتجربة الدول المتقدمة التي تتواجد فيها القوات الأميركية كألمانيا وكوريا الجنوبية، وإلى واقع حال الدول المأزومة التي تتواجد فيها القوات والميليشيات الإيرانية، كالعراق وسوريا واليمن ولبنان، كي نتعظ ونأخذ العبرة".

قد يهمك ايضا 

طائرة مسيرة تستهدف موقعا للتحالف الدولي في كردستان العراق

وزير الخارجية العراقية يعلن أن قواتنا لا تزال بحاجة إلى البرامج التي تقدمها الولايات المتحدة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مخاوف من تسليم العراق لإيران بعد الإنسحاب الأميركي المحتمل مخاوف من تسليم العراق لإيران بعد الإنسحاب الأميركي المحتمل



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"
 العرب اليوم - رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025
 العرب اليوم - ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:26 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يُرهن ضم مرموش في انتقالات يناير بشرط وحيد

GMT 11:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع أرباح "أدنوك للإمداد" الفصلية 18% إلى 175 مليون دولار

GMT 13:23 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

رونالدو وميسي على قائمة المرشحين لجوائز "غلوب سوكر"

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 04:27 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

باريس هيلتون تحتفل بعيد ميلاد ابنتها الأول في حفل فخم

GMT 06:49 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات فساتين زواج فخمة واستثنائية لعروس 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab